احتدمت المعارك في عملية «نصر الحالمة» بين القوات المشتركة، والميليشيات الانقلابية، وسط تقدم المقاومة الموالية للشرعية وبمساندة قوات التحالف العربي، في مواقع القتال الشرقية والغربية، تم خلالها استعادة عدد من المواقع التي كانت تسيطر عليها ميليشيا الحوثي والرئيس اليمني السابق صالح، بعد مواجهات عنيفة تكبدت فيها هذه الأخيرة الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد.
وتسبب تقدم المقاومة بجبهات القتال في إرباك الميليشيات المتمردة، خصوصا في الجبهة الغربية التي تتمكن فيها عناصر المقاومة والجيش من استعادة عدد من المواقع والتباب، في حين لا تزال الميليشيات تواصل قصفها، وكرد انتقامي من أماكن تمركزها بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، على الأحياء السكنية مخلفة وراءها قتلى وجرحى من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وقال رضوان فارع، ناشط سياسي من أبناء تعز، لـ«الشرق الأوسط»، إن «عناصر المقاومة تحقق في تعز على الجبهات داخل المدينة وخارجها، انتصارات كبيرة، ففي جبهات الضباب ونجد قسيم تقدمت المقاومة الشعبية والجيش الوطني».
ولا يزال هناك اشتباكات عنيفة على مشارف مركز مديرية المسراخ، حيث قامت المقاومة الشعبية بقصف المواقع التي تتمركز فيها الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، وتحكم سيطرتها على مواقع كانت تحاول الميليشيا التمركز حولها. وكانت الخطوة الأهم في تلك المناطق أن المقاومة أوقفت عبور الحوثيين إلى نجد قسيم، ومنه إلى مناطق الحجرية، الذي بدأ من النشمة والبرين والتربة التي توافد عليها أبناء تلك المناطق إلى ساحات القتال وأعلنوا النفير العام ضد الانقلابيين.
وأضاف أن «جبهات كرش الشريجة قد توقف سير القوات باتجاه مدينة الراهدة التي تعد أول مدينة في محافظة تعز باتجاه الجنوب، وذلك بسبب الألغام والبراميل المتفجرة التي زرعتها الميليشيات في الطريق العام المؤدي إلى تعز عبر المنفذ الذي كان يفصل اليمن الجنوبي والشمالي، منطقة الشريجة، وساعدت غارات طيران التحالف على استهداف مواقع الألغام المتفجرة في طريق الشريجة تمهيدا لعبور كاسحات الألغام وقوات المقاومة الجنوبية إلى الراهدة».
وأوضح الناشط السياسي السامعي أن «هناك توافدا من شباب أرياف تعز، كسامع والصلو وخدير وصبر والقبيطة، للانضمام إلى المقاومة واستباق الميليشيات من التمركز على الخط العام، الراهدة، مرورا بدمنة خدير والحوبان الذي يرجح أن تكون المعركة الفاصلة في هذه المنطقة الاستراتيجية في محافظة تعز».
وتابع: «ومع هذا لا بد من تسليح الشباب في تلك المناطق ليسهلوا عمليات وصول المقاومة وقوات التحالف القادمة من الجنوب، فالحوثيون مصابون بشلل تام ولا نريد إعطاءهم مزيدا من القوت لترتيب الصفوف بعد انهيارهم في كل مواقع القتال في تعز، حيث يقوم الحوثيون بتجميع متحوثين ومرتزقة للقتال إلى جانبهم بعد أن فقد كثير من مقاتليهم وعتادهم في المعارك الأخيرة».
وأكد السامعي أن «الوازعية تحررت والتحمت مقاومة تعز مع مقاومة الجنوب، لاستكمال عمليات التحرير لمديريات محافظة تعز وصولا إلى باب المندب وهذا أمر يحتاج لوقت وتخطيط للوصول إلى المخا».
وبينما تواصل ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح إغلاق جميع منافذ المدينة وحصارها ومنع دخول الأدوية والغذاء ومستلزمات العيش، أشار رضوان السامعي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الأوضاع الإنسانية في تعز لا تزال سيئة، ولا يزال الحوثيون يمنعون وصول الأدوية والأغذية إلى مدينة تعز، كونهم من يسيطر على مداخل هذه المدينة من الجهة الغربية والجهة الشرقية التي تم محاصرتها عبر المعسكرات التي كانت توجد على مداخل المدينة التي يسكنها أكثر من مليون نسمة».
ومع استمرار القصف العشوائي للحوثيين، تشهد المدينة سقوط عدد من الشهداء والجرحى من المدنيين العُزل بشكل يومي ولا تستطيع المشافي استيعابهم، ولا تتوفر الأدوية لتضميد جراحهم على أبسطها من وسائل مخبرية أو إسعافات أولية، فظروف سيئة يمر بها سكان مدينة تعز، حيث يزحف الحصار إلى المديريات خارج تعز والأرياف بسبب المواجهات في الطرقات الرئيسية والفرعية التي تربط مدينة تعز وأريافها وبالمحافظات المجاورة لها.
إلى ذلك، يواصل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عملية تطهير مديرية الوازعية، بوابة لحج الجنوبية، حيث حققت عناصر الجيش والمقاومة تقدما ووصلوا إلى مشارف مدينة البرح خلال معارك عنيفة قتل فيها العشرات من الميليشيات الانقلابية بما فيهم أحد قادتهم المكنى أبو حرب، في حين تستمر الميليشيات بتلغيم الجسور والعبارات في مناطق الفاقم والزويم والغيل على طريق الوازعية - البرح.
وعلى الصعيد الميداني، سقط العشرات بين قتيل وجريح من ميليشيات الحوثي وصالح جراء غارات التحالف العربي في وسط ومحيط المدينة على مواقع وتجمعات الميليشيات، حيث تركزت الغارات على مناطق المطالي والصراري والجنيد، وجبل الحمام بالشريجية ومواقع حدودية بين لحج والشريجة وموقع حمالة بالراهدة ومعسكر اللواء 22 بالجند ووادي الفاقع بالوازعية ومنطقة ذباب الساحلية، ومواقع للميليشيات في مطار تعز، شرق المدينة وغيرها من المواقع؛ الأمر الذي كبد الميليشيات المتمردة الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد.
وشهدت، أمس، مناطق البعرارة والحصب والراهدة، اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
وفي سياق ذي صلة، أكد مجلس شباب المقاومة الشعبية في مديرية سامع بتعز، وقوفها مع الشرعية ومشاركتها في مواجهة الميليشيات المتمردة.
وقال المجلس في بيان صحافي له، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «أبناء مديرية سامع كعادتهم لم يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء ما تعرضت وتتعرض له مدينتهم، ولم يقتصر الأمر على وجود ومشاركة أبناء سامع الأحرار في جبهات الشرف حاليا، ولكنهم سباقون منذ انطلقت شرارة ثورة الـ11 من فبراير (شباط) 2011 مرورًا بكل محطاتها السلمية وحتى اليوم تجد شبابنا في مقدمة الصفوف في تعز وغير تعز ونال الكثير من شبابنا شرف الشهادة وأوسمة الجراح حبا في الوطن وسيرا في طريق الأحرار والحرية بصمت دون ضوضاء».
شلل تام يصيب الميليشيات مع اقتراب تحرير تعز
التحام مقاومة تعز والجنوب.. وشباب «أرياف» ينضمون إلى صفوفهما
شلل تام يصيب الميليشيات مع اقتراب تحرير تعز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة