نيجيريا تعيش يومين على وقع الانفجارات.. ومقتل 32 مدنيًا

بين مدينتي {يولا} و {كانو} وبتوقيع «بوكو حرام»

مواطنون نيجيريون يعاينون آثار الدمار الذي أحدثته القنبلة التي انفجرت في سوق الخضراوات بمدينة يولا أمس (رويترز)
مواطنون نيجيريون يعاينون آثار الدمار الذي أحدثته القنبلة التي انفجرت في سوق الخضراوات بمدينة يولا أمس (رويترز)
TT

نيجيريا تعيش يومين على وقع الانفجارات.. ومقتل 32 مدنيًا

مواطنون نيجيريون يعاينون آثار الدمار الذي أحدثته القنبلة التي انفجرت في سوق الخضراوات بمدينة يولا أمس (رويترز)
مواطنون نيجيريون يعاينون آثار الدمار الذي أحدثته القنبلة التي انفجرت في سوق الخضراوات بمدينة يولا أمس (رويترز)

قال الصليب الأحمر والوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ إن انفجارا هز سوقا مكتظة بالمواطنين في مدينة يولا بشمال شرقي نيجيريا ليلة أول من أمس، مما أسفر عن مقتل 32 شخصا، وإصابة 80 آخرين.
وقع الانفجار في سوق للخضراوات والفاكهة، بجوار طريق رئيسي في منطقة جيميتا بعاصمة ولاية أداماوا نحو الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (السابعة بتوقيت غرينتش).
ورغم أنه لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن الانفجار يحمل بصمات جماعة «بوكو حرام» المتشددة، التي قتلت الآلاف خلال الأعوام الستة الأخيرة في مسعاها لإقامة إمارة إسلامية شمال شرقي البلاد.
وقال مسؤول بالصليب الأحمر، طلب عدم نشر اسمه: «لقد قتل 32 شخصا وأصيب 80»، فيما أعطى مسؤول بالوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ نفس عدد القتلى.
بعد ساعات قليلة من ذلك، هز انفجار هائل سوقا مكتظة لبيع الهواتف النقالة في مدينة كانو، أكبر مدن نيجيريا، أمس مخلفا عددا من الضحايا، بحسب ما صرح تاجران لوكالة الصحافة الفرنسية، وذلك بعد ساعات فقط من مقتل أكثر من 30 شخصا في مدينة يولا شمال شرقي البلاد.
وقال نافيو محمد وسليمان هارونا إن الانفجار الذي يشبه هجمات «بوكو حرام» السابقة وقع «في قلب» سوق «فارم سنتر» بعد الساعة الرابعة بعد الظهر بقليل (15:00 تغ)، وإن رجال الإنقاذ يوجدون حاليا في الموقع للتعامل مع الضحايا.
ونفذ متشددون يشتبه في أنهم ينتمون إلى «بوكو حرام» هجمات في تشاد والنيجر والكاميرون خلال الأسابيع الأخيرة. لكن شمال شرقي نيجيريا لم يتعرض لهجمات منذ أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك عندما خلفت تفجيرات في يولا ومايدوجوري 37 قتيلا على الأقل.
وقال الحاج أحمد الذي يملك متجرا بالسوق: «الأرض بجوار متجري مغطاة بالجثث، وقد ساعدت في حمل 32 جثة على خمس مركبات»، فيما قال شاهد آخر إنه رأى ثماني عربات إسعاف تنقل المصابين لتلقي العلاج.
وقتل مهاجمون يعتقد أنهم أعضاء في «بوكو حرام» نحو ألف شخص منذ تولى الرئيس النيجيري محمد بخاري السلطة في مايو (أيار) الماضي، وتعهده بسحق الجماعة. ومنذ خسارتهم معظم الأراضي التي سيطروا عليها في وقت سابق من العام الحالي، يركز المتشددون على مهاجمة الأسواق ومحطات الحافلات ودور العبادة، علاوة على هجمات الكر والفر على القرى.
وفيما أكد سعيد بيلو، منسق الوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ في يولا، إحصاء «32 قتيلا ونحو 80 جريحا حتى الآن»، أعطى الصليب الأحمر حصيلة أخرى بـ31 قتيلا و72 جريحا. وحسب المسؤول في الصليب الأحمر عليو مايكانو، فإن «الانفجار وقع وسط الجموع»، فيما قال أحد المواطنين مفضلا عدم الكشف عن هويته، إن الانفجار وقع بعيد صلاة العشاء عندما كان المصلون يغادرون المسجد، مضيفا أن «سيارات الإسعاف نقلت الضحايا إلى المستشفى».
وكان الجيش النيجيري قد أعلن الأسبوع الماضي عن تحرير 61 رهينة من أيدي «بوكو حرام»، بعد أن قتلت القوات المسلحة النيجيرية أربعة أشخاص يشتبه بأنهم عناصر من حركة «بوكو حرام»، وحررت 61 شخصا معظمهم من النساء والأطفال كانوا محتجزين لدى المنظمة المتشددة في ولاية بورنو بشمال شرقي نيجيريا، حسب ما أعلن الجيش. وجاء في بيان أن الجيش شن بدعم جوي عملية في معسكرات «بوكو حرام» الواقعة في منطقتي بيتا ودامبوا، مضيفًا أنه «أنقذ 61 شخصا كانوا خطفوا واحتجزوا من قبل إرهابيي (بوكو حرام)». كما أوضح البيان أن «الأشخاص المحررين معظمهم من النساء والأطفال، وقد تم إجلاؤهم عن المعسكرات»، مشيرًا إلى أن «الجنود قتلوا أيضًا أربعة إرهابيين وأوقفوا آخر».
وأوقع التمرد الذي تقوده حركة «بوكو حرام» ما لا يقل عن 17 ألف قتيل، وتسبب بنزوح أكثر من 2.5 مليون شخص منذ عام 2009.



«إكواس» تعطي بوركينا فاسو ومالي والنيجر مهلة لقرارها الانسحاب من التكتل

صورة عامة للدورة العادية السادسة والستين لهيئة رؤساء الدول والحكومات التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إكواس» في أبوجا أمس (أ.ف.ب)
صورة عامة للدورة العادية السادسة والستين لهيئة رؤساء الدول والحكومات التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إكواس» في أبوجا أمس (أ.ف.ب)
TT

«إكواس» تعطي بوركينا فاسو ومالي والنيجر مهلة لقرارها الانسحاب من التكتل

صورة عامة للدورة العادية السادسة والستين لهيئة رؤساء الدول والحكومات التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إكواس» في أبوجا أمس (أ.ف.ب)
صورة عامة للدورة العادية السادسة والستين لهيئة رؤساء الدول والحكومات التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إكواس» في أبوجا أمس (أ.ف.ب)

أمهلت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إكواس»، اليوم (الأحد)، ثلاث دول تقودها حكومات عسكرية 6 أشهر لإعادة النظر بقرارها الانسحاب من التكتل.

وجاء قرار «إكواس» بعد أن أكدت بوركينا فاسو ومالي والنيجر قرارها «الذي لا رجعة فيه» بالانسحاب من التكتل الخاضع، على حد قولها، للمستعمر السابق فرنسا. ويمكن أن يكون للانسحاب الوشيك لدول الساحل الثلاث تأثير كبير على التجارة الحرة والتنقل، وكذلك التعاون الأمني، في منطقة ينشط فيها متطرفون مرتبطون بتنظيمي «القاعدة» و«داعش».

ومن المفترض أن يدخل انسحاب مالي وبوركينا فاسو والنيجر من «إكواس» حيز التنفيذ الشهر المقبل، بعد عام واحد من إعلانها ذلك في يناير (كانون الثاني) 2024، وفقاً لقواعد التكتل. وقالت «إكواس» في بيان عقب اجتماع لزعمائها في أبوجا: «قررت الهيئة اعتبار الفترة من 29 يناير (كانون الثاني) 2025 إلى 29 يوليو (تموز) 2025 فترة انتقالية، وإبقاء أبواب المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا مفتوحة أمام الدول الثلاث».

وكان من بين الحاضرين في القمة الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي الذي عينه التكتل المكون من 15 دولة في يوليو وسيطاً مع الدول المنشقة. كما توسط رئيس توغو فوريه غناسينغبي مع دول الساحل. وأذنت «إكواس» للرئيسين بمواصلة مفاوضاتهما مع الدول الثلاث.

وكانت الدول الثلاث المنشقة قد شكلت اتحادها الخاص الذي أطلقت عليه اسم تحالف دول الساحل، بعد قطعها العلاقات مع فرنسا وتحولها نحو روسيا. وتصاعد التوتر بعد تهديد «إكواس» بالتدخل العسكري في النيجر إثر انقلاب يوليو 2023، السادس في المنطقة في غضون ثلاث سنوات.

وقد تراجعت حدة هذا الموقف منذ ذلك الحين رغم انقسام دول التكتل حول أفضل مسار للتعامل مع الحكومات العسكرية.