أصول المصرفية الإسلامية تتضاعف بحلول عام 2020

توقعات بنموها من 1.8 إلى 3.2 تريليون دولار

أصول المصرفية الإسلامية تتضاعف بحلول عام 2020
TT

أصول المصرفية الإسلامية تتضاعف بحلول عام 2020

أصول المصرفية الإسلامية تتضاعف بحلول عام 2020

توقع تقرير صادر عن «تومسون رويترز» والمعهد الإسلامي للبحوث والتدريب التابع للبنك الإسلامي للتنمية نمو أصول المصرفية الإسلامية بنسبة تصل إلى مائة في المائة بحلول 2020، وسترتفع أصول الصيرفة الإسلامية على مستوى العالم، والمقدرة في نهاية عام 2014 بنحو 1.8 تريليون دولار، ومن المتوقع تضاعف هذا الرقم تقريبًا بحلول عام 2020 ليصل إلى 3.2 تريليون دولار.
في غضون ذلك، وتمهيدًا لانعقاد المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية 2015، تنطلق في الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل حلقة نقاش بعنوان «اقتناص فرص النمو في الأسواق الناشئة للتمويل الإسلامي».
وتهدف حلقة النقاش إلى تسليط الضوء على فرص الاستثمار في الأسواق الناشئة للتمويل الإسلامي التي تتميز بمعدلات نمو مرتفعة وتشمل مناطق رئيسية، منها آسيا الوسطى وشمال أفريقيا والأميركتان، ويشارك في حلقة النقاش مسؤولون رفيعو المستوى، يمثلون بعض الأسواق الناشئة للتمويل الإسلامي، مثل نورلان كوسيانوف، نائب محافظ «بنك كازاخستان الوطني»، وجانيت ل. إيكر رئيسة مجلس إدارة والرئيسة التنفيذية لتحالف «تورنتو» للخدمات المالية، وفادي الفقيه الرئيس التنفيذي لبنك الخرطوم، وعدد من ممثلي الحكومات والشركات.
وكشفت أمس «تومسون رويترز»، المزود العالمي للمعلومات الذكية للشركات والمحترفين، والمعهد الإسلامي للبحوث والتدريب، التابع لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، عن سلسلة من التقارير الرائدة المزمع إطلاقها خلال حلقة نقاش متخصصة، ويقام المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية 2015 تحت رعاية الأمير خليفة بن سلمان بن حمد آل خليفة، رئيس وزراء البحرين.
ووفقا لبيانات مؤشر التنمية المالية الإسلامية الصادر عن «تومسون رويترز» والمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، وفي ظل النمو المستمر لتقبل التمويل الإسلامي على مستوى العالم، فإن كثيرا من الدول غير الإسلامية بدأت بإطلاق مبادرات للتمويل الإسلامي، من خلال إدخال أنظمة التمويل الإسلامي لأول مرة، ومساعدة مؤسسات التمويل الإسلامية على بدء نشاطها، ومن ثم الاستفادة من أسواق المال الإسلامية من خلال إصدار الصكوك السيادية.
ووفق هذه التقارير، تعد كندا التي يصنف نظامها المصرفي ضمن الأكثر فعالية والأكثر أمانًا في العالم، واحدة من الدول التي تسعى إلى التحول لمركز إقليمي للتمويل الإسلامي في أميركا الشمالية، بينما تأتي المنافسة على استقطاب مؤسسات التمويل الإسلامي ضمن أميركا الشمالية من الولايات المتحدة، في حين تتبنى كازاخستان - حاليًا - نظام التمويل الإسلامي ضمن جهودها الرامية إلى تنويع اقتصاد البلاد القائم على عائدات النفط، خصوصا في ظل الانخفاض الحاد بأسعار النفط الخام، كما تخطط لتصبح أستانا، ثاني أكبر مدينة في البلاد، مركزًا ماليًا دوليًا على طريق الحرير الجديد، ومركزًا إقليميًا للتمويل الإسلامي.
وفي عام 2009 أصبحت كازاخستان أول بلد في رابطة الدول المستقلة وآسيا الوسطى يطبق تشريعات للخدمات المصرفية الإسلامية، ويضع الأساس القانوني لتطوير هذه الصناعة، إلا أن قطاع التمويل الإسلامي في البلاد ما زال في مراحله الأولى، حيث بلغ إجمالي قيمة أصوله 75 مليون دولار بنهاية عام 2014، كما أنه لا يوجد في كازاخستان سوى بنك إسلامي متكامل واحد فقط، إلا أن كازاخستان وبحسب تقارير المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب وضعت خريطة طريق لتطوير التمويل الإسلامي حتى عام 2020 تحدد تطوير وتطبيق التمويل الإسلامي في الجمهورية، الأمر الذي يهيئ الظروف لتوسع أنشطة التمويل الإسلامي، ويتوقع وفق الخطة أن تنمو الأصول المصرفية الإسلامية لتصل إلى 5 في المائة من إجمالي الأصول المصرفية على المدى القصير والمتوسط.
وبحسب تقارير «تومسون رويترز» والمعهد الإسلامي للبحوث والتدريب، يوجد في السودان حاليًا 34 مصرفًا إسلاميًا و16 مزودًا لخدمات التكافل، جميعها تعمل في ظل نظام مالي إسلامي بالكامل، إلا أن السودان لا يزال يواجه نقصًا في عدد المؤسسات المالية، في ظل تركز أغلبها في العاصمة الخرطوم، ويتمتع السودان بسوق محلية للصكوك نشطة نسبيًا، وتمثل 60.4 في المائة من الصكوك المتداولة في أفريقيا.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.