البيان الختامي لاجتماعات فيينا: وقف إطلاق النار وحكم «ذو مصداقية»

دستور جديد في غضون 6 أشهر وانتخابات نزيهة في 18 شهرًا

البيان الختامي لاجتماعات فيينا:  وقف إطلاق النار وحكم «ذو مصداقية»
TT

البيان الختامي لاجتماعات فيينا: وقف إطلاق النار وحكم «ذو مصداقية»

البيان الختامي لاجتماعات فيينا:  وقف إطلاق النار وحكم «ذو مصداقية»

فيينا في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015: عقدت المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم جامعة الدول العربية، والصين، ومصر، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وألمانيا، وإيران، والعراق، وإيطاليا، والأردن، ولبنان، وعمان، وقطر، وروسيا، والسعودية، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، والأمم المتحدة والولايات المتحدة اجتماعا لمناقشة سبل إنهاء النزاع السوري.
دار نقاش بنّاء بين المشاركين للبناء على التقدم المحرز في اجتماع 30 أكتوبر (تشرين الأول)، وأعرب أعضاء المجموعة عن شعورهم، بالإجماع، بضرورة وضع حد لمعاناة الشعب السوري، والدمار المادي في سوريا، وزعزعة استقرار المنطقة، وازدياد أعداد الإرهابيين الملحوظة نتيجة القتال الدائر في سوريا.
أقرت المجموعة بالصلة الوثيقة بين وقف إطلاق النار والبدء في عملية سياسية موازية، وفقًا لبيان جنيف عام 2012، ووجوب المضي قدمًا بكلتا المبادرتين على وجه السرعة. وأكدت التزامها بضمان انتقال سياسي تقوده سوريا ويمتلكه السوريون على أساس بيان جنيف في مجمله، وتوصلت المجموعة إلى تفاهم مشترك حول كثير من القضايا الرئيسية.
ووافقت المجموعة على توفير الدعم والعمل لإدخال وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ في أقرب وقت، بمجرد أن يبدأ ممثلو الحكومة السورية والمعارضة بالخطوات الأولى نحو المرحلة الانتقالية تحت إشراف الأمم المتحدة على أساس بيان جنيف. وتعهد الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن الدولي بتأييد قرار مجلس الأمن الدولي لتمكين بعثة مراقبة وقف إطلاق النار تقرها الأمم المتحدة في تلك المناطق من البلاد، وبعدم تعرض المراقبين لتهديد بهجمات من الإرهابيين، ودعم عملية الانتقال السياسي وفقًا لبيان جنيف.
تعهد جميع أعضاء المجموعة أيضا كدول منفردة وكداعمين لمختلف الأطراف المتحاربة، باتخاذ جميع الخطوات الممكنة والمطلوبة للالتزام بوقف إطلاق النار من قبل هذه الجماعات أو الأفراد المدعومة، الممولة أو المنفذة. لا يسري قرار وقف إطلاق النار على الأعمال الهجومية أو الدفاعية ضد «داعش» أو جبهة النصرة، أو أي مجموعة أخرى تعتبرها المجموعة إرهابية.
ورحب المشاركون ببيان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي ذكر فيه أن الأمم المتحدة أمرت بتسريع التخطيط لدعم تنفيذ وقف إطلاق النار في البلاد. واتفقت المجموعة على أن الأمم المتحدة يجب أن تقود الجهد، بالتشاور مع الأطراف المعنية، لتحديد احتياجات وطرق وقف إطلاق النار.
وأعربت المجموعة عن استعدادها لاتخاذ خطوات فورية لتشجيع تدابير بناء الثقة التي من شأنها المساهمة في استمرارية العملية السياسية، وتمهيد الطريق لوقف إطلاق النار في البلاد. وفي هذا السياق، ووفقًا للفقرة الخامسة من بيان فيينا، ناقشت المجموعة ضرورة اتخاذ خطوات لضمان وصول المساعدات الإنسانية على وجه السرعة إلى جميع أنحاء أراضي سوريا وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2165، ودعت إلى ضمان طلبات الأمم المتحدة الملحة في ما يخص المساعدات الإنسانية. وأعربت المجموعة عن قلقها بشأن محنة اللاجئين والمشردين داخل البلاد، وضرورة بناء شروط لعودتهم الآمنة وفقًا لقواعد القانون الدولي الإنساني، والأخذ بعين الاعتبار مصالح البلدان المضيفة، مشددة على أهمية حل قضية اللاجئين للوصول لتسوية نهائية للصراع السوري. وأكدت المجموعة على الآثار المدمرة لاستخدام الأسلحة العشوائية على السكان المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية، كما جاء في قرار مجلس الأمن رقم 2139. ووافقت المجموعة على ممارسة الضغط على الأطراف المعنية لوضع حد فوري للاستخدام العشوائي لتلك الأسلحة.
وأكدت المجموعة أهمية الالتزام بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2199 لوقف التجارة غير المشروعة في مجال النفط والآثار والرهائن، والتي يستفيد منها الإرهابيون.
وبناء على بيان جنيف 2012، المدرج في توصية بيان فيينا في 30 أكتوبر، وقرار مجلس الأمن الدولي 2118، وافقت المجموعة على ضرورة إقناع الحكومة وممثلي المعارضة السورية لعقد مفاوضات رسمية تحت رعاية الأمم المتحدة، في أقرب وقت ممكن، في الموعد المحدد بالأول من يناير (كانون الثاني). ورحبت المجموعة بالجهود، والعمل مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا وغيره، لجمع أوسع شريحة ممكنة من المعارضة ممن تم اختيارها من قبل السوريين والذين سيقررون ممثليهم في المفاوضات لتحديد مواقفهم التفاوضية، وذلك للبدء في العملية السياسية. وينبغي على جميع الأطراف في العملية السياسية الالتزام بالمبادئ التوجيهية التي حُددت في اجتماع 30 أكتوبر، بما في ذلك الالتزام بوحدة سوريا واستقلالها وسلامتها الإقليمية، وتأكيد الطابع غير الطائفي، وضمان سلامة مؤسسات الدولة، وحماية حقوق جميع السوريين، بغض النظر عن العرق أو الطائفة الدينية، واتفق أعضاء المجموعة على أن هذه المبادئ أساسية.
وأكد أعضاء المجموعة دعمهم للعملية الانتقالية الواردة في بيان جنيف 2012. وفي هذا الصدد أكدوا دعمهم لوقف إطلاق النار كما هو موضح أعلاه ودعمهم لعملية بقيادة سورية من شأنها إقامة حكم ذي مصداقية، شامل وغير طائفي، ووضع جدول زمني، وعملية صياغة جديدة للدستور في غضون ستة أشهر كهدف زمني. وستعقد انتخابات حرة ونزيهة وفقًا للدستور الجديد في غضون 18 شهرًا. ويجب أن تدار هذه الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة بما يرضي الحكم، ووفقًا لأعلى المعايير الدولية للشفافية والمساءلة، مع جميع السوريين، بما في ذلك السوريون في الشتات ممن لهم حق المشاركة.
وفي ما يتعلق بمكافحة الإرهاب:
وفقا للفقرة 6 من بيان فيينا، أكدت المجموعة أن «داعش»، وجبهة النصرة، وغيرها من الجماعات الإرهابية، على النحو المحدد من قبل مجلس الأمن للأمم المتحدة، وكما هو متفق عليه من قبل المشاركين الذين يؤيدهم مجلس الأمن الدولي، يجب أن يهزموا.
وافقت المملكة الأردنية الهاشمية على المساعدة في تطوير فهم مشترك لممثلي المجتمع الاستخباراتي والعسكري عن الجماعات والأفراد المحتمل اعتبارهم إرهابيين، وبهدف زمني ينتهي مع بداية العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة.
ويتوقع المشاركون أن يجتمعوا خلال شهر واحد تقريبًا، وذلك لاستعراض التقدم الذي أحرز في تنفيذ وقف إطلاق النار وبدء العملية السياسية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».