شرط الـ30 % مقابل التمويل العقاري يعصف بـ28 % من نشاط السوق السعودية

بعد عام واحد من تطبيق القرار

شرط الـ30 % مقابل التمويل العقاري يعصف بـ28 % من نشاط السوق السعودية
TT

شرط الـ30 % مقابل التمويل العقاري يعصف بـ28 % من نشاط السوق السعودية

شرط الـ30 % مقابل التمويل العقاري يعصف بـ28 % من نشاط السوق السعودية

قلصت أنظمة التمويل العقاري في السعودية ما يزيد على ربع حركة العقار المحلي بعد سنة من تطبيقها، بحسب المؤشرات العقارية التي أظهرت انخفاضًا في الحركة بما يقارب الـ28 في المائة إذا ما قورنت بالفترة التي سبقت فرض الأنظمة الجديدة التي قننت الحصول على القروض العقارية، وفرضت شروطًا أثرت على حركة السوق، خصوصًا المتعلق بضرورة توفير ما يزيد على 30 في المائة من قيمة العقار عند الرغبة في الشراء بالآجل.
ورغم فقد السوق لهذه الكمية من حركتها خلال عام وهي كبيرة قياسًا بحجم السوق التي تضخ فيها عشرات المليارات من الدولارات، فإنها لم تستجب بشكل كبير للانخفاض الذي من المفترض أن يصاحبه نقص في الطلب، حيث ظلت الأسعار مرتفعة إلى حد كبير، عدا نزول طفيف في بعض الأفرع العقارية لا يرتقي لحجم النزول، كما أن البعض يرى أن إقرار الكثير من القرارات المصاحبة، أهمها رسوم الأراضي هو المتسبب في خفض الأسعار بشكل مباشر وليس التضييق في منح قروض عقارية. وقال عبد العزيز العسكر، الذي يدير عددا من الاستثمارات العقارية، إن «مرور عام كامل على تطبيق القرار الذي طبق في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 يوضح مدى تأثير القرار على القطاع بشكل عام، إذ يبين أن تجفيف منابع التمويلات العقارية أضر بالسوق إلى حد كبير وقلص عمليات التملك، ولم يؤثر بالشكل المطلوب على الأسعار كما كان يراهن عليه البعض قبل تطبيق القرار. إلا أن الحسنة الوحيدة للقرار هو تجنب الاقتصاد نكسات كبيرة في حال التوسع في إعطاء القروض دون دراسة الملاءة المالية للراغبين في التملك، الأمر الذي قد ينعكس على تعثرات قد تحدث في نظام السداد، وهو الأمر الأساسي الذي دفع إلى اتخاذ القرار بحسب تبريرات الكثير من الاقتصاديين».
وزاد العسكر بأن الانخفاض الحاصل في السوق، يأتي انعكاسًا لقرار فرض الرسوم على الأراضي البيضاء وليس التشدد في منح القروض العقارية، ورغم حدوث تأثير على الحركة العامة للعقار فإنها لم تكن مؤثرة للأسعار، خصوصًا أن انخفاض الأسعار الأكثر في الأفرع العقارية كان للأراضي، وهو ما يؤكد أن الرسوم هي السبب، إذ إن الفرع المفضل للشراء بالآجل كان لصالح الفلل الصغيرة والشقق التي لم تتأثر بشكل كبير كما هو ملاحظ، موضحًا أن منح التمويل بتوسع سينعش السوق لكن دخول الحكومة كأداة لإدارة المطورين والبيع بأسعار معقولة نتيجة تكفلها بسداد الأرباح هي الأكثر نفعًا من تقنين القروض وترك السوق على ما هي عليه.
وكان إجمالي قيمة الصفقات العقارية السكنية، قد تراجع خلال الفترة التي استبقت بدء تطبيق أنظمة التمويل، مقارنة بالفترة التي تلت التطبيق، بنسبة 28.4 في المائة، منخفضة من أكثر من 286.8 مليار ريال قبل بدء التطبيق، إلى نحو 205.2 مليار ريال بعد بدء تطبيق الأنظمة، فاقدة نحو 81.6 مليار ريال، أما على مستوى إجمالي أعداد العقارات السكنية المبيعة، فسجلت انخفاضا خلال فترة المقارنة نفسها بلغت نسبته 17.6 في المائة، منخفضة من نحو 286.8 ألف عقار مبيع قبل بدء التطبيق، إلى أدنى من 236.4 ألف عقار مبيع بعد بدء التطبيق الأنظمة.
وفي صلب الموضوع، أكد إبراهيم العبيد الخبير العقاري، أن «الفترة التي استبقت تطبيق القرار عاشت السوق انتعاشا كبيرا، استطاع بعض التجار استثماره لصالحهم والترويج بأنها الفرصة الأخيرة، مما أحدث ارتفاعا في المبيعات في الفترة التي استبقت إقرار القرار، وهو الأمر الذي أوضح فرقا بين مؤشرات العدل في المقارنة بين هذا العام والعام السابق».
وأوضح أن «القطاع العقاري أصبح يعاني الآن من وجود الدفعة الأولى عند الشراء بشكل يفوق أي مشكلة أخرى، وهو ما انعكس إيجابًا على نشاط مؤسسات التسليف الصغرى التي لا ترتبط في أنظمتها بوضع العميل المادي، وتشتهر بفوائدها العالية التي قد تصل إلى الضعف، وهي المرشح الأكبر للعمل في توفير الدفعة الأولى للمشترين بنسب عالية تصل إلى 8 في المائة سنويا، في ظل استمرار العمل بقرار توفير الدفعة».
وحول رؤيته لانعكاس تطبيق القرار على الأسعار، أكد العبيد أن «محتكري العقار لن يثنيهم أي قرار في الاستمرار على بقاء الأسعار مرتفعة، سوى تطبيق رسوم على الأراضي البيضاء واقعيًا، فضعف الإقبال أصبح من سمات السوق بالنسبة إلى الراغبين في التملك، وهو أمر ليس بجديد على التجار، رغم الانتعاش بشكل بسيط في فترة منح القروض بكامل المبلغ، وحتى إلزام المشترين بالآجل بالدفعة الأولى، وهو الأمر الذي غربل السوق من جديد وأضعف المقبلين على الشراء».
وكانت مؤسسة النقد العربي السعودي قد أصدرت في وقت سابق اللائحة الجديدة للتمويل العقاري التي تنص على وجوب توفير 30 في المائة من قيمة العقار عند الرغبة في الشراء من جهات التمويل، واستكمال الـ70 في المائة المتبقية عن طريق شركات وبنوك التمويل، ورغم الجدل الكبير الذي حدث حول جدوى القرار، فإن الأيام المقبلة كفيلة بأن توضح مدى جدوى تطبيقه من عدمها، وهو ما تراهن عليه «ساما» بأنه سيكون ذا انعكاس إيجابي على الأسعار وعلى السجل الائتماني للمواطنين، وحماية المؤسسات المالية والاقتصاد من تعثرات محتملة نتيجة التوسع في إعطاء القروض.
وفي الاتجاه الآخر، أوضح خالد الرويس المستشار المالي لعدد من الشركات العقارية، أن القرار رغم خفضه الإقبال على العقار، فإنه يراه إيجابيا بشكل كبير، إذ يحدد القدرات المالية للمشترين، ويحميهم حتى لا يقعوا ضحية التورط في قروض تمويلية طائلة قد يعجزون عن سدادها وتتسبب في نهاية المطاف في التأثير على سجلهم الائتماني، أو حتى قد يوقعهم في مشكلات أكبر مثل إدخالهم الحجز والسجن في قضية حقوق ومطالبات مالية، وهو الأمر المتوقع في حال الاستمرار في تشريع باب القروض دون ضوابط قد يوقع المؤسسات المالية في عجز كبير سينعكس بشكل حتمي على الاقتصاد بشكل سلبي.
وحول رؤيته لمستقبل القطاع خلال الفترة المقبلة، أبان الرويس أن المستقبل لا يمكن رسمه أو التنبؤ به في ظل انتظار تطبيق رسوم الأراضي القرار الأكثر انتظارًا وتأثيرا، لافتا إلى أن تقليم أدوات التمويل العقاري أسهم بشكل ملحوظ في ردع المستثمرين عن تسابقهم في رفع الأسعار وهو قرار جاء في محله، ويعتبر نقطة بداية التحول نحو النزول في الأسعار، وهو ما تشير إليه حال السوق والمؤشرات العقارية.
وكان متوسط أسعار المساكن قد سجل نسبة انخفاض بين الفترة التي تلت تطبيق الأنظمة، مقارنة بالفترة التي سبقتها بلغت 15.8 في المائة، وسجلت تراجعا أكبر في متوسط أسعار الأراضي السكنية على مستوى السعودية للفترة نفسها بنسبة 19.1 في المائة، وجاءت نسبة الانخفاض أكبر لمتوسط أسعار الأراضي الزراعية وصلت خلال الفترة نفسها إلى 28.0 في المائة، بحسب ما تمليه مؤشرات العدل العقارية.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».