وقع الشاعر والإعلامي محمد غبريس مجموعته الشعرية الرابعة تحت عنوان «أحدق في عتمتها» الصدارة عن دار «كنعان للدراسات والنشر» بدمشق ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2015، وتشتمل المجموعة على 21 قصيدة، منها: إليك، وتذكار، وفراشة، وشعلة، وذكريات، وقدر، وجرح، وحرف، وطلل، وتعويذة، وأمل، وميلاد، وسيرة، وبلدي. وتتنوع القصائد بين الحب بأبعاده المختلفة، المتجهة نحو الأنثى والوطن والعالم، ونحو الذات أيضًا، وهذا ما توضحه قصيدة «قمر» التي تبدأ: «شعرتُ به، يحدق في تفاصيلي، يخيل لي، على شكل القصيدة، حين ألمحه هناك مبللاً بمطر».
ونلاحظ أبعادًا أخرى للعناصر الطبيعية، حينًا، تصير سؤالاً: «هنا بلدي، تئن.. هل الأسى يبقي على أحد؟». وفي مشهد آخر، ينعطف إلى الرومانسية: «في الطريق إلى الجنة المبتغاة، يقولون: كن كالفراشة في اكتمال الربيع، تسبّح بالعطر هانئة، تتعرى على شفة الورد / ص (47)»، وتبرز حالة أخرى للسؤال باستنكار، وتحدّ، وضعف في الآن ذاته: «من أنتِ؟ كي تحكميني بالتي أسوأ، إني بحبي مريض ليتني أبرأ / ص (25)»، وتظهر في قصائد أخرى صور الحياة بيومياتها وأسئلتها وتفاصيلها وتناقضاتها وألفتها، ومنها قصيدة «أمل» المعتمدة على الصورة المشهدية في مقاطعها: «من هناك؟ أجبْ، نازفًا تمتطي الشجر المتأبط، خاصرة الدار، من أنت؟ ماذا تريد؟ وما بك في هذه الليلة الممطرة)، في البداية، هناك إشارات تدل على أحد ما، إشارات صوتية، أو حركية، تندغم مع أصوات المطر، ومن خلالها يبرز (الآخر) في المشهد بين استفهام وإجابة وعدم معرفة تامة بالذي هناك، ليصفه المشهد الثاني باللص، الغريب، الجريح، عابر سبيل، ويتداعى الحدث ليبدو أن العتمة تخبئ الآخر والذكريات والماضي والكائنات الأخرى، لكنها لا تفصح عن هذا القادم بتحديد معين».
يعمل الشاعر محمد غبريس في مجلة «دبي الثقافية»، صدر له عدة مجموعات شعرية منها «جرار الضوء» و«نبض الأقحوان» إضافة إلى كتاب «قريبا منهم: كيف ينظر المبدع الإماراتي إلى المشهد الثقافي» عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة.
«أحدق في عتمتها» لمحمد غبريس
«أحدق في عتمتها» لمحمد غبريس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة