وزارة القضاء الإسرائيلية تعد قانونًا يبيح سجن أطفال فلسطينيين في سن 12

تعتبرهم «إرهابيين» وتريد محاكمتهم وسجنهم بهذه التهمة

وزارة القضاء الإسرائيلية تعد قانونًا يبيح سجن أطفال فلسطينيين في سن 12
TT

وزارة القضاء الإسرائيلية تعد قانونًا يبيح سجن أطفال فلسطينيين في سن 12

وزارة القضاء الإسرائيلية تعد قانونًا يبيح سجن أطفال فلسطينيين في سن 12

أعلن مصدر موثوق في وزارة القضاء الإسرائيلية، أن طاقما مكلفا من الوزيرة أييلت شكيد، انتهى تقريبا، من إعداد مذكرة قانون يسمح بفرض الاعتقال حتى على القاصرين في سن الثانية عشرة. ومع أن المصدر قال لـ«الشرق الأوسط»، إن القانون سيكون لكل الأطفال في إسرائيل، أي اليهود والعرب، إلا أن نائبا من حزب الليكود أكد أن القانون «سيقتصر على الأطفال العرب من إسرائيل أو الضفة الغربية ممن ينفذون أعمالا إرهابية ضد اليهود».
وكانت الوزيرة شكيد قد بادرت إلى هذا القانون بعد تكرار حوادث جرى فيها قتل أو اعتقال أطفال فلسطينيين، بدعوى أنهم كانوا يحملون سكاكين ليقتلوا بها يهودا. ومع أن هذه الاتهامات لم تثبت، وأن الحديث عن طفل في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة كإرهابي، مثلما يفعلون في إسرائيل، هو أمر مثير للضحك والاشمئزاز في آن، فإن الغالبية الساحقة من القيادات السياسية في إسرائيل، تطلق التصريحات المؤيدة لتشريع كهذا ولما هو أسوأ منه وأشد قسوة.
وقد بدأت وزارة القضاء إعداد مشروع القانون في أعقاب العملية التي وقعت في مستعمرة «بسغات زئيف» شرق رام الله، التي كان الطفل أحمد مناصرة (13 عاما) أحد منفذيها. وهي تأتي لتكمل ما بدأته الحكومة من تشديد للعقوبات إثر ازدياد مشاركة الأولاد والفتية في المظاهرات وفي قذف الحجارة وحتى طعن السكاكين.
وجاء من مصادر مقربة من مكتب الوزيرة شكيد، أنه ووفقا للمشروع الجديد سيصبح ممكنا للمحكمة أن تفرض عقوبة السجن على القاصرين منذ بلوغهم سن الثانية عشرة. ولكي لا يختلطوا بسجناء كبار يجري احتجازهم في مؤسسة مغلقة حتى بلوغهم سن 14 عاما، وعندها يتم نقلهم إلى السجن الخاص بالفتية، لبدء تنفيذ العقوبة في حال مصادقة المحكمة على ذلك. ويمكن فرض عقوبة السجن على من هم دون هذه السن في حالات القتل ومحاولة القتل.
وقال معارضو القانون إنه في حال المصادقة عليه، فستكون إسرائيل بين دول قليلة في العالم تسمح بفرض الاعتقال على من هم دون سن الرابعة عشرة. وسيكون هذا القانون إشكاليا، وقد يتحول إلى معضلة إسرائيلية عالمية، مع المؤسسات القضائية وربما المحكمة الدولية لجرائم الحرب.
ويتضح من مراجعة أحكام هذا المشروع أنه لا يميز بين القاصرين يهودا أو عربا، بدعوى أنه سيطبق على كل طفل يدان بجريمة «أكانت على خلفية قومية أمنية أو جنائية». إلا أن نواب الائتلاف الحكومي في إسرائيل، راحوا يهددون بإسقاطه ويطالبون بتعديله ليشمل العرب فقط. وأعلنت النائبة عنات باركو، وهي من حزب الليكود الحاكم، عن طرح مشروع قانون منفصل، يبقي على القانون الحالي الذي يمنع المحاكم من محاكمة أو فرض عقوبة السجن على طفل لم يبلغ سن 14 عاما. لكنه يضيف جملة واحدة تقول إن هذا القانون «لا يسري على الأولاد الضالعين في عمل إرهابي»، ويقصد بذلك الأطفال الفلسطينيين الذين يتهمون بالإرهاب من دون إثباتات جدية.
وقالت جمعية حقوق المواطن في وجهة نظر قانونية نشرتها أمس، إن مشروعي القانون لا يتفقان مع مبادئ قانون الشبيبة الذي يمنح الأولوية لتأهيل القاصر على معايير العقاب. كما تشير الجمعية إلى تناقض المشروع مع قرار المحكمة العليا الذي يحدد بأن شروط الاعتقال في السجن لا تلائم الأولاد ويمكنها أن تمس بهم بشكل بالغ وليس مرغوبا فيه من ناحية المجتمع.
الجدير بالذكر أنه بدأت في المحكمة المركزية في القدس، أول من أمس، محاكمة الفتى أحمد مناصرة، المتهم بمحاولة القتل المذكورة. وقد تخبط محاميا أحمد في الأيام الأخيرة في مسألة ما إذا كان يجب الاعتراف بلائحة الاتهام كلها كي يقصرا الإجراءات القضائية، وربما التوصل إلى قرار في المحكمة قبل بلوغ أحمد سن الرابعة عشرة، لأنه عندها يمكن محاكمته وفرض الاعتقال الفعلي عليه. لكنهما قررا في النهاية عدم الاعتراف بكل لائحة الاتهام. وقالت المحامية ليئا تسيمل إن مناصرة نفى طوال التحقيق معه أنه كان ينوي القتل. وأضافت أنه كرر خلال التحقيق معه أنه وابن عمه حسن كانا يقصدان إخافة «اليهود»، واتفقا مسبقا على عدم إصابة النساء والمسنين والأولاد. وخلال الهجوم، كما يدعي مناصرة، امتنعا عن إصابة مسن وامرأة مع أولادها. وقال أحمد إنه غضب على ابن عمه عندما طعن الفتى ابن الثالثة عشرة وجرحه. وقالت تسيمل: «كان من المغري الاعتراف وإنهاء المحاكمة خلال شهر وعندها لن يذهب إلى السجن، ولكن من ناحية ثانية نحن نمثل قاصرا، وكل أقواله تمحورت حول عدم نيته القتل. وأمرت المحكمة بإرسال مناصرة إلى مؤسسة مغلقة حيث ينتظر إجراء فحص نفسي له».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.