إسرائيل تقتل فلسطينية وتقتحم جامعة ومستشفى في الضفة والقدس

وزارة الصحة: 80 قتيلاً منذ بداية الهبة و3000 مصاب

إسرائيل تقتل فلسطينية وتقتحم جامعة ومستشفى في الضفة والقدس
TT

إسرائيل تقتل فلسطينية وتقتحم جامعة ومستشفى في الضفة والقدس

إسرائيل تقتل فلسطينية وتقتحم جامعة ومستشفى في الضفة والقدس

قتلت إسرائيل فتاة فلسطينية على أحد الحواجز العسكرية شمال الضفة الغربية، بدعوى محاولتها طعن جنود، ليرتفع عدد الذين قضوا منذ بداية الهبة الحالية إلى 80، بينما اقتحمت القوات الإسرائيلية جامعة خضوري في طولكرم، ومستشفى المقاصد في القدس، ضمن المواجهات اليومية في مناطق مختلفة.
وأطلق جنود إسرائيليون الرصاص على رشا محمد عويصي، 24 عاما، عند معبر «الياهو» جنوب قلقيلية، وقتلوها فورا. وقال ناطق عسكري إن فتاة اقتربت من حاجز الياهو عند قلقيلية، ولم تنصَع للأوامر بالتوقف، فجرى إطلاق النار عليها، ما أدى إلى إصابتها بجروح حرجة جدا، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة. وأعلن الناطق أنه وجد بحوزة الفتاة وصية تودع فيها والدتها وخطيبها، وتقول إنها اختارت هذا الطريق للدفاع عن وطنها. وقد أكدت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل الفتاة. وقالت: «إن استشهاد المواطنة رشا محمد عويصي (23 عاما)، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق قلقيلية، رفع عدد الشهداء منذ الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حتى صباح اليوم، إلى 80 شهيدًا، بينهم 17 طفلا و4 سيدات». وأوضحت الوزارة في بيان لها أمس أن عدد القتلى في الضفة الغربية ارتفع إلى 61، وفي قطاع غزة إلى 18، بينما قتل شاب من النقب داخل أراضي 1948.
وأشارت وزارة الصحة إلى أن 1248 مواطنًا أصيبوا بالرصاص الحي في الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ بداية الهبة الشعبية، إضافة إلى 1008 آخرين أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، عولجوا جميعًا في المستشفيات، بينما عولج 800 مواطن ميدانيًا جراء إصابتهم بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في محافظات الضفة الغربية. وأضافت أن 826 مواطنًا بالضفة الغربية أصيبوا بالرصاص الحي، و895 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، بينما أصيب 422 آخرون بالرصاص الحي و113 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في قطاع غزة، خلال المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي. وتابعت: «كما أصيب 247 مواطنًا بجروح ورضوض وكسور نتيجة الاعتداء بالضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، بينما أصيب 24 آخرون بحروق».
وكان من بين المصابين في الضفة الغربية 370 طفلاً، منهم 180 بالرصاص الحي، و120 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و30 بإصابات مباشرة بقنابل الغاز والصوت، و40 نتيجة اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين على الأطفال بالضرب المبرح، بينما أصيب 170 طفلاً خلال المواجهات مع الاحتلال في قطاع غزة، أغلبهم بالرصاص الحي.
وفي المقابل قتل 12 إسرائيليا في هجمات نفذها الفلسطينيون. وجاءت محاولة الطعن التي وقعت أمس بعد 3 عمليات طعن ودهس، في مؤشر على تواصل العمليات الفردية، في حين فشلت محاولة أخرى لطعن جنود في الحرم الإبراهيمي في الخليل، بحسب الجيش الإسرائيلي، الذي قال إنه اعتقل فتاة من هناك كان بحوزتها سكين.
ويشكك الفلسطينيون في الروايات الإسرائيلية، ويقولون إن إسرائيل تتعمد إعدام الشبان والشابات على الحواجز الإسرائيلية.
وقد استمرت المواجهات المحدودة أمس في مناطق مختلفة من الضفة. واقتحمت القوات الإسرائيلية حرم جامعة خضوري في طولكرم، ما أدى إلى مواجهات مع طلابها وإصابات بالرصاص الحي والمطاطي والاختناق.
وأفاد طاقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني بأنه جرى التعامل مع 70 إصابة خلال المواجهات التي اندلعت بالقرب من جامعة خضوري بطولكرم، من بينها إصابة طالب بالرصاص الحي، و13 طالبا بالمطاطي، بالإضافة إلى أكثر من 50 إصابة اختناق بالغاز. وقد أخلت إدارة الجامعة الطلبة حفاظا على سلامتهم، بعد أن اقتحمتها قوات الاحتلال. كما اقتحمت القوات الإسرائيلية مستشفى المقاصد في القدس، بالتزامن مع تهديدات وزير الأمن الداخلي جلعاد اردان، بفتح تحقيق ضد طاقم الأطباء في المستشفى. وراحت القوات الإسرائيلية تبحث عن شبان وفتشت في الملفات الطبية.
واستنكر الدكتور رفيق الحسيني، مدير مستشفى المقاصد، الاقتحامات المتكررة للمستشفى، بحجة البحث عن أسماء جرحى، مطالبا المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالتدخل والعمل الجاد لإيقاف هذا الهجوم على المستشفى وانتهاك حرمته وخصوصية المرضى فيه.
ولفت الحسيني إلى أن سلطات الاحتلال اقتحمت، خلال الأيام الماضية، المستشفى مرات عدة، بحثا عن اسم أحد الفتية، وجرى التحقيق مع الأطباء، واليوم تبحث عن اسم آخر، والسلطات الإسرائيلية تحاول خلق فتنة داخل المجتمع المقدسي بين المستشفى والأهالي، بأن المستشفى يمكن أن يتحول إلى أداة لإدانة المقدسيين.
وقالت شرطة الاحتلال إنه حسب القانون يجب على المستشفى تبليغ الشرطة الإسرائيلية عن وصول جرحى لتلقي العلاج، لكن المستشفى لم يقم بالتبليغ عن الفلسطينيين الذين أصيبوا وعولجوا جراء إصابتهم بنيران القوات الإسرائيلية، بعد قيامهم برشق الحجارة أو الزجاجات الحارقة خلال المواجهات في القدس.
بالإضافة غلى ذلك، واصلت إسرائيل حملة اعتقالاتها في الضفة والقدس، واعتقلت فلسطينيين من مناطق مختلفة بدعوى علاقتهم بالهبة الحالية، كما قدمت المحاكم العسكرية لوائح اتهام مالي ضد 7 ناشطين من الضفة، اتهمتهم بتنفيذ عمليات، من بينها إلقاء زجاجات حارقة باتجاه سيارات مرت على طريق رقم 45، وكذلك باتجاه مستوطنة نفيه تسوف، وإلقاء عبوات ناسفة ومفرقعات باتجاه موقع عسكري قرب قرية النبي صالح.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.