مواجهات بين العشائر العربية ومسلحي «داعش» الأجانب غرب الموصل

الحشد الوطني: طيران التحالف الدولي استهدف قادة التنظيم المتطرف

مواجهات بين العشائر العربية  ومسلحي «داعش» الأجانب غرب الموصل
TT

مواجهات بين العشائر العربية ومسلحي «داعش» الأجانب غرب الموصل

مواجهات بين العشائر العربية  ومسلحي «داعش» الأجانب غرب الموصل

أعلنت قوات الحشد الوطني من أبناء محافظة نينوى أمس أن غارات طيران التحالف الدولي المكثفة خلال الأيام الماضية استهدفت تجمعات لقيادات «داعش» البارزين في الموصل، فيما أشارت إلى أن معركة ضارية اندلعت بين رتل من خمسين سيارة تابعة للتنظيم مع عدد من أبناء العشائر غرب المدينة أثناء محاولة مسلحي التنظيم الأجانب الهرب مع عوائلهم إلى سوريا أمس، مبينة أن طيران التحالف الدولي قصف الرتل بعد اندلاع المعركة بلحظات ودمرته بالكامل.
وقال محمود سورجي، الناطق الرسمي باسم قوات الحشد الوطني من أبناء محافظة نينوى، لـ«الشرق الأوسط»: «تشهد مدينة الموصل غارات جوية مكثفة لطيران التحالف الدولي أثرت الغارات بشكل كبير على التنظيم حتى الآن، لأنها استهدفت تجمعات لقياداته، وأسفرت عن مقتل العشرات منهم، بالإضافة إلى استمرار العمليات النوعية ضد مسلحي (داعش) من قبل الكتائب المسلحة في المدينة، وما نحتاجه هو فقط الدعم من قبل الحكومة الاتحادية والتحالف الدولي من أجل استمرار استهداف التنظيم من الداخل وإضعافه».
وتابع سورتشي: «حسب المعلومات الواردة إلينا من مدينة الموصل اندلعت اليوم (أمس) معركة ضارية بين أبناء العشائر العربية في منطقة بوابة الشام القريبة على الحدود مع سوريا إثر محاولة رتل مكون من خمسين سيارة تابعة للتنظيم، كانت تقل عددًا كبيرًا من مسلحي (داعش) الأجانب وعوائلهم، الهرب من الموصل إلى سوريا، وقُتل خلال المعركة عدد من مسلحي التنظيم وبعد لحظات من اندلاع المعركة قصفت طائرات التحالف الدولي الرتل قصفا مكثفا أسفر عن تدميره بالكامل».
وحسب المصدر، يواصل تنظيم داعش «ممارساته الإرهابية ضد مواطني محافظة نينوى، ويفرض عليهم حصاره، والموصل تشهد أزمة اقتصادية خانقة بينما قلت موارد التنظيم المالية أيضًا وهم الآن يحاولون سحب الأموال من المواطنين من خلال زيادة أجور المستشفيات والمدارس، وما زالوا يمنعون مواطني المدينة من الخروج منها حتى إن كانوا مرضى». وأضاف: «الإمدادات الغذائية نَفدت من المدينة بالكامل وهناك حالة جوع بين المواطنين، وشحة في الأموال».
في غضون ذلك، أعلن سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، أن عشرة نساء من كتيبة الخنساء النسوية التابعة لـ«داعش» في محافظة صلاح الدين قتلن إثر انفجار سيارة مفخخة داخل مقر للكتيبة المذكورة في قضاء الشرقاط»، موضحًا أن «كتيبة الخنساء في تنظيم (داعش) مختصة بالتجسس على النساء، وإعدادهن لجهاد النكاح».
وأضاف مموزيني أن قوات البيشمركة هاجمت أمس مواقع مسلحي «داعش» بقذائف الهاون داخل قضاء بعشيقة (شرق الموصل)، وأسفر القصف عن مقتل أكثر من تسعة مسلحين من التنظيم وإصابة آخرين بجروح.
وفي سياق متصل، قصفت قوات البيشمركة تجمعا لمسلحي «داعش» (غرب كركوك) كانوا يستعدون لمهاجمة مواقعها. وقال رزكار عباس، أحد مسؤولي البيشمركة، : «قُتل أربعة مسلحين من (داعش) وأصيب آخرون بجروح، فيما دُمِِرت عجلة تابعة لهم في قرية المزيرية، حيث كان مسلحو «داعش» ينوون الاستفادة من سوء الأحوال الجوية للهجوم على مواقع البيشمركة».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».