قصف مكثف لطيران النظام على ريف حلب الشمالي ودوما وداريا

مدونون يكشفون عن وجود جنود روس في عدة مواقع بسوريا

سوري يخرج من حفرة أحدثها برميل متفجر ألقته إحدى طائرات النظام على بلدة داعل في شمال درعا أمس (رويترز)
سوري يخرج من حفرة أحدثها برميل متفجر ألقته إحدى طائرات النظام على بلدة داعل في شمال درعا أمس (رويترز)
TT

قصف مكثف لطيران النظام على ريف حلب الشمالي ودوما وداريا

سوري يخرج من حفرة أحدثها برميل متفجر ألقته إحدى طائرات النظام على بلدة داعل في شمال درعا أمس (رويترز)
سوري يخرج من حفرة أحدثها برميل متفجر ألقته إحدى طائرات النظام على بلدة داعل في شمال درعا أمس (رويترز)

قال مدونون روس أمس إنهم حددوا مواقع عدد صغير من الجنود الروس الحاليين أو السابقين في سوريا منها مواقع قرب حماه وحلب وحمص، ما يشير إلى أن عمليات الكرملين تتجاوز نطاق الضربات الجوية، في وقت استمرت فيه الضربات الروسية على بعض المناطق السورية.
في غضون ذلك، هزت ثلاثة انفجارات مدينة حمص، صباح أمس، نتيجة انفجار عبوات ناسفة بآليات ودراجات في أحياء عكرمة ووادي الدهب، التي يقطنهما غالبية من الطائفة العلوية، وأدت إلى إصابة 15 مدنيا، فيما قتل عشرة مدنيين على الأقل جراء قصف جوي لطيران النظام على مدينة تحت سيطرة تنظيم داعش في ريف حلب الشمالي، واستمرت الاشتباكات على محاور عدّة في ريف حلب الجنوبي حيث أحرزت قوات النظام تقدما.
بموازاة ذلك، واصلت الطائرات تكثيف غاراتها الجوية على مدينة داريا بالغوطة الغربية بعد عدة محاولات فاشلة من قوات النظام لاقتحام المدينة، وسقط أكثر من 26 قتيلا جراء قصف طائرات حربية لمناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنساني.
وذكر تقرير وضعه فريق جمع المعلومات عن الصراعات المؤلف من مدونين استقصائيين روس أنه جرى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتحديد مواقع ثلاثة جنود حاليين أو سابقين في سوريا. وقال الفريق: «رغم أننا لا نملك حتى الآن دليلا قاطعا على أن جنودا روس يشاركون بشكل مباشر في قتال بري في سوريا إلا أننا نعتقد أن الوضع الملاحظ يناقض مزاعم مسؤولين روس بأن جنود روسيا لا يشاركون أو لا يخططون للمشاركة في عمليات برية».
وسبق أن عمل فريق المدونين الروس بقيادة رسلان ليفييف للكشف عن معلومات عن وفيات جنود روس في أوكرانيا وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، وكان الفريق أول من أبلغ عن أول حالة وفاة مؤكدة لجندي روسي في سوريا.
وتتمركز الطائرات الحربية الروسية في اللاذقية بغرب سوريا بعيدا عن المواقع التي وجود الجنود الثلاثة فيها.
وبدأت روسيا حملة ضربات جوية يوم 30 سبتمبر (أيلول) دعما للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب التي دخلت عامها الخامس لكنها قالت مرارا إنها لا تنوي شن عملية برية وإنها ستقصر مساعدتها على توفير مدربين ومستشارين عسكريين بالإضافة لإمداد دمشق بعتاد عسكري.
وقال مسؤولو أمن أميركيون وخبراء مستقلون لـ«رويترز» الأسبوع الماضي، إن موسكو زادت عدد قواتها في سوريا من نحو ألفي جندي إلى أربعة آلاف. وقال مسؤول دفاعي أميركي إنه جرى نشر طواقم قاذفات صواريخ وبطاريات مدفعية بعيدة المدى خارج أربع قواعد يستخدمها الروس.
ميدانيا، ذكرت «شبكة الدرر الشامية» أنّ الطيران الحربي استهدف مدينة داريا بريف دمشق منذ صباح أمس إلى الآن بأكثر من 20 برميلاً متفجرًا وسط تحليق كثيف للطيران في سماء المدينة، لافتة إلى أن الهجوم أتى بعد تمكن المعارضة خلال ساعات الليل من إحباط عدة محاولات تسلل قوات النظام على جبهة الشياح في المنطقة الواقعة بين مدينتَي داريا والمعضمية أوقعوا خلالها الكثير من الإصابات في صفوف النظام.
بدوره، لفت المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى إلقاء الطائرات المروحية ما لا يقل عن 34 برميلا متفجرا على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، لافتا أيضًا إلى تنفيذ طائرات حربية يعتقد أنها روسية ضربات على مناطق في بلدة سقبا بالغوطة الشرقية، ما أدى إلى مقتل 3 أطفال على الأقل وإصابة عدد من المواطنين، مشيرا أيضًا إلى وجود جرحى بعضهم في حالات خطرة ومفقودين تحت الأنقاض. وقال المرصد إن «عشرة أشخاص بينهم طفل وسيدة على الأقل عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف جوي تعرضت له مناطق في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي» بعد منتصف ليل السبت/ الأحد.
ويسيطر «داعش» منذ مطلع عام 2014 على الباب، وتعرضت مقاره ومستودعاته في المدينة لضربات جوية شنتها طائرات حربية روسية الشهر الماضي.
وفي مدينة حلب، أفاد المرصد بـ«مقتل ثلاثة مواطنين على الأقل بينهم طفل» بالإضافة إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح «جراء سقوط قذائف أطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق في شارع النيل وأماكن أخرى تحت سيطرة قوات النظام في المدينة».
وتتقاسم قوات النظام والفصائل المقاتلة السيطرة على أحياء مدينة حلب، التي تشهد معارك مستمرة بين الطرفين منذ صيف 2012. وغالبا ما تستهدف الفصائل الأحياء الغربية بالقذائف فيما تتعرض الأحياء الشرقية بانتظام لقصف جوي ومدفعي مصدره قوات النظام.
وفي حمص، قصفت قوات النظام بقذائف الهاون حي الوعر المحاصر، في حين شنّ الطيران الروسي 4 غارات جوية على بلدة مهين واستهدف بالصواريخ الفراغية أطراف البلدة ومستودعات في الريف الشرقي.



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».