آشتون كارتر: الولايات المتحدة قلقة جدا من مخاطر اندلاع نزاع في بحر الصين الجنوبي

وزير الدفاع الأميركي قال إن الأكثر إثارة للقلق تهديد موسكو بحرب نووية

آشتون كارتر: الولايات المتحدة قلقة جدا من مخاطر اندلاع نزاع في بحر الصين الجنوبي
TT
20

آشتون كارتر: الولايات المتحدة قلقة جدا من مخاطر اندلاع نزاع في بحر الصين الجنوبي

آشتون كارتر: الولايات المتحدة قلقة جدا من مخاطر اندلاع نزاع في بحر الصين الجنوبي

قال وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر، يوم أمس (السبت)، ان بلاده "قلقة جدا" من مخاطر اندلاع "نزاع" في بحر الصين الجنوبي نتيجة لأعمال ردم البحر والتعبئة العسكرية المتزايدة في المنطقة.
كما أكد الوزير في كلمة ألقاها خلال منتدى للدفاع في مكتبة رونالد ريغن الرئاسية في كاليفورنيا، ان واشنطن تكيف "تموقعها العسكري" لمواجهة "عدوان" الروس المتزايد.
وأوضح الوزير الذي كان يتحدث بعد جولة استمرت ثمانية ايام التقى خلالها العديد من نظرائه في دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ "ان الولايات المتحدة تشاطر القلق الكبير الذي يشعر به الجميع تقريبا في المنطقة إزاء وتيرة وحجم أنشطة ردم البحر في بحر الصين الجنوبي". مضيفا انه قلق ازاء "آفاق العسكرة المتزايدة وإزاء ما تنطوي عليه هذه الانشطة من مضاعفة خطر الحسابات الخاطئة او النزاع بين الدول التي لديها مطالب" في هذه المنطقة.
ويجمع منتدى ريغن حول قضايا الدفاع الوطني سنويا عشرات الشخصيات من مجال الدفاع في الولايات المتحدة بمن فيهم مسؤولون سياسيون من المعسكرين الجمهوري والديمقراطي لمناقشة السياسة الاميركية في هذا المجال.
واستغل كارتر هذا المنتدى لمهاجمة تحركات روسيا العسكرية الأخيرة. وقال "في البحر والجو والفضاء وفي الفضاء الافتراضي، انخرط الروس في انشطة مستفزة"، مضيفا "ان الاكثر اثارة للقلق تهديد موسكو بحرب نووية، ما يثير التساؤل حيال التزام القادة الروس بالاستقرار الاستراتيجي واحترامهم للمعايير المناهضة لاستخدام الاسلحة النووية وسواء كانوا يحترمون الحذر العميق الذي أبداه قادة العصر النووي ازاء اشهار الاسلحة النووية".
وفي صدى لبعض محاولات الرئيس الراحل ريغن الاستعانة بالتكنولوجيا لمواجهة خطر نووي سوفياتي، تحدث كارتر عن بعض الاسلحة الاميركية الجديدة الفائقة التطور، ومنها مسدس كهرومغناطيسي قادر على اطلاق مقذوفة بسرعة مذهلة تصل الى 7250 كلم في الساعة.
واوضح كارتر ان واشنطن تحدث ترسانتها النووية وتستثمر في وسائل فائقة التطور مثل الطائرات بدون طيار وطائرات قاذفة للقنابل جديدة بعيدة المدى واسلحة الليزر وأنظمة متطورة للحرب الالكترونية. ملمحا الى اسلحة عسكرية جديدة "مفاجئة" مضيفا انه "لا يمكنه وصفها هنا". وتابع "نحن نحدث ونطور خططنا للردع والدفاع بالنظر الى تغير سلوك روسيا".
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم الاوكرانية في 2014، كما انها تدعم تمرد الانفصاليين الموالين لها في النزاع الجاري مع السلطات في شرق اوكرانيا. كما بدأت طائراتها الحربية شن غارات في سوريا في 30 سبتمبر(ايلول).
وتؤكد روسيا إجراء هذه العملية العسكرية لصد تنظيم اعش"، فيما يشير الغرب الى سعيها الى دعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وتمحورت جولة كارتر حول انشطة الصين المتواصلة في ردم البحر والتعبئة العسكرية المتزايدة في بحر الصين الجنوبي.
وزار كارتر الخميس حاملة الطائرات الاميركية "ثيودور روزفلت" في اثناء ابحارها باتجاه المنطقة.
ورافقت السفينة الضخمة مدمرة الصواريخ الموجهة "لاسن" التي ابحرت في الاسبوع الفائت قرب جزر اصطناعية اقامتها بكين في منطقة حيد سابي في ارخبيل سبراتليز.
وتستخدم الصين سفنا حفارة لتحويل الحيدان البحرية والتضاريس الجوفية في المياه الضحلة الى اراض واسعة لاستخدامها في بناء مدارج هبوط او بنى عسكرية اخرى، لتعزيز مطالبتها بالسيادة في هذه المنطقة.
ونفذت سفينة "لاسن" ما سمي بـ"عملية لتعزيز حرية الملاحة" في مسعى لصد مطالب الصين.
وعلق كارتر على الحدث "سبق ان نفذنا عمليات مماثلة في سائر انحاء العالم، وسنعيد الكرة". مضيفا انه قرر التطرق الى روسيا في مكتبة ريغن نظرا الى ان الحرب الباردة كانت موضوعا طبع ولايته الرئاسية.
غير انه ابدى من جهة اخرى مواقف تصالحية ازاء الصين وروسيا، مشيرا الى امكان مشاركة البلدين في بنية امنية عالمية اكثر اتساعا.
وتابع "لا نريد حربا ساخنة ولا باردة مع روسيا. لا نريد ان نجعل من روسيا عدوة لنا".



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT
20

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.