الحبيب الصيد: الوضع في ليبيا يشكل خطرًا على استقرار تونس

استبعد إمكانية حل الصراع في البلد المجاور عسكريًا

رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال لقائهما في برلين (أ.ب)
رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال لقائهما في برلين (أ.ب)
TT

الحبيب الصيد: الوضع في ليبيا يشكل خطرًا على استقرار تونس

رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال لقائهما في برلين (أ.ب)
رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال لقائهما في برلين (أ.ب)

دعا الحبيب الصيد، رئيس الوزراء التونسي، المجتمع الدولي للعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع في ليبيا، إذ قال في تصريحات لصحيفة «فرانكفورتر الجماينه تسايتونغ» الألمانية الصادرة أمس، إن «الوضع في ليبيا يشكل خطرا على استقرار بلادي سواء على المستوى الأمني والسياسي أو على المستوى الاقتصادي». واستبعد الصيد، الذي لا ينتمي إلى حزب سياسي ويقود ائتلافا حكوميا موسعا في بلاده، إمكانية حل الصراع في ليبيا عسكريا، لا سيما في ظل وجود حكومتين متنافستين، وفي ظل المواجهات بين ميليشيات ومجموعات إرهابية. وأضاف أن «الوضع الراهن هو نتاج للتدخل سيئ الإعداد الذي حدث في عام 2011».
يذكر أن فرنسا وبريطانيا تدخلتا في ليبيا في ذلك العام بمساعدة الولايات المتحدة ودول أخرى، وأسهم هذا التحالف في إسقاط حكم العقيد الليبي معمر القذافي.
من ناحية أخرى، أشار الصيد إلى انخفاض أعداد اللاجئين في بلاده «بعد أن كانوا قبل ذلك 2.3 مليون لاجئ من دول مختلفة، أما اليوم فلدينا مليون ليبي مندمجون في المجتمع ويعملون، وأغلب اللاجئين الآخرين تمت إعادتهم من حيث أتوا، أو واصلوا سفرهم إلى أوروبا». وأعرب الصيد عن أمله في اجتذاب الاستثمارات الألمانية إلى بلاده، لا سيما في مجال تكنولوجيا السيارات والنقل الجوي.
يذكر أن الصيد اختتم أول من أمس زيارة لألمانيا استغرقت ثلاثة أيام، أجرى خلالها محادثات مع مسؤولي الحكومة الألمانية حول تقديم ألمانيا لاستثمارات حكومية في تونس في مجال الطاقة المتجددة ومياه الشرب واقتصاد النفايات. وقد وعدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الصيد بالمساعدة في تحقيق استقرار الوضع في ليبيا، وتأمين الحدود التونسية مع جارتها المضطربة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.