قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن هدف بلاده في اليمن ليس القتال وإنما إعادة الشرعية، مشيرا إلى أن أهل اليمن «أبناء عمومة»، والهدف هو مساعدتهم وإعادة الشرعية لهم لتحقيق الاستقرار والأمن في تلك البلاد.
وأضاف الشيخ محمد بن راشد: «لم نرفع السلاح يوما إلا في وجه الظلم والطغيان وقوى الشر الخبيثة، التي تضمر لنا السوء، وتريد النيل من حاضرنا وسلبنا الحق في رسم ملامح مستقبلنا كما نريده». وتابع خلال حفل استقبال الدفعة الأولى من القوات المسلحة الإماراتية التي شاركت في القتال في اليمن: «إن الأداء المشرف لقواتنا المسلحة الباسلة في ساحة الشرف، وما أسهمت به من دور مؤثر في الانتصارات المتحققة لقوات التحالف العربي في اليمن، هو خير برهان للجاهزية الدفاعية الرفيعة لجنودنا الشجعان وارتفاع مستوى استعداداتهم القتالية، مما يرسخ اطمئنانا بأن للوطن درعا تدفع الأذى عن ترابه، وسيفا يصون أمنه ويكفل سلامة أبنائه».
وجاء حفل استقبال الدفعة الأولى من القوات المسلحة الإماراتية بحضور الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية. وكانت هذه الدفعة شاركت ضمن قوات التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية بعد أن استبدلت بها الدفعة الثانية التي باشرت المهام الموكولة لها في اليمن.
من جهته، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، في كلمته، إن «مشاركة قواتنا ضمن عملية (عاصفة الحزم) وعملية (إعادة الأمل) بقيادة السعودية في اليمن تضيف فصلا جديدا من فصول المجد والعزة إلى تاريخ العسكرية الإماراتية». وأضاف: «كان لهذه المشاركة ولا يزال دور حاسم في دحر طموحات الميليشيات الطائفية والمتمردة وانقلابها على الحكومة الشرعية، والحفاظ على هوية اليمن وانتمائه العربي الأصيل، وإبقائه كما كان دائما عمقا استراتيجيا لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وليس مصدرا للتهديد والخطر كما أرادت العصابات المتمردة ومن يدعمها أو يتحالف معها، لكن كيدها رد إلى نحرها منذ اللحظة الأولى، التي تم فيها إعلان التحالف العسكري العربي لاستعادة الشرعية وتحرير اليمن من هذه العصابات ومن معها، حيث انطوى هذا التحالف على رسالة مهمة مفادها أن العرب لديهم الإرادة والقدرة على العمل المشترك لحفظ سيادتهم ووحدة أوطانهم والتصدي لأي محاولة للتدخل في شؤونهم تحت أي شعار أو ذريعة».
وزاد الشيخ محمد بن زايد: «ونحن نحتفل بعودة الفوج الأول من جنودنا الأبطال الذين شاركوا في عملية استعادة الشرعية في اليمن، وإرسال فوج جديد لاستكمال المهمة، فإننا نرفع هاماتنا عالية فخرا بما حققته القوات المسلحة الإماراتية على الأرض اليمنية خلال الفترة الماضية، فقد أدت المهام التي أنيطت بها بكل كفاءة واقتدار، وضربت أروع المثل في الشجاعة والبطولة والنخوة العربية الأصيلة، وكسبت احترام العالم كله لما تميزت به من احترافية وأخلاق تجلت في حرصها على سلامة المدنيين».
وأكد أن البطولات التي سطرها الجنود على أرض اليمن خلال الفترة الماضية، وكان لها دور حاسم في الانتصارات التي تحققت لقوات التحالف العربي هناك، تجعل كل إماراتي يفخر بقواته المسلحة التي تضحي بكل غال ونفيس دفاعا عن الوطن ودرءا للخطر بعيدا عن حدوده، وتعمل بكفاءة واحترافية عالية في كل المناطق والظروف والبيئات، وتؤدي مسؤولياتها القومية والأخلاقية والإنسانية بكل شجاعة وإخلاص.
ووجه كلمة لجنود وضباط القوات المسلحة الذين تسلموا مهماتهم في اليمن من القوات العائدة قال فيها: «إنني واثق بأنكم سوف تواصلون ما بدأه إخوانكم بكل قوة وإصرار وعزيمة، لأن هذا هو شأن المقاتل الإماراتي في كل المواقع والأزمان، وهذا هو المعدن الأصيل للإنسان الإماراتي الذي يتجلى في أوقات التحدي، حيث تربى على مساعدة والدفاع عن ومد يد العون لكل مستغيث مهما كلفه ذلك من تضحيات. إنكم وأنتم تتوجهون إلى اليمن لتستكملوا تطهير الأرض مما بقي من الميليشيات المتمردة إلى جانب إخوانكم من قوات التحالف العربي الأخرى تحملون معكم أخلاق دولة الإمارات وقيمها وموروث الآباء والأجداد، وأنا على ثقة بأنكم ستؤدون دوركم الوطني والقومي والإنساني بكل شجاعة، فأنتم أبناء مدرسة زايد التي تعلمنا فيها جميعا الثبات على المبادئ والصمود في مواجهة التحديات والوقوف دائما إلى جانب الحق».
وزاد: «إننا لم نذهب إلى اليمن لتحقيق مطامع خاصة، ولم نعتد على أحد، ولم نسع إلى الحرب أو نطلبها، فليس هذا نهجنا أو طريقنا، بل فرضت علينا فرضا بعد استنفاد كل طرق الحل السلمي، وبعد أن أصبح اليمن بموقعه الاستراتيجي المهم وارتباطه الوثيق بمنظومة الأمن القومي العربي في قبضة ميليشيات مسلحة لديها مشروع طائفي مدمر، ليس له فقط وإنما للمنطقة كلها.. ولذلك فإن مشاركتنا في التحالف العسكري العربي في اليمن جاءت في إطار مهمة قومية فرضتها علينا مسؤوليتنا القومية والإنسانية، واستجابة لطلب من الحكومة الشرعية في اليمن وتنفيذا لقرارات الشرعية الدولية».
وأبدى ثقته في الاحتفال قريبا بالتحرير الكامل لليمن ورفع رايات النصر فوق كل مؤسساته، وعمق ثقته بحاضر الإمارات ومستقبلها، مشيرا إلى أن «وطنا فيه هذه الكوكبة من الجنود الشجعان لا يعرف أبدا إلا طريق العزة والظفر والنصر». وأشاد بالقوات المسلحة الإماراتية «وإمكاناتها وقدراتها وروحها العالية في كل المواقع التي شاركت فيها، بدءا من حرب تحرير الكويت، مرورا بعمليات حفظ السلام في مناطق مختلفة من العالم، وانتهاء بالمشاركة الفاعلة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش والتحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، وهذا لم يأت من فراغ وإنما من رؤية استراتيجية قامت على تقديم الدعم المطلق لقواتنا المسلحة وتوفير كل ما من شأنه تعزيز قدراتها، وسوف تظل قواتنا المسلحة على الدوام حصنا للوطن ودرعا للأمة العربية وقوة استقرار وسلام في المنطقة والعالم».
من جهته، قال العميد الركن مسلم الراشدي، قائد قوة تحرير مأرب، إنه كان للقوات المسلحة الإماراتية دور بارز في تحقيق هذا النصر المؤزر في عدن وفي مأرب وفي كل المناطق التي عادت إلى الشرعية في اليمن. وأضاف: «إننا اليوم وفي هذه اللحظات نمر بمرحلة من المراحل المهمة في تاريخ قواتنا المسلحة، حيث نستقبل أبطالا قادمين من أرض العزة والكرامة ومن ساحات الشرف والبطولة لنودع بكل تقدير وإعزاز أبطالا يتطلعون بكل همة وعزيمة إلى استكمال المهمة وتأدية الواجب الوطني».
وتابع الراشدي: «إن دولة بحجم الإمارات برهنت على أنها تمتلك جيشا من أقوى الجيوش في المنطقة، وإن الناظر إلى خريطة البلاد اليوم يلمس بكل صدق عبقرية القيادة وتلاحم الشعب الأبي ونبل الأمهات والآباء وبسالة الجنود الإماراتيين ثروة الوطن الحقيقية وعدة الأيام، وهم أغلى ما نملك لحاضرنا ومستقبلنا. خالص الدعوات الطيبة لكم يا أبطالنا في ساحات الدفاع عن الحق أينما كنتم، ولتذهبوا في حفظ الله ورعايته، ولتكونوا على ثقة بوطنية مهمتكم ونبل رسالتكم وعدالة قضيتكم».
الشيخ محمد بن راشد: مستمرون في «الحزم» و«الأمل» حتى إعادة الشرعية لليمن
استقبل الدفعة الأولى من القوات المسلحة الإماراتية * ولي عهد أبوظبي يبدي ثقته بالتحرير الكامل قريبًا
الشيخ محمد بن راشد: مستمرون في «الحزم» و«الأمل» حتى إعادة الشرعية لليمن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة