مقتل 23 مدنيًا بينهم 6 أطفال بغارات طائرات روسية في دوما

مقتل 23 مدنيًا بينهم 6 أطفال بغارات طائرات روسية في دوما
TT

مقتل 23 مدنيًا بينهم 6 أطفال بغارات طائرات روسية في دوما

مقتل 23 مدنيًا بينهم 6 أطفال بغارات طائرات روسية في دوما

قتل 23 شخصًا بينهم ستة أطفال اليوم (السبت)، جراء غارات جوية يعتقد أنّها من «طائرات روسية» استهدفت مدينة دوما، أبرز معاقل الفصائل المعارضة في ريف دمشق، وفق ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «قتل 23 مدنيا بينهم ستة أطفال وسبع نساء جراء غارات يعتقد أنّها من طائرات روسية استهدفت وسط مدينة دوما في الغوطة الشرقية». وكانت حصيلة سابقة للمرصد ظهرًا أفادت بمقتل 10 أشخاص جراء هذه الغارات.
وعلى صعيد متصل، ارتفعت حصيلة القتلى جراء الغارات التي استهدفت الخميس مدينة في شرق سوريا على الحدود مع العراق خاضعة لسيطرة تنظيم داعش، إلى 71 شخصًا على الأقل بينهم 53 مدنيًا، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد.
وقال عبد الرحمن للوكالة عصر اليوم إنّ «عدد الشهداء المدنيين الذين تمكن المرصد من توثيقه ارتفع إلى 53 على الأقل، بينهم ستة أطفال ومواطنتان جراء غارات شنتها الخميس طائرات حربية مجهولة على مدينة البوكمال» الواقعة في محافظة دير الزور على الحدود مع العراق.
وأشار إلى «وجود 18 جثة متفحمة أخرى مجهولة الهوية جراء هذه الغارات» من دون أن يتمكن من تحديد إذا كانت تعود لمقاتلين في تنظيم داعش».
وأفادت حصيلة سابقة للمرصد صباح اليوم بمقتل 49 شخصا بينهم 31 مدنيا جراء هذه الغارات. وكان المرصد أورد الخميس أنّ 22 شخصًا قتلوا جراء هذه الغارات.
واستهدفت الغارات مقار لتنظيم داعش في وسط مدينة البوكمال، حيث تكثر الأسواق الشعبية، ما يفسر ارتفاع عدد القتلى المدنيين، حسب عبد الرحمن.
وتشن طائرات تابعة للائتلاف الدولي بقيادة واشنطن وأخرى روسية غارات جوية تستهدف معاقل تنظيم داعش في محافظة دير الزور التي تعد ثاني أبرز معاقل التنظيم في سوريا بعد محافظة الرقة (شمال).
كما أشار المرصد اليوم إلى أن عدد القتلى «لا يزال مرشحًا للارتفاع بسبب وجود عشرات المفقودين والجرحى وبعضهم في حالات خطرة».
ويسيطر التنظيم المتطرف على كامل محافظة دير الزور وعلى آبار النفط الرئيسية الموجودة فيها وتعد الأغزر في سوريا، منذ عام 2013، بينما يتقاسم السيطرة مع قوات نظام الرئيس بشار الأسد على مدينة دير الزور، مركز المحافظة.
ويستخدم المتطرفون مدينة البوكمال الحدودية كمعبر لربط مناطق سيطرتهم في سوريا بمناطقهم في العراق. وتشهد سوريا نزاعا بدأ بحركة احتجاج سلمية ضد النظام منتصف مارس (آذار) 2011، قبل أن يتحول إلى حرب دامية متعددة الأطراف، تسببت بمقتل أكثر من 250 ألف شخص، وبتدمير هائل في البنى التحتية، بالإضافة إلى لجوء ونزوح الملايين داخل البلاد وخارجها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.