الأزهر: هناك دول تضخ أموالاً في مصر لنشر التشيع بين الشباب

الطيب وجه كلامه لإيران قائلاً: أخرجوا الدين من ألاعيب السياسة

الأزهر: هناك دول تضخ أموالاً في مصر لنشر التشيع بين الشباب
TT

الأزهر: هناك دول تضخ أموالاً في مصر لنشر التشيع بين الشباب

الأزهر: هناك دول تضخ أموالاً في مصر لنشر التشيع بين الشباب

قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أمس، إن «المشيخة لاحظت أن هناك أموالاً تُضخ لتحويل شباب أهل السنّة في مصر إلى المذهب الشيعي»، محذرًا من أن «هذا الأمر سوف يؤدي بالضرورة لفتنة وإراقة دماء في بلاد أهل السنّة.. وهو ما يرفضه الأزهر، ليس كراهية لفريق أو لتبني فريق آخر، لكن تحسبًا وخوفًا من أن تسيل الدماء وتصير بلد كمصر مثل العراق أو سوريا».
في حين أكد مصدر مسؤول في المشيخة، أن «شيخ الأزهر يقود حملة للدفاع عن الخلفاء الراشدين وتفنيد التهم التي وجهها لهم بعض المنتسبين للمذهب الشيعي.. وسوف يواصل دوره في ذلك».
وأكد الطيب في بيان للمشيخة حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أمس، أن «الأزهر يتحدث في هذه القضايا ليتصدى للعبث بوحدة الأمة الإسلامية».
فيما وجه الطيب حديثه إلى إيران قائلا: «أخرجوا الدين من ألاعيب السياسة.. وأنفقوا أموالكم الفائضة عن حاجتكم على الفقراء والبؤساء الذين أضرتهم الحروب».
من جانبه، قال المصدر المسؤول في المشيخة لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزهر يرى أن تدخل طهران في شؤون الدول العربية هدفه تحويها لساحات اقتتال»، مضيفا أن «هذا التدخل من قبل إيران يكون بيئة خصبة لانتشار الأفكار المتطرفة والتهديدات الإرهابية».
وسبق أن طالب الأزهر من قبل بشكل صارم المرجعيات الشيعية في العراق وإيران في ديسمبر (كانون الأول) عام 2014 بالتوقف عن محاولات نشر المذهب الشيعي في البلاد السنية.
وأغلقت وزارة الأوقاف «ضريح الإمام الحسين» بالقاهرة، الشهر الماضي، لمنع إقامة أي مظاهر شيعية داخل المسجد أو بمحيطه خلال إحياء ذكرى يوم عاشوراء. وتقول الأوقاف، وهي المسؤولة عن المساجد، إنها «لن تسمح بالمذهبية في مساجدها نهائيا، وفي مصر بشكل عام، بالتعاون مع الأزهر».
وتابع شيخ الأزهر في بيانه قائلا: «الأزهر فوق السياسات جميعها، ولا يمكن أن يكون جزءًا من أي سياسة، بل الأزهر مشاهد ومراقب خارجي ينظر إلى السياسات من أعلى، وهذا هو الذي جعل الأزهر يعيش حتى الآن، يَدرس ويُدرس ويحافظ على فكر المسلمين وعقيدتهم وعلى القرآن والسنّة، وليس من أخلاق شيوخه أن يخدموا سياسة معينة أو يقبضوا من أجل تنفيذ سياسة معينة، ولو كان الأمر كذلك لانتهى الأزهر واضمحل».
ونبه شيخ الأزهر إلى أنه سبق أن دعا في يوليو (تموز) الماضي، علماء السنة والشيعة لاجتماع في مقر المشيخة بالقاهرة لإعلان حرمة قتل الشيعي للسني وقتل السني للشيعي، لكن دون جدوى، لافتا إلى أن «الأزهر لا يوظف المذهب الأشعري ولا علوم الأزهر في خدمة سياسات الدول، ويجب على المعترضين على دفاع الأزهر عن الصحابة وتحريمه لسبهم»، في إشارة لإيران بحسب المسؤول بالمشيخة، إلى أن «يبحثوا عمن يقف مع سياسات معينة ويساندها ويتقدم صفوفها».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».