مواد إغاثية من مركز الملك سلمان لأهالي جزيرة سوقطرى اليمنية لمواجهة «تشابالا»

منظمة حقوقية ترصد 354 حالة انتهاك للحوثيين خلال شهر في الحديدة

لقطة من اعصار {تشابيلا} في جزيرة سوقطري اليمنية (رويترز)
لقطة من اعصار {تشابيلا} في جزيرة سوقطري اليمنية (رويترز)
TT

مواد إغاثية من مركز الملك سلمان لأهالي جزيرة سوقطرى اليمنية لمواجهة «تشابالا»

لقطة من اعصار {تشابيلا} في جزيرة سوقطري اليمنية (رويترز)
لقطة من اعصار {تشابيلا} في جزيرة سوقطري اليمنية (رويترز)

تلبية للنداء الذي وجهه أبناء جزيرة «سوقطرى» اليمنية، الذين تضرروا بشكل حاد من إعصار تشابالا الذي ضرب الجزيرة بشكل قوي خلال اليومين الماضيين، بادر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بإرسال مساعدات إغاثية عاجلة لأهالي سوقطرى تلبية لنداء الاستغاثة.
وفي هذا الإطار تم التنسيق لتسيير جسر جوي لنقل المواد الإغاثية وإيصالها للمتضررين في محافظات المهرة وحضرموت وشبوة والجزء الشرقي من محافظة أرخبيل سوقطرى، فيما يواصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية العمل المشترك على التخفيف من معاناة المتضررين من تبعات هذا الإعصار، وذلك بتجهيز وتوفير أطنان من المواد الإغاثية العاجلة تشمل مواد غذائية وأدوية وأغطية وملبوسات لتقديمها على وجه السرعة لأهالي الجزيرة الذين يعانون شحًا كبيرًا في هذه المواد وللتخفيف من آثار الإعصار التدميرية السلبية على مواطني الجزيرة.
وبادر مركز الملك سلمان للإغاثة عقب تحذير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة من توجه الإعصار تشابالا نحو سلطنة عمان واليمن بالتنسيق مع الحكومة الشرعية اليمنية والمنظمات الإغاثية العاملة في اليمن تحسبًا لمواجهة أي حالة طارئة أو كارثة إنسانية تستدعي التدخل لإغاثة المناطق المتأثرة جراء الإعصار، وذلك بتسخير إمكانات المركز كافة، للعمل على تقديم المساعدات لجميع المحافظات اليمنية.
وتأتي استجابة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في إطار التحالف الإنساني لمد يد العون للشعب اليمني جراء الآثار المترتبة لإعصار «تشابالا».
من جهة اخرى تواصل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح انتهاكها للمواطنين ومداهمة منازلهم واعتقال الأهالي في محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، بحجة الاشتباه فيهم بالانتماء للمقاومة الشعبية بإقليم تهامة التي كبدتهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد من خلال استمرارها بتصعيد الهجمات النوعية على مواقع ودوريات الميليشيات.
وكشفت منظمة «رصد» للحقوق بالحديدة، منظمة مجتمع مدني محلية، ارتكاب ميليشيات الحوثي 354 حالة انتهاك في الحديدة خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي فقط، وتنوعت بين قتل وتسبب في قتل واختطاف وتهديد واعتداء على ممتلكات خاصة ومصادرة لحرية الصحافة.
ويقول غالب القديمي، عضو تحالف رصد للحقوق بالحديدة لـ«الشرق الأوسط»، إن «جماعه الحوثي أقدمت على ارتكاب (354) انتهاك خلال شهر فقط وتنوعت تلك الانتهاكات وشملت 5 قتلى، التسبب في قتل 16 واختطاف 158، و13 حالة اعتداء، والتسبب في إصابة 2، وتهديد 5 بالقتل».
إضافة إلى الاعتداء على ممتلكات خاصة حيث ارتكبت 79 حالة اقتحام، وتنوعت ما بين اقتحام منازل ومحال تجارية ومنظمات المجتمع المدني، والاستيلاء على 3 منازل، و12 حالة نهب تنوعت ما بين نهب مبالغ مالية وسيارة خاصة، ومقتنيات وأدوات شخصية أثناء اقتحام المنازل، وممتلكات عامة.
وسجلت المنظمة 14 حالة اقتحام، 6 حالات استيلاء، كما تنوعت تلك الانتهاكات للمؤسسات العامة ما بين مؤسسات تعليمية ومرافق صحية.
ويضيف: «قامت ميليشيات الحوثي بمصادرة حرية الرأي والتعبير والاعتداء على4 وقفات احتجاجية سلمية وتقويض سلطات الدولة فتم رصد 5 حالات تدخل في المهام، استحداث نقاط تفتيش (1)، بالإضافة إلى العقوبات الجماعية التي تمارسها الجماعة المسلحة بحق أبناء المحافظة المتمثلة في انقطاع الكهرباء التام عن المحافظة لمدة شهرين على التوالي، وانقطاع الماء في أغلب الأحياء السكنية وانعدام المشتقات النفطية والغاز المنزلي.
ويؤكد القديمي أن «هناك حالات وجرائم كثيرة لم نستطع الوصول إلى الضحايا بسبب قمع ميليشيات الحوثي والمخلوع لمن يدلي بأي معلومة حول ما يمارسونه، وكذلك بسبب المطاردات والتهديدات التي يتلقاها الراصدون والناشطون والناشطات من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع التي لا تعترف بأي قانون أو أي مواثيق تحرم وتجرم انتهاكات حقوق الإنسان»، داعيًا الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية والإقليمية، الضغط على هذه الميليشيات بالإفراج الفوري عن كل المختطفين، وكل المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية إلى إدانة هذه الجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي والمخلوع في محافظة الحديدة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.