مائة ألف إسرائيلي أحيوا ذكرى رابين وهاجموا نتنياهو

أوباما: السلام ممكن.. والحل الوحيد الباقي هو دولتان للشعبين

أوباما يظهر على شاشة متلفزة ويلقي خطابه المسجل في ذكرى مرور 20 سنة على اغتيال رابين (أ.ب)
أوباما يظهر على شاشة متلفزة ويلقي خطابه المسجل في ذكرى مرور 20 سنة على اغتيال رابين (أ.ب)
TT

مائة ألف إسرائيلي أحيوا ذكرى رابين وهاجموا نتنياهو

أوباما يظهر على شاشة متلفزة ويلقي خطابه المسجل في ذكرى مرور 20 سنة على اغتيال رابين (أ.ب)
أوباما يظهر على شاشة متلفزة ويلقي خطابه المسجل في ذكرى مرور 20 سنة على اغتيال رابين (أ.ب)

على الرغم من مقاطعة أحزاب اليمين، وتراجع عدد المشاركين في مراسم إحياء ذكرى إسحق رابين، رئيس الوزراء الذي اغتيل سنة 1995، عن السنة الماضية، فإنه قد عادت الحشود الغفيرة تغمر ساحة رابين في مركز تل أبيب، الليلة قبل الماضية، في الذكرى العشرين لمقتله. وحسب تقديرات المنظمين، فقد شارك ما يقارب مائة ألف شخص، هتفوا ضد سياسة الحكومة الحالية المتنكرة لعملية السلام التي بدأها رابين.
وكان من بين خطباء إحياء المناسبة، الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي بث خطابه المصور على الشاشة، وكذلك الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، والرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين. وبرز بين الحضور بشكل خاص، أعضاء حركات الشبيبة اليهود والعرب، بمن فيهم شبيبة اليمين الديني «بنو عكيفا»، الذين ولدوا بعد عملية القتل. وحاول ائتلاف «نتذكر القتل - نحارب على الديمقراطية»، الذي نظم المهرجان، الحفاظ على الطابع الرسمي، والامتناع عن بث رسائل سياسية وحزبية في القضايا المختلف عليها. ومنعوا الرئيس الإسرائيلي السابق، وحليف رابين في مفاوضات أوسلو، شيمعون بيريس، من إلقاء كلمة، فحضر المهرجان سوية مع رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، وغيرهما من السياسيين مثل بقية المشاركين.
وعلى الرغم من ذلك، ظهرت في مقدمة الساحة، لافتات حركة «سلام الآن» التي كتب عليها «رابين فهم - دولتان» و«لا أمن من دون حل سياسي». وقال ريفلين خلال خطابه: «أقول لكاتمي الصوت ومن يهددون، ومن يرفعون القبضات المشدودة، ومن ينتجون صور ضباط النازية، ومن يهددون نواب الكنيست والقضاة والوزراء ورؤساء الحكومة: نحن لا نخاف منكم».
وفي الخطاب المسجل الذي بث على الشاشة، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما: «في هذه الأيام الصعبة، للإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة (...)، ما زلت أؤمن بحتمية السلام العادل والممكن، السلام حتمي لأنه الطريق الوحيد لضمان الأمن الحقيقي والمتواصل للإسرائيليين والفلسطينيين. السلام العادل. اليهود يملكون حق الحياة في وطنهم، والفلسطينيون يملكون الحق بالعيش بحرية في وطنهم. والسلام ممكن، إذا أبدى الطرفان استعدادا لتقديم التسويات وتحمل المخاطر من أجل الحل الحقيقي الوحيد - دولتان للشعبين».
وعندما صعد الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لإلقاء خطابه، سمعت بعض هتافات التحقير، ورفع شعار يشجب ضلوعه في مسألة إتاوات الغاز في إسرائيل، بصفته يعمل مجندا لشركة «نوبل إنرجي»، التي فازت بامتياز الغاز الذي اكتشفته إسرائيل في عمق البحر الأبيض المتوسط. وتجاهل كلينتون الهتافات، وكرس جل خطابه لميراث رابين، من خلال الغمز واللمز لسياسة بنيامين نتنياهو المتنكر للسلام. وقال: «رأيت بأنه في كل مرة نشأت فيها مشكلة كان رابين يسعى لحلها، ولم يتهرب منها، ولم يدر ظهره لها. عندما وقع على الاتفاق (أوسلو) في 1993، قال إنه فرض على الفلسطينيين وعلينا العيش على الأرض ذاتها. عندما سألته لماذا فعل ذلك؟ قال: لا أريد رؤية إسرائيل تصل إلى مفترق طرق، نضطر عنده إلى الاختيار بين كوننا دولة يهودية أو ديمقراطية». وأضاف كلينتون: «الأمر الأكثر أهمية الذي تعلمته منه، هو أن رابين رفض التخلي عن حلم السلام أمام العنف».
يشار إلى أن غالبية المتحدثين حافظوا على خط رسمي، باستثناء حفيد رابين، يونتان بن آرتسي، الذي ألقى خطابا سياسيا واضحا، قال فيه، إنه «يوجد حل واحد ووحيد، وكل من يريد الخير لشعب إسرائيل وللديمقراطية، وكل من يؤمن بأن على الشعب اليهودي الحفاظ على غالبية يهودية في الدولة، عليه إطلاق صرخة كبيرة من هنا، تطالب الحكومة الإسرائيلية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فورا». وأضاف: «يجب على حكومة إسرائيل استبدال الأسطوانة، وبدل الانجرار والرد، علينا أن نبادر، وأن نقود نحو إقامة دولة فلسطينية. يكفي اتهام الجانب الآخر، يكفينا الجلوس عاطلين وينبغي الانطلاق إلى العمل».
يشار إلى أن كثيرا من نواب المعسكر الصهيوني وميرتس وكتل الوسط، شاركوا في المهرجان، بينما كان غياب نواب اليمين واضحا. وكان النائب نيسان سلوميانسكي، من البيت اليهودي، هو النائب اليميني الوحيد الذي حضر. وقال إنه يحضر هذه الأمسية منذ عشرين سنة، ويريد من خلال ذلك، التأكيد على أنه حتى إذا ساد الخلاف والنقاش فإنه لا يمكن حله بالعنف. وأضاف: «للأسف أنا أصل إلى هنا وفي بعض السنوات أشعر بأنه ليس من السهل علي عمل ذلك، لأنه بدلا من نقل هذه الرسالة، يقوم كل من يستولي على الميكروفون بعرض مفاهيمه وينهي بأن هذا هو ميراث رابين».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.