موظفو الانتخابات العراقية يتلقون تهديدات بالقتل بسبب «البطاقة الذكية»

عناصر «دولة العراق الإسلامية» ادعت أنها {ذات طابع إسرائيلي} ولا يجوز استخدامها

جندي عراقي يتفقد البطاقة الذكية بعد تسلمها من موظف تابع لمفوضية الانتخابات بالنجف أمس (أ.ف.ب)
جندي عراقي يتفقد البطاقة الذكية بعد تسلمها من موظف تابع لمفوضية الانتخابات بالنجف أمس (أ.ف.ب)
TT

موظفو الانتخابات العراقية يتلقون تهديدات بالقتل بسبب «البطاقة الذكية»

جندي عراقي يتفقد البطاقة الذكية بعد تسلمها من موظف تابع لمفوضية الانتخابات بالنجف أمس (أ.ف.ب)
جندي عراقي يتفقد البطاقة الذكية بعد تسلمها من موظف تابع لمفوضية الانتخابات بالنجف أمس (أ.ف.ب)

يواجه الموظفون التنفيذيون في العراق، لا سيما في بعض المناطق الساخنة من البلاد، تهديدات بالقتل خلال وقت قصير ما لم يتركوا عملهم، وهو ما بات يشمل اليوم العاملين في مكاتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العديد من المحافظات العراقية، تتقدمها محافظات الأنبار غربي البلاد ونينوى شماليها فضلا عن محافظة ديالى شمال شرقي بغداد.
وفي الآونة الأخيرة تلقى العديد من الموظفين العاملين في مجال إصدار البطاقة الذكية التي ستستخدم في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها نهاية أبريل (نيسان) المقبل، تهديدات بالقتل في حال عدم تركهم عملهم في إصدار البطاقات الذكية للناخبين. ويقول عمر سمير، الذي يعمل في قسم إصدار البطاقة الذكية بمصرف «الرشيد» في الموصل لوكالة الأنباء الألمانية، إنه «تلقى تهديدا من عناصر (دولة العراق الإسلامية) بترك عمله خلال 24 ساعة، وإلا سيقطع رأسه». وأضاف سمير أن «تعليمات صدرت من مديره الرئيس في بغداد تقضي بفصل الموظف الذي ينقطع عن عمله لمدة ثلاثة أيام استنادا لقرار صادر عن الحكومة العراقية».
وتابع بالقول إنه يخشى فصله عن العمل بعد انتظار عشرة أعوام من تخرجه في الجامعة للحصول على وظيفة، في وقت يخشى فيه على حياته من العناصر المسلحة التي هددت كل موظفي إصدار البطاقة الذكية وطلبت منهم ترك أعمالهم. وبحسب عناصر «دولة العراق الإسلامية» في الموصل (400 كم شمال بغداد)، فإن البطاقة الذكية المخصصة للانتخابات ذات طابع إسرائيلي يستخدمها اليهود ولا يجوز استخدامها من قبل المسلمين.
كانت مجاميع مسلحة من عناصر «دولة العراق الإسلامية» هددت كل موظفي إصدار البطاقة الذكية وطلبت منهم ترك أعمالهم في المصارف والمكاتب والشركات الحكومية والدوائر التقاعدية خلال 48 ساعة، وإلا ستقطع رؤوسهم، كونها بطاقة يهودية يستخدمها اليهود ولا يجوز أن يستخدمها المسلمون.
من جانبه، قال محمد النعيمي، مدير تقاعد نينوى لـ«وكالة الأنباء الألمانية» إن «أربعة موظفين في قسم البطاقة الذكية تركوا عملهم تحت ضغط الإرهاب بعد أن جرى اختطاف أحد زملائهم أخيرا وعثر على جثته في إحدى المقابر شرقي الموصل». وأوضح النعيمي أن «مديرية تقاعد نينوي تشهد اليوم حالة من التوتر والارتباك والزخم الكبير للمراجعين لصعوبة صرف مستحقات المتقاعدين عن طريق البطاقة الذكية في المديرية كما هي الحال في بقية المحافظات العراقية».
وتعد البطاقة الذكية التي جرى العمل بها حديثا في الموصل من أبرز المشاريع والتجارب الحديثة التي وصفها كثير من المختصين بأنها نقلة نوعية طرأت على العمل المصرفي ووسيلة تفضي إلى القضاء على الفساد.
كان مصدر في شرطة نينوى أعلن مقتل سبعة موظفين من العاملين في إصدار البطاقة الذكية من قبل العناصر المسلحة خلال الشهرين الماضيين بعد تلقيهم تهديدات تدعوهم لترك عملهم. وتشهد محافظة نينوى غلق أغلب مكاتب صرف مستحقات حاملي البطاقة الذكية خاصة في مدينة الموصل، مما تسبب في خلق حالة من الارتباك والزخم الكبير على فروع المصارف. وتقول إيمان وليد، التي تعمل في أحد مراكز البطاقات الذكية، إنها تركت عملها قبل شهر تقريبا خشية قتلها هي الأخرى بعد أن قتل زميلها في أحد مكاتب البطاقات الذكية في منطقة المجموعة الثقافية شمالي الموصل»، مؤكدة سعيها للحصول على أي عمل بعيد عن البطاقة الذكية التي حرمتها عناصر «دولة العراق الإسلامية» في نينوى.
وأكد مسعود أمير قائلا: «لن أترك عملي في أحد مراكز البطاقات الذكية مهما كلف الأمر، حتى وإن كانت البطاقة إسرائيلية أو أميركية، المهم أني أعمل ولدي راتب شهري، لأني أعيل عائلة كبيرة».
كان محافظ نينوى أثيل النجيفي انتقد الأجهزة الأمنية لعدم قدرتها على مكافحة العناصر المسلحة، وقال لـ«وكالة الأنباء الألمانية» إن الأجهزة الاستخباراتية لا تتقصى عن هذه الشبكات «التي تقتل الموظفين تحت ذرائع عفنة وكاذبة يوما بعد يوم»، مطالبا قيادة عمليات نينوى برصد هذه الشبكات وتقديمهم للعدالة.



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.