وبالتزامن مع هذا، قال رئيس وزراء المجر فيكتور أوروبان، أمس، إن نظام الحصص الإجباري لتوزيع طالبي اللجوء على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تقرر دون أن يؤخذ في الاعتبار الرأي العام وهذا يمكن أن يسبب أزمة ديمقراطية في أوروبا. وتذرع أوروبان المحافظ، بتهديد للثقافة الأوروبية والقيم المسيحية من تدفق، مئات الآلاف من المهاجرين المسلمين في معظمهم، على الاتحاد الأوروبي هذا العام. وبينما تستعد ألمانيا لقبول مليون أو نحو ذلك من المهاجرين بحلول نهاية هذا العام تسعى المستشارة أنجيلا ميركل إلى آلية دائمة تضع حصصا ملزمة لأعضاء الاتحاد المكون من 28 دولة قوبلت بمقاومة شديدة، ولا سيما من دول شرق أوروبا الأقل ثراء مثل المجر.
وقال أوروبان للإذاعة العامة المجرية في مقابلة من الذي فوض زعماء أوروبا أو بعض زعمائها لانتهاج هذا النوع من السياسة: «هذه قارة ديمقراطية».
وأضاف: «من الذي وافق على السماح لملايين الأشخاص الذين دخلوا بطريقة غير مشروعة، ووزعهم بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.. ما يحدث يفتقر للأسس الديمقراطية».
وقال أوروبان إن «نظام الحصص المقترح غير معقول، وغير شرعي، وظالم». ورفضت المجر استقبال أي مهاجرين طردوا من غرب أوروبا منذ أن دخل هؤلاء المهاجرون القادمون بصفة أساسية من مناطق تعاني من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا إلى الاتحاد الأوروبي عن طريق اليونان. وقال: «الآن يوجد تهديد أكبر من أن الحصص يمكن أن تصبح إجراء مشروع دائم للذين يصلون بعد توزيعهم بطريقة آلية، ونحن لا نقبل بهذا». وقال أوروبان إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يتمسك بقوانينه وإلا فإن أوروبا ستنزلق نحو الفوضى».
قضى 17 طفلا على الأقل في غرق ثلاثة قوارب كانت في طريقها من تركيا إلى اليونان، بحسب ما أفاد مسؤولون أمس، في مأساة أخرى تصيب المهاجرين الذين يغامرون بعبور البحر سعيًا للجوء إلى أوروبا.
وقضى تسعة بالغين كذلك في غرق القوارب في حادث يسلط الضوء مرة أخرى على الخسائر البشرية بين المهاجرين فيما تواجه أوروبا أسوأ أزمة مهاجرين منذ الحرب العالمية الثانية.
وتمكن مسؤولو الإنقاذ في اليونان وتركيا من انتشال 157 شخصًا آخرين من المياه، في الحادث الذي يعتبر واحدا من سلسلة حوادث الغرق التي أصبحت أمرًا شبه يومي مع تحدي آلاف المهاجرين ظروف الشتاء الصعبة لعبور البحر في قوارب متهالكة ومكتظة.
واعتبر رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس أن فشل أوروبا في منع «مأساة إنسانية» أخرى أمر «مخجل»، مؤكدًا على ضرورة الحيلولة دون أن يصبح بحر إيجة مقبرة للفارين من الحرب والمعاناة.
ووقعت معظم الوفيات قبالة جزيرتي كاليمنوس ورودس، حيث قضى 22 شخصا من بينهم 13 طفلا عندما غرق قاربان ليل الخميس الجمعة، بحسب ما أفاد مسؤولو الميناء الجمعة.
وتم إنقاذ إجمالي 138 شخصًا من قاربين فقط، فيما يواصل حرس السواحل عمليات البحث عن ناجين آخرين.
وشمالا شاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية قاربا آخر على وشك الغرق قبالة جزيرة ليسبوس، وجلست مجموعة من الأشخاص اليائسين على سطح القارب يصرخون طالبين النجدة.
وغرق أربعة أطفال جميعهم من السوريين عندما انقلب قاربهم أثناء توجهه إلى جزيرة ليسبوس بسبب سوء الأحوال الجوية رغم أن حرس السواحل التركي أنقذ 19 شخصا آخرين، بحسب وكالة دوغان للأنباء.
وتأتي هذه الحوادث بعد غرق 17 شخصا قبالة جزيرتي ليسبوس وساموس الأربعاء من بينهم 11 طفلا. ورغم سوء الأحوال الجوية مع بدء فصل الشتاء الذي يجعل الرحلة الخطرة أصلا أكثر خطورة، وصل عدد قياسي من 48 ألف لاجئ ومهاجر الأسبوع الماضي إلى اليونان، بحسب منظمة الهجرة الدولية. وصرح تسيبراس: «كمسؤول أوروبي أشعر بالخجل لعدم قدرة أوروبا على الدفاع عن قيمها».
وقال: «واجبنا الأول هو إنقاذ حياة الناس وعدم السماح بأن يصبح بحر إيجة مقبرة».
وشدد رئيس الوزراء اليوناني على ضرورة «أن تحترم تركيا التزاماتها» بوقف تدفق اللاجئين من أراضيها بالقوارب، مؤكدا على استعداد أثينا أن تكون «رابطا بين الاتحاد الأوروبي وتركيا» بهذا الشأن.
ومع هبوب عواصف الشتاء على البحر، أكدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على وجود «حاجة ملحة» لتعزيز قدرات البحث والإنقاذ في المنطقة. وقالت إليساندرا موريلي من المفوضية في بيان أمس: «لقد حذرنا على مدى أسابيع من أن الوضع السيئ يمكن أن يصبح أكثر سوءا إذا واصل اللاجئون والمهاجرون اللجوء إلى المهربين لإرسالهم إلى البحر رغم تدهور الطقس». وأضافت: «لقد تحققت مخاوفنا الآن. فكل يوم تقريبا الآن نشاهد أطفالا وبالغين ومسنين وشبابا يموتون أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا». وفي إسبانيا يبحث المنقذون عن 35 شخصا على الأقل كانوا على متن قارب واجه مشكلات بعد إبحاره من شمال المغرب الأربعاء. وتم إنقاذ 15 شخصا من القارب أول من أمس. ومنذ بداية العام وصل 560 ألف مهاجر ولاجئ إلى اليونان بحرا من بين 700 ألف وصلوا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، بحسب منظمة الهجرة الدولية.
وقضى أكثر من 3200 شخص خلال عمليات عبور البحر الخطرة، غالبيتهم العظمى أثناء الرحلة الأطول من ليبيا إلى إيطاليا. ويتوجه معظم المهاجرين إلى ألمانيا التي تتوقع ما يصل إلى مليون طلب لجوء هذا العام وهو ما تسبب في انتقادات للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. إلا أن ميركل وجدت أمس مصدرًا غير متوقع للدعم من وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس الذي كان التوتر يسود علاقته معها.
غرق 17 طفلاً مع استمرار اللاجئين في تحدي مياه البحر بين تركيا واليونان
المجر تتحدث عن أزمة للديمقراطية في أوروبا
غرق 17 طفلاً مع استمرار اللاجئين في تحدي مياه البحر بين تركيا واليونان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة