تظاهرات للجمعة الثالثة في بنغازي.. ومبعوث الأمم المتحدة يستعد لمغادرة منصبه

الاتحاد الأوروبي يبحث فرض عقوبات على ليبيا بعد تعثر اتفاق السلام

تظاهرات للجمعة الثالثة في بنغازي.. ومبعوث الأمم المتحدة يستعد لمغادرة منصبه
TT

تظاهرات للجمعة الثالثة في بنغازي.. ومبعوث الأمم المتحدة يستعد لمغادرة منصبه

تظاهرات للجمعة الثالثة في بنغازي.. ومبعوث الأمم المتحدة يستعد لمغادرة منصبه

بينما تظاهر أمس مجددا وللجمعة الثالثة على التوالي، مئات السكان في مدينة بنغازي بشرق ليبيا لتجديد رفضهم لمساعي الأمم المتحدة تشكيل حكومة وفاق وطني، أعلن بيرناردينو ليون رئيس بعثة الأمم المتحدة أنه لن يغادر منصبه، قبل توصل أطراف النزاع إلى اتفاق نهائي يضع حدا للأزمة الأمنية والسياسية في ليبيا.
وخشية تكرار قصف المتطرفين للمتظاهرين، كما حدث الأسبوع الماضي، مما أدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة 40 آخرين، أعلن مسؤول في القوات الخاصة (الصاعقة)، التابعة للجيش الليبي الموالي للسلطات الشرعية والمعترف بها دوليا في البلاد، أن قوات الجيش تولت بالتعاون مع مديرية أمن بنغازي تأمين محيط المظاهرة في ساحة الكيش بوسط بنغازي من أي انتهاكات أمنية.
وبحسب وكالة الأنباء الليبية الرسمية، ردد المتظاهرون أمس شعارات داعمة للبرلمان والجيش، وعبروا عن رفضهم للحوار السياسي الذي قادته بعثة الأمم المتحدة. كما طالبوا برفع الحظر المفروض على تسليح الجيش الليبي، واستبعاد القيادات التي ساهمت في دعم الإرهابيين من الحوار.
من جهته، كشف أمس المبعوث الأممي ليون النقاب عن رفضه تمديد مهمته التي انتهت مطلع سبتمبر (أيلول)، لأنه كان على يقين بأن الليبيين قد توصلوا بالفعل إلى اتفاق؛ لكن الأمور تغيرت بعد ذلك، حسب قوله. ومع ذلك، توقع ليون أن تصادق الأطراف الليبية على المقترح الذي تقدم به، والرامي إلى تشكيل حكومة وفاق وطني.
وقال ليون في تصريحات أمس، إن مجلس النواب الليبي يستعد لعقد اجتماع بمقره في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي بعد غد الاثنين، وإنه قد يعلن خلاله على موافقته على المقترح الذي طرحه، وتابع ليون موضحا أنه إذا حدث هذا، خاصة في ظل وجود «أجواء إيجابية في طرابلس»، فإن التوقيع على الاتفاق قد يتم في غضون أسابيع قليلة، وسيتم بعد ذلك تشكيل حكومة تعمل من طرابلس»، لافتا إلى أن توقيع أي اتفاق سيتم على أساس المقترح الذي تقدم به، لكنه لم يستبعد إحداث تغييرات في النص، إذا كان ذلك سيخدم الهدف النهائي. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أبلغ رئاسة مجلس الأمن الدولي أول من أمس بتعيينه للدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر خلفا لليون، الذي عمل كوبلر سفيرا لألمانيا لدى العراق ومصر، وترأس بعثة الأمم المتحدة في الكونغو، علما بأنه عين مبعوثا خاصا إلى العراق قبل عامين.
وعلى صعيد متصل، قال دبلوماسيون أمس إن الزعماء السياسيين المتنافسين في ليبيا قد يواجهون تجميد أصولهم في أوروبا وعقوبات تتصل بالسفر إذا اعتبروا أنهم يعرقلون عمدا محاولات التوصل إلى تسوية بين الفصائل المتحاربة في البلاد.
وبعد أشهر من المفاوضات قدم مبعوث الأمم المتحدة للفصائل المتنافسة في ليبيا اقتراحا بتشكيل حكومة وحدة وطنية، لكن متشددين من الجانبين قاوموا اتفاق اقتسام السلطة وتعثرت المحادثات. وقد حذرت الأمم المتحدة من قبل من إمكانية فرض عقوبات، كما بحث الاتحاد الأوروبي في السابق فرض حظر سفر وتجميد أصول ضد خمسة قادة عسكريين ليبيين، هددوا باللجوء إلى العنف ضد الحكومة المستقبلية، بينما أجل المشرعون في البرلمان المنتخب في شرق ليبيا، وفي المؤتمر الوطني العام المنافس في طرابلس، أي تصويت رسمي على الاتفاق.
وتقول القوى الغربية إن الاتفاق الذي تدعمه الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع بين الفصائل المتنافسة وحلفائها المسلحين، الذين يتنافسون على السلطة بعد أربع سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي، ولذلك حثت القوى الغربية الجانبين باستمرار على قبول خطة السلام، ووعدت بتقديم مزيد من المساعدات، في ظل شعورها بالقلق من أن المتشددين ومهربي البشر نجحوا في اكتساب موطئ قدم في ظل الفوضى التي تسود ليبيا.
وقال دبلوماسي غربي رفض الكشف عن اسمه «العقوبات عادت إلى جدول الأعمال.. وخيار عقوبات الأمم المتحدة سيكون أفضل.. وسنضطر في مرحلة ما لبحث من الذي تنطبق عليه الشروط لفرض هذه العقوبات.. نحن في أزمة ونحتاج لأن تتخذ القيادة السياسية قرارات سياسية حتى يمكن أن ينجح الوفاق الوطني. والذين يمنعون حدوث هذا يجب أن يدركوا أنه ستكون هناك عواقب».
وأضاف دبلوماسي آخر أن أي عقوبات من الأمم المتحدة ستتم بالتنسيق مع مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون للتأكد من أنهم يؤيدون الجهود التي يقوم بها من أجل الحوار.
وكانت آخر مرة تم فيها بحث العقوبات الأوروبية في 20 من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، على مستوى السفراء في بروكسل، ويجري مناقشتها على مستوى مجموعة عمل للاتحاد الأوروبي. ومن المرجح أن تطرح مرة أخرى في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. لكن مبعوث الأمم المتحدة ليون أكد في الأسبوع الماضي أن المشاورات مستمرة مع الجانبين، وحذر زعماء الفصائل الصغيرة من محاولات عرقلة وضع اتفاق الوحدة واتفاق للسلام.
من جهة ثانية، نفى علي الحبري، محافظ مصرف ليبيا المركزي، أن تكون بلاده على شفا الإفلاس المالي؛ لكنه أكد في المقابل أنها تعاني من أزمة اقتصادية بسبب الصراع السياسي. وأكد الحبري أن شبح الإفلاس بعيد عن البلاد، لافتا إلى أن دخل عام كامل من بيع النفط يكفي مرتبات 6 أشهر فقط.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.