الشرطة الإسرائيلية تعترف بإطلاق الرصاص على امرأة فلسطينية بريئة

ادّعوا أنها كانت تنوي طعن يهودي وتبين أنها مريضة

الشرطة الإسرائيلية تعترف بإطلاق الرصاص على امرأة فلسطينية بريئة
TT

الشرطة الإسرائيلية تعترف بإطلاق الرصاص على امرأة فلسطينية بريئة

الشرطة الإسرائيلية تعترف بإطلاق الرصاص على امرأة فلسطينية بريئة

اعترفت النيابة الإسرائيلية بأن إسراء عابد، المرأة الفلسطينية ابنة الناصرة (من فلسطينيي 48)، التي أطلقت عليها النار، قبل ثلاثة أسابيع، بينما كانت تقف في المحطة المركزية تحمل بيدها سكينا، لم تكن تنوي تنفيذ عملية طعن لأي يهودي. وقد وجهت لها تهمة حيازة سكين والتهديد الجنائي به.
ويستدل من لائحة الاتهام التي وجهت إليها في محكمة الصلح في الناصرة، على أن إسراء عابد (30 عامًا)، وهي أم لطفلة وتدرس الهندسة في حيفا، عانت في السابق، من مصاعب نفسية. واتضح خلال التحقيق أنها قررت على خلفية انفصالها عن زوجها، التنكر كفدائية والوصول إلى مكان يعج بالناس وهي مسلحة بسكين، كي تدفع قوات الأمن إلى إطلاق النار عليها. ولهذا الغرض وصلت إلى المحطة المركزية في العفولة ولوحت بالسكين، ولم تصغ إلى أوامر الشرطة التي أطلقت النار على القسم السفلي من جسدها وإصابتها بجراح متوسطة.
ومن المعلومات الرئيسة التي جعلت المحققين يستنتجون بأن عابد لم تقصد المساس بأحد، باستثناء نفسها، مقطع من الشريط المصور الذي يوثق للحادث، والذي تظهر فيه عابد وهي تقف بمحاذاة شاب متدين ولا تحاول طعنه. بالإضافة إلى ذلك، جرى فحص سلوك أربعة من قوات الأمن الذين أطلقوا النار على عابد، وهم شرطيان من حرس الحدود وجندي وحارس. واتضح أنهم أطلقوا الرصاص عليها بدافع الخوف ومن دون حسابات مهنية صحيحة، حيث كان بإمكانهم السيطرة عليها من دون إصابتها بالرصاص، لكنهم أطلقوا الرصاص فأصابتها واحدة في ساقها.
وعلى الرغم من ذلك، قررت النيابة عدم محاسبة رجال الأمن، بدعوى أن «تصرفاتهم لم تتجاوز السقف الجنائي، ولا تنطوي على ما يبرر اتخاذ إجراءات تأديبية ضدهم، بسبب الظروف الاستثنائية للحادث».
وعبر والد إسراء، الشيخ زيدان عابد، وهو إمام مسجد في الناصرة مقرب من رئيس بلديتها، علي سلام، عن شعوره بالارتياح بعد نشر وجهة نظر الشرطة و«الشاباك»، قائلا: «الحمد لله، لقد قلنا منذ البداية إنها بريئة». وقال أيضًا، إن ابنته لم تمس أحدا ولن تفعل أي شيء سيئ لأحد. وأعرب عن أمله بأن يتم إطلاق سراحها لتواصل دراستها للقب الثاني في معهد الهندسة التطبيقية (التخنيون) في حيفا.
وقال النائب يوسف جبارين (القائمة المشتركة)، إن قرار عدم محاكمة أفراد الشرطة الذين أطلقوا ستة أعيرة نارية على إسراء عابد، يمنح ضوءا أخضر لأفراد شرطة آخرين كي يطلقوا النار بلا مبرر، ويشرع سياسة اليد الخفيفة على الزناد. وأضاف: «كل من يشاهد الشريط يرى أن الشرطة أو غيرها، لم يواجهوا أي خطر يبرر إطلاق النار. الأعجوبة فقط حالت دون انتهاء الحادث بموت إسراء، وسنعمل على الالتماس ضد هذا القرار المتحيز والخاطئ».
تجدر الإشارة إلى أن الفلسطينيين يتهمون قوات الجيش باستسهال الضغط على الزناد ضد العرب، لأنهم يلقون التشجيع في ذلك من رئيس الحكومة ووزرائها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.