أطلقت «مايكروسوفت» مجموعة «أوفيس» المكتبية في المنطقة العربية، التي تقدم كثيرا من التحديثات لبرامج الإنتاجية على الكومبيوترات الشخصية والأجهزة المحمولة. ويتميز هذا الإصدار بتقديم مزايا تعاون جماعي عبر الإنترنت، مع التركيز على التمييز بين الإصدار المكتبي القياسي وإصدار «أوفيس 365» Office 365 السحابي الذي يقدم مزايا ووظائف جديدة مباشرة على الإنترنت، والذي يمكن استخدامه بمزاياه الكاملة من أي جهاز متصل بالإنترنت. واختبرت «الشرق الأوسط» الإصدار الجديد، وتم كتابة هذا الموضوع على الإصدار الجديد من برنامج «وورد» لتحرير الوثائق.
«أخبرني»
الميزة الأولى التي تستحق التقدير هي «أخبرني» Tell Me، والتي هي عبارة عن شريط بحث صغير في أعلى نافذة التطبيق يطلب من المستخدم إدخال ما يبحث عنه. ولا يجب النظر إلى هذه الميزة على أنها مكان جديد لتقديم المساعدة، بل هي وظيفة بالغة الأهمية لرفع الإنتاجية، حيث يمكن للمستخدم كتابة ما يريد، ليجلب له البرنامج كل ما يرتبط بذلك في قائمة واحدة، بما فيها الوظائف والمزايا الخاصة في ذلك التطبيق.
ويمكن مثلا كتابة «جدول» Table في تطبيق «وورد» لعرض قوائم تسمح للمستخدم بإضافة الجداول وعرض الخطوط المحيطة بالجداول وتحديث جدول المحتويات، وغيرها، ومن داخل قائمة «أخبرني». أي أن هذه الميزة تجلب للمستخدم الوظيفة التي يبحث عنها، بدلا عن إخباره عن مكانها والغوص في قوائم كثيرة للوصول إلى تلك الوظيفة. وترفع هذه الميزة مستوى الإنتاجية للمستخدمين، بالإضافة إلى السماح لهم بالتركيز على العمل بدلا عن حفظ أماكن الوظائف. ويمكن بهذه الطريقة إضافة كثير من المزايا الجديدة إلى البرنامج من دون أن يحتاج المستخدم إلى معرفة مكان قائمة كل وظيفة.
بحث ذكي وعمل مشترك
وتستطيع مجموعة البرامج الآن البحث في الإنترنت عن كلمة مختارة من داخل النص وعرض المحتوى المرتبط بها في قسم خاص داخل البرنامج المستخدم من دون تشغيل المتصفح، مع القدرة على نقل الصور والمحتوى الذي يعثر عليه البرنامج مباشرة إلى التطبيق. ويمكن كذلك نسخ الرابط وإضافته إلى النص كمرجع، وبمجرد اختيار الكلمة المرغوبة والضغط بزر الفأرة الأيمن عليها واختيار «البحث الذكي» Smart Lookup.
وبإمكان المستخدم الآن مشاركة الوثيقة التي يعمل عليها مع الآخرين، ليرسل التطبيق رسالة إلى الطرف الآخر تبلغه بوجود وثيقة يمكن العمل عليها سويا. وبمجرد النقر على الرابط داخل الرسالة، أصبح بالإمكان تعديل الوثيقة في أماكن مختلفة في الوقت نفسه، ومن دون التأثير على سلاسة العمل على الإطلاق. وسيظهر أمام المستخدمين النص نفسه، ولكن الألوان ستختلف وفقا لمن قام بتعديل كل جزء، وذلك ليتعرف كل طرف على تعديلات الطرف الآخر (لن تظهر هذه الألوان في الوثيقة النهائية). وتجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن لأكثر من مستخدم واحد تعديل الفقرة نفسها في الوقت ذاته، وذلك تلافيا لاحتمال تعديل كل مستخدم جملة أو كلمة ما في الوقت نفسه. ويمكن كذلك اختيار فقرة محددة والنقر بزر الفأرة الأيمن عليها واختيار حجب القدرة على تعديل تلك الفقرة عن المستخدمين الآخرين.
ويمكن كذلك إرسال الرسائل النصية للدردشة بين جميع الأطراف والسؤال من داخل البرنامج نفسه، مع القدرة على الدردشة بالصوت والصورة مباشرة وبمجرد اختيار اسم المستخدم الثاني من الجانب واختيار خيار الدردشة بالصوت والصورة، ليعمل برنامج «سكايب» Skype بشكل مدمج، الأمر الذي يرفع مستوى الإنتاجية للأفراد والمؤسسات، مع تسهيل البدء في تنفيذ العمل المشترك لمن لديهم خبرات تقنية محدودة في هذا المجال.
وظائف جديدة مريحة
ومن الوظائف الجديدة المهمة في برنامج البريد الإلكتروني «أوتلوك» القدرة على إرفاق الملفات من دون البحث عنها داخل كومبيوتر المستخدم، حيث سيعرض التطبيق قائمة بأحدث الملفات التي تعامل معها المستخدم مؤخرا، ويكفي الضغط على اسم واحد منها لتكتمل عملية الإرفاق. ويستطيع البرنامج الآن التعرف إن كان المستخدم يقوم بإرسال معلومات حساسة، مثل بيانات بطاقته الائتمانية، وتنبيهه قبل إرسال الرسالة.
وحصل برنامج «إكسل» لجداول الحسابات على تحديثات كثيرة، مثل فئات جديدة للرسومات البيانية لتمثيل البيانات، تشمل «الخرائط الشجرية» Treemaps و«الانفجارات الشمسية» Sunbursts و«الشلال» Waterfall. ويتيح البرنامج الآن القدرة على عرض التوقعات المقبلة وفقا للبيانات الحالية، مع القدرة على جعلها إيجابية أو سلبية وفقا لمتغيرات يمكن تعديلها بسهولة، الأمر الذي يحوله إلى برنامج متكامل لتحليل وعرض البيانات بذكاء. ويستطيع البرنامج كذلك اكتشاف الروابط والعلاقات بين الجداول المختلفة وتحليل البيانات للعثور على التواريخ والتكرارات المشتركة لتجميع البيانات بطرق مختلفة.
وتتكامل المجموعة المكتبية مع خدمة «وان درايف» السحابية بشكل سلس جدا، بحيث يمكن التعامل مع الملفات والوثائق المخزنة على جهاز المستخدم أو في الخدمة السحابية وكأنها وثائق واحدة ومن دون التمييز بينها، مع عرض موقع كل ملف لتسهيل التعامل معها. وبالنسبة للملفات الكبيرة المخزنة سحابيا، فيمكن البدء في العمل عليها خلال تحميلها، حيث سيعرض التطبيق إطارا فارغا في مكان وجود الصور الكبيرة والجداول الضخمة إلى حين تحميلها إلى جهاز المستخدم. ويمكن العمل على النصوص والأرقام في ذلك الوقت، مع القدرة على معرفة الوقت المتبقي بالنظر إلى شريط تقدم عملية التحميل أسفل نافذة التطبيق.
وأكد عمار أبو ثريا، مدير قطاع تطبيقات وخدمات الإنتاجية في «مايكروسوفت السعودية» أن «مايكروسوفت» تعمل حاليا مع «آبل» لإطلاق نسخة معربة من المجموعة على الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل «ماك أو إس»، وذلك نظرا لأن هذه العملية تحتاج إلى قراءة نص برمجة نظام التشغيل لربط ملفات اللغة العربية للقوائم وأشكال الخطوط مع ملفات المجموعة المكتبية، ولكن يمكن الحصول على النتيجة المرغوبة حاليا باستخدام الخدمة السحابية «أوفيس 365». وتتوافر المجموعة المكتبية في 40 لغة، وتتطلب نظام التشغيل «ويندوز 7» أو أحدث أو «ماك أو إس».
هذا، ويستطيع الطلاب الحصول على اشتراكات مجانية في مجموعة «أوفيس» من خلال الجامعات المعتمدة، والتي أكدت «مايكروسوفت السعودية» أن عددها كبير جدا في السعودية، والتي تشمل الجامعات الحكومية والخاصة، مع عمل مكاتب «مايكروسوفت» في الدول الأخرى على توفير هذه الأفضلية للطلاب في الدول الأخرى.
المجموعة السحابية وبرامج الأجهزة الجوالة
وتقدم «مايكروسوفت» مجموعة البرامج «أوفيس» عبر خدمات سحابية يمكن للمستخدم الوصول إليها من أي جهاز لم يتم تثبيت تلك البرامج عليه، وعبر أي نظام تشغيل. ويجب دفع اشتراك شهري منخفض التكلفة لقاء هذه الخدمة يعتمد على عدد البرامج المرغوبة وعدد المستخدمين. وتؤكد «مايكروسوفت» أن هذه الخدمة ستقدم التحديثات والوظائف الجديدة بشكل دوري سريع جدا مقارنة بإصدار مجموعة جديدة كل بضع سنوات كما هو الحال عليه في مجموعة البرامج المكتبية.
وبالنسبة للأجهزة الجوالة، فتوفر الشركة إصدارات مجانية من برامجها يمكن تحميلها على الأجهزة التي تعمل بنظم التشغيل «ويندوز فون» و«آي أو إس» و«آندرويد»، والتي تقدم معظم الوظائف الرئيسية التي يحتاجها المستخدمون، مع تغيير واجهة الاستخدام بشكل فعال للتعامل مع أوامر المستخدم باللمس بدلا عن الفأرة، بحيث يتم تغيير القوائم وأحجام الأيقونات وترتيب عرضها وأهميتها على الشاشة، بالإضافة إلى أن برنامج البريد الإلكتروني «أوتلوك» يقدم خيار حفظ آخر 3 أو 7 أو 14 يوما من الرسائل على الجهاز نفسه، وذلك لتوفير السعة التخزينية بشكل كبير على هذه الفئة من الأجهزة.