العبادي يواصل تجاهله لعملية الحويجة.. وبارزاني يطلع الجبوري وعلاوي على تفاصيلها

قيادي كردي أكد القدرة على تنظيم هجمات مماثلة في أماكن أخرى

لقطة من فيديو نشره مجلس أمن إقليم كردستان أمس لعملية تحرير الرهائن من سجن لـ«داعش» في الحويجة الخميس الماضي، نفذتها قوات البيشمركة بالتعاون مع قوات خاصة أميركية (أ.ف.ب)
لقطة من فيديو نشره مجلس أمن إقليم كردستان أمس لعملية تحرير الرهائن من سجن لـ«داعش» في الحويجة الخميس الماضي، نفذتها قوات البيشمركة بالتعاون مع قوات خاصة أميركية (أ.ف.ب)
TT

العبادي يواصل تجاهله لعملية الحويجة.. وبارزاني يطلع الجبوري وعلاوي على تفاصيلها

لقطة من فيديو نشره مجلس أمن إقليم كردستان أمس لعملية تحرير الرهائن من سجن لـ«داعش» في الحويجة الخميس الماضي، نفذتها قوات البيشمركة بالتعاون مع قوات خاصة أميركية (أ.ف.ب)
لقطة من فيديو نشره مجلس أمن إقليم كردستان أمس لعملية تحرير الرهائن من سجن لـ«داعش» في الحويجة الخميس الماضي، نفذتها قوات البيشمركة بالتعاون مع قوات خاصة أميركية (أ.ف.ب)

في وقت أكد فيه قيادي كردي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، أنه كان المفروض على رئيس الوزراء حيدر العبادي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع خالد العبيدي، أن يشيدا بعملية الحويجة، ويثمنا دور قوات البيشمركة، فإنه طبقًا لمصدر مطلع فإن «العبادي تجاهل العملية بسبب عدم تنسيق الأميركيين معه، وفضلوا التفاهم المسبق مع قوات البيشمركة لتنفيذها، من منطلق أن المحتجزين الذين تم استهدافهم هم من البيشمركة». وكان بارزاني تلقى تهنئة كل من رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري وزعيم «ائتلاف الوطنية» ونائب رئيس الجمهورية السابق إياد علاوي. وإشادة زعيم «ائتلاف متحدون» أسامة النجيفي، بينما لم يتلق أي إشادة من العبادي أو العبيدي.
وقال بيان لمكتب الجبوري تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إنه «تلقى اتصالاً هاتفيًا من بارزاني، تداولا فيه مجريات الجهد الأمني لمواجهة الإرهاب». وأضاف أن «بارزاني أطلع الجبوري على تفاصيل العملية النوعية ودور البيشمركة والقوات العراقية والإسناد الدولي الذي تلقته قواتنا لإنجاح العملية». ودعا إلى «تكرار هذه التجربة الناجحة وإدامة زخم التواصل بين الإقليم والمركز لمواجهة الإرهاب».
وفي بيان لمكتب زعيم «ائتلاف الوطنية» حول العملية أشار علاوي، إن «ما حصل هو تطور نوعي في سياق العمل ضد قوى الإرهاب، ويمثل تقدمًا هامًا في الاتجاه الصحيح يستحق منا الإشادة والتقدير، وهو ما كنا ندعو إليه منذ وقت مبكر في اعتماد المعلومة الاستخبارية، وقوات النخبة الخاصة، والتنسيق بين الأطراف الدولية والوطنية والمحلية المعنية بالمعركة». ورأى أن «هذه العملية الشجاعة والجريئة والموفقة من الكرد تقدم دليلاً آخر على أنهم جزء لا يتجزأ من العراق».
من جهته، أبلغ مصدر مطلع «الشرق الأوسط» طالبًا عدم ذكر اسمه بأن «تجاهل العبادي للعملية رغم أنها أدت إلى تحرير رهائن عرب وليسوا أكرادًا، يعود إلى جملة أسباب من بينها عدم إبلاغه بوقت مناسب بها، وأن واشنطن أبلغته من باب التنسيق والاطلاع، إذ تم الاتفاق مع البيشمركة والقيادة الكردية في أربيل على كل شيء من دون علم بغداد المسبق».
وأضاف أن «من بين الأسباب هو ردود الفعل الغاضبة من قيادات ميليشيات (الحشد الشعبي) وبعض الفصائل المسلحة الشيعية التي أعلنت رفضها لهذه العملية التي لم يؤخذ فيها رأي الحكومة المركزية المسبق، والاستهانة بها. ورغم أن الرهائن الذين تم تحريرهم عرب وليسوا أكرادًا، فإن الحقيقة هي أن العملية كانت تهدف إلى تحرير رهائن أكراد، طبقًا لمعلومات استخبارية للأمن الكردي، والذي يشرف عليه مسرور بارزاني نجل رئيس الإقليم الأكبر، وبالتالي فإن القيادة العراقية رأت أن هناك نوعًا من المتاجرة الإعلامية بتحرير رهائن بالغلط». لكن القيادي الكردي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني وعضو البرلمان العراقي محسن السعدون أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «العراق يخوض حربًا الآن مع أشرس عدو هو تنظيم داعش الذي لم يفرق بين العراقيين على أساس ديني أو مذهبي أو عرقي. ففي الوقت الذي هجرّ ملايين العرب السنة، فإن آلاف من المقاتلين العرب الشيعة هم من يقتلون الآن في جبهات المعارك. كما استهدف الكرد وراح آلاف من قوات البيشمركة، وبالتالي فإن أي جهة تساعدنا في الخلاص من هذا العدو يجب أن نقدم لها الشكر والعرفان، بدلاً من أحاديث وتصريحات السيادة المستهلكة».
وأضاف السعدون، أن «العملية التي حصلت كانت نوعية وجاءت بناء على معلومات استخبارية دقيقة بوجود 70 رهينة سوف يتم إعدام العشرات منهم بعد ساعات. ولم يدر بخلد البيشمركة التي استعانت بالتحالف الدولي والقوات الأميركية بالقيام بعملية الإنزال أن هؤلاء عرب أم كرد لأن (داعش) تقوم بنقل الأسرى لديها من مكان إلى مكان، وبالتالي يصعب التمييز، وهو ما يعني أن العملية التي حصلت عراقية بامتياز، أدت إلى تحرير رهائن من بينهم إخوة تم إنقاذهم»، مبينًا: «إننا كنا ننتظر أن يقدم رئيس الوزراء ووزير الدفاع الشكر والعرفان لمن قام بتنفيذ هذه العملية التي تعد من بين أهم العمليات التي أضعفت (داعش)، وخلخلت توازنه، وذلك لجهة أن بالإمكان القيام بعمليات مماثلة في أماكن أخرى». وبشأن موعد عودة الأسرى إلى أهاليهم، وهل سيتم تسليمهم إلى الحكومة العراقية، قال السعدون إن «الأسرى سوف يعودون إلى أهاليهم بالتأكيد، ولكن بعد إجراء تحقيق اعتيادي لأنهم يملكون معلومات مهمة، بالإضافة إلى أنهم يحتاجون إلى رعاية صحية لبعض الوقت».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.