ذكرت السلطات اليونانية أن امرأة وطفلين غرقوا بعد اصطدام زورق مطاطي يحمل 63 مهاجرا بصخور قبالة جزيرة ليسبوس اليونانية أمس، فيما لا يزال سبعة أشخاص في عداد المفقودين.
وقالت متحدثة باسم خفر السواحل إن الباقين تمكّنوا من الوصول إلى الشاطئ بأمان، ولم يتم التعرف على جنسياتهم بعد. وأشارت الصحف المحلية إلى أن قاربًا مطاطيًا كان على متنه نحو 60 لاجئًا انقلب إثر اصطدامه بالصخور بسبب الرياح الشديدة، شمال مدينة ميتيليني، عاصمة جزيرة ليسبوس. وعقب غرق القارب، تمكن 45 شخصًا من الوصول إلى البر، وحذروا من أن هناك 15 شخصًا آخرين ما زالوا في عرض البحر.
وتحركت قوات خفر السواحل اليونانية والوكالة الأوروبية لحماية الحدود (فرونتكس)، على الفور، في عملية إنقاذ باستخدام قارب ومروحية من طراز «سوبر بوما»، وكذلك الكثير من المركبات لتمشيط المنطقة البرية، في ظل الظروف المناخية الصعبة جدا والرياح الشديدة التي تبلغ سرعتها من 6 إلى 8 عقدة.
وكان قد لقي عشرات اللاجئين حتفهم في الشهور الأخيرة، بينهم الكثير من الأطفال، وهم يحاولون القيام بالرحلة القصيرة المحفوفة بالمخاطر من تركيا إلى الجزر اليونانية على متن زوارق مطاطية مكتظة في أغلب الأحيان. وتمكن أكثر من نصف مليون شخص أغلبهم فارون من الحرب الأهلية في سوريا من الوصول إلى اليونان عبر هذه الرحلة، في طريقهم إلى وسط وشمال أوروبا.
في غضون ذلك، كشفت المنظمة الدولية للهجرة عن أن المزيد من المهاجرين واللاجئين يعبرون يوميا البحر المتوسط ليصلوا إلى تركيا واليونان، رغم سوء الأحوال الجوية، مشيرة إلى تسجيل وصول أكثر من 56 ألف شخص، معظمهم من السوريين، إلى ليسبوس وشيوس والجزر اليونانية الأخرى، وهو أعلى معدل أسبوعي تم تسجيله لوصول اللاجئين هذا العام.
ووفقا لتقارير إعلامية، فإن الإحصائيات تثير المخاوف من غرق المزيد من اللاجئين في البحر، وزيادة المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها الناجون الذين يصلون مبللين مع انخفاض درجات الحرارة في أوروبا. في الوقت نفسه، فإن احتمال تدفق اللاجئين الذين يتجهون إلى جنوب وشرق أوروبا بأعداد أكبر من أي وقت مضى يزيد من الجدل حول تعامل الاتحاد الأوروبي مع هذه الأزمة، مما دفع القادة الأوروبيين إلى ترحيل المهاجرين لأسباب اقتصادية وإعادتهم إلى بلادهم بشكل سريع. ووفقا للسلطات اليونانية، فقد وصل نحو 2500 لاجئ ومهاجر، أول من أمس، إلى ميناء بيريوس غرب أثينا قادمين من جزيرة ليسبوس في رحلتين بحريتين. وأكدت التقارير ارتفاع عدد اللاجئين والمهاجرين الذين وصلوا إلى اليونان خلال الأيام الخمسة الأخيرة إلى 48000، الأمر الذي يرفع عدد اللاجئين والمهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط إلى 681000 شخص، وذلك بحسب الإعلان الصادر من المنظمة الدولية للهجرة. وذكرت المنظمة بهذا الشأن أنه «على الرغم من الظروف المناخية المتفاقمة، فإن نحو 48000 لاجئ ومهاجر عبروا من تركيا إلى الجزر اليونانية. وعبر 9600 شخص البحر خلال الأيام الخمسة الأخيرة». ولاحظت المنظمة أن هذا العدد هو أكبر عدد من اللاجئين والمهاجرين سجل خلال أسبوع واحد هذا العام.
وما زالت جزيرة ليسبوس اليونانية هي الجزيرة التي تستقبل أكبر عدد من اللاجئين والمهاجرين، حيث وصل عددهم إلى 27276. وفي الفترة ذاتها، وصل إلى جزيرة شيوس نحو 9750 لاجئا، وتقول المنظمة إنه فيما كانت الجزيرة تستقبل نحو 300 لاجئ يوميا خلال فترة الصيف، وجدت نفسها الأسبوع الماضي تستقبل 2000 لاجئ يصلون بشكل يومي.
في سياق متصل، أكدت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد القتلى من اللاجئين الذين ابتلعتهم مياه البحر ارتفع أيضًا خلال هذا الأسبوع. ويأتي ارتفاع عدد اللاجئين خوفًا من احتمال إغلاق الحدود الأوروبية، حيث أعلن رؤساء وزراء صربيا ورومانيا وبلغاريا، عقب اجتماع ثلاثي عقد في صوفيا عاصمة بلغاريا، استعدادهم لإغلاق حدود بلادهم أمام المهاجرين في حال قامت دول أخرى، وخصوصا ألمانيا بمثل هذه الخطوة، معتبرين أنهم لا يرغبون في أن تصبح حدودهم منطقة تجمع للمهاجرين.
من جهة أخرى، يبدو أن اتفاقًا بدأ يرتسم في صلب ائتلاف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشأن إقامة مراكز خاصة على الحدود، تسمى «مناطق عبور» لطرد أسرع للمهاجرين الذين لا يستجيبون بوضوح لشروط اللاجئين في ألماني. ويأتي المهاجرون لأسباب اقتصادية في مقدمة هؤلاء. وشارك رؤساء وزراء ثلاث دول من البلقان، هي ألبانيا وكوسوفو ومونتنيغرو، أمس (الأحد) في قمة مصغرة في بروكسل إلى جانب ألمانيا واليونان وسلوفينيا وكرواتيا والمجر ومقدونيا مناقشة أزمة اللاجئين. ودعا إلى هذا الاجتماع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في محاولة لتنسيق مواقف الدول التي يعبرها المهاجرون واللاجئون الراغبون في الوصول إلى أوروبا انطلاقا من تركيا، في مواجهة أسوأ أزمة هجرة تشهدها القارة الأوروبية.
المنظمة الدولية للهجرة: أكثر من 56 ألف لاجئ وصلوا إلى اليونان في أسبوع
غرق امرأة وطفلين قرب جزيرة ليسبوس اليونانية
المنظمة الدولية للهجرة: أكثر من 56 ألف لاجئ وصلوا إلى اليونان في أسبوع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة