مصر: تحالف انتخابي ينسحب من الجولة الثانية لانتخابات البرلمان

قيادي فيه لـ«الشرق الأوسط»: رد فعل طبيعي بعد التجاوزات التي شهدها الاقتراع

مصر: تحالف انتخابي ينسحب من الجولة الثانية لانتخابات البرلمان
TT

مصر: تحالف انتخابي ينسحب من الجولة الثانية لانتخابات البرلمان

مصر: تحالف انتخابي ينسحب من الجولة الثانية لانتخابات البرلمان

أعلن تحالف انتخابي يضم عددًا من الأحزاب الصغيرة في مصر أمس انسحابه من خوض المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب، والتي أعلنت نتائج جولتها الأولى الأسبوع الماضي. وقال طارق زيدان القيادي في تحالف «نداء مصر» لـ«الشرق الأوسط» إن «الانسحاب جاء رد فعل طبيعي للتجاوزات التي شهدتها العملية الانتخابية، وتجاوبًا مع نبض الشارع وتوجه المواطنين الذين قاطعوا في غالبيتهم الانتخابات».
وقال قادة التحالف في مؤتمر صحافي عقد في القاهرة إنهم يعتزمون الطعن على نتيجة الانتخابات. وتضم قائمة «نداء مصر» أحزاب «الثورة المصرية»، و«المستقلين الجدد»، و«حماة الوطن»، و«العربي للعدل والمساواة»، بالإضافة إلى بعض الحركات الشبابية. وجرت الانتخابات البرلمانية داخل البلاد يومي 18 و19 من الشهر الحالي في 14 محافظة، ومن المقرر أن تجرى جولة الإعادة الثلاثاء المقبل، فيما تنطلق المرحلة الثانية التي تضم باقي المحافظات أواخر الشهر القادم.
وقال زيدان إن التحالف خاص الانتخابات بقائمة وبنحو 25 مرشحًا على المقاعد الفردية، لكن أيا منهم لم يحصل على أصوات تكفي لخوض جولة الإعادة، مؤكدًا أن التحالف قرر بالفعل أن يسحب المرشحين على المقاعد الفردية والبالغ عددهم 50 مرشحًا من المرحلة الثانية.
وهاجم زيدان ما عده «تدخلا أمنيا» في الانتخابات لصالح قائمة بعينها، كما هاجم ما قال إنه «تدخل الكنيسة المصرية» في توجيه الناخبين، لكن مسؤولين في الكنيسة نفوا هذه الاتهامات مؤكدين رفضهم التدخل في الشؤون السياسية.
وأضاف زيدان أن 50 من مرشحي التحالف ملتزمون بقراره، مشيرًا إلى أن ثلاثة مرشحين عن التحالف قرروا المضي قدما في الانتخابات، موضحًا أن اثنين منهم في محافظة بورسعيد ومرشح واحد في محافظة الشرقية.
ووصف أعضاء التحالف، في مؤتمر صحافي عقد أمس العملية الانتخابية بـ«المهزلة»، وقال المرشح على قائمة التحالف الخاسرة بالصعيد عمرو عبد الحكيم عامر إن «العملية الانتخابية لم تكن بالنزاهة المطلوبة، خصوصًا أن قائمة (في حب مصر) - قائمة منافسة وحصلت على الأغلبية المطلوبة للنجاح من الجولة الأولى - انتهجت نهجا عنصريا، حيث قدمت نفسها للرأي العام بأنها القائمة الوحيدة الوطنية وساعدتها وسائل الإعلام على ذلك».
وقال القيادي بالتحالف هشام عناني، خلال المؤتمر، إن قرار الانسحاب من الانتخابات يأتي احتراما لأعضائه، مضيفًا أنه «سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لفضح التجاوزات التي تمت خلال العملية، التي تم التستر عليها من قبل وسائل الإعلام».
كانت اللجنة العليا للانتخابات أعلنت، الأسبوع الماضي، فوز قائمة «في حب مصر» بالصعيد وغرب الدلتا، في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب.
وكان حزب النور قد شن في وقت سابق هجومًا حادًا على العملية الانتخابية، لكنه أعلن استمراره تحديًا لما عده «محاولات لإقصائه» من المشهد السياسي، ملوحًا بإمكانية مراجعة موقفه خلال الجولة المقبلة. وخاض حزب النور الانتخابات على المقاعد المخصصة للقائمة والفردي، ومن المقرر أن ينافس 23 من أعضائه على المقاعد الفردية في جولة الإعادة في المرحلة الأولى.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.