«داعش» يفشل في مهاجمة مطار كويرس بعد الضربات الأميركية والروسية

غارات جوية مكثفة استهدفت مناطق المعارضة في سوريا غداة لقاء الأسد ـ بوتين

«داعش» يفشل في مهاجمة مطار كويرس بعد الضربات الأميركية والروسية
TT

«داعش» يفشل في مهاجمة مطار كويرس بعد الضربات الأميركية والروسية

«داعش» يفشل في مهاجمة مطار كويرس بعد الضربات الأميركية والروسية

شن تنظيم داعش، أمس، هجومًا على مطار كويرس العسكري شرق مدينة حلب، بهدف إرباك القوات الحكومية التي تسعى، منذ شهر، إلى فك الحصار عن جنودها داخله، وذلك بعد أن نقل تعزيزات من مواقعه في ريف حلب الشرقي إلى محيط المطار، في وقت قال فيه معارضون، إن الهجوم «فشل» بسبب «كثافة النيران الجوية الروسية التي استهدفت محيط المطار».
وتزامنت تلك المعارك مع تصعيد غير مسبوق بالقصف الجوي، استهدف مناطق واسعة في الشمال والجنوب وريف دمشق وحمص في الوسط، غداة لقاء موسكو الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس السوري بشار الأسد.
وتكثفت الضربات الروسية حول مطار كويرس، بموازاة الهجوم الذي بدأه تنظيم داعش ليل الأربعاء – الخميس، وذلك بعد ساعات على تنفيذ طائرات تابعة لقوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب أهدافًا للتنظيم قرب مدينة منبج في الريف الشرقي، التي دفع التنظيم منها، ومن مدينة الباب، بتعزيزات إلى محيط مطار كويرس.
وكانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت أول من أمس، أن قوات التحالف العسكرية نفذت في سوريا 4 ضربات جوية مستخدمة الطائرات المقاتلة والطائرات المهاجمة، استهدفت أهدافًا القرب من منبج، حيث أصابت 4 ضربات جوية أربعة وحدات تكتيكية مختلفة ودمرت اثنين من المباني واثنين من المواقع القتالية وسيارة ومركز لإعادة الإمداد.
ووضع ناشطون سوريون أسئلة حول كيفية انتقال التعزيزات، التي استخدمت آليات رباعية الدفع ودراجات نارية، إلى محيط مطار كويرس، في ظل الطيران الروسي الذي ينفذ ضربات في المنطقة، علمًا بأن التعزيزات «أرسلت من منطقة الباب التي تبعد نحو 15 كيلومترًا عن كويرس، ومنبج التي تبعد نحو 70 كيلومترًا». وقال نائب رئيس مجلس محافظة حلب منذر السلال لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كانت تلك التعزيزات قد وصلت بالفعل إلى محيط المطار، فإن ذلك يؤكد أن الطيران الروسي لا يضرب (داعش) بالقدر الذي يضرب فيه قوات الجيش السوري الحر». وأشار إلى أن خطوط التماس بين مواقع التنظيم والقوات الحكومية «لا تشهد معارك عنيفة، إلا في مطار كويرس، بينما هي هادئة على جبهات أخرى، إضافة إلى معارك قليلة في مطار دير الزور» في شرق البلاد. ووصف مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن تلك التعزيزات بأنها «مدفوعة إلى معركة انتحار، نظرًا إلى أن الطيران الروسي لا يهدأ في محيط حلب»، مشيرًا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الطيران الروسي ضرب بعض الآليات التي تحركت باتجاه المطار، كما نفذ ضربات مكثفة في محيط المطار، وهو ما أدى إلى فشل الهجوم». كما أشار إلى أن الهجوم «سعى من خلاله التنظيم إلى خلق حالة إرباك، نظرًا إلى أن النظام بات على مسافة لا تبعد أكثر من خمسة كيلومترات عن سور المطار، ويقاتل في هذا الوقت للسيطرة على المحطة الحرارية القريبة منه».
وتلتقي هذه المعلومات مع تأكيد السلال، أن هجوم «داعش» لم يحرز نتائج فعلية، لافتًا إلى أن قوات النظام «تتقدم من الجهة الجنوبية باتجاه المطار والمحطة الحرارية»، واضعًا هجوم «داعش» في خانة «العملية الاستباقية الهادفة إلى تخفيف الهجمة من جهة المحطة الحرارية».
وكان ناشطون أكدوا أن التنظيم استنفر كل قواته في ريف حلب الشرقي، وفجّر عددًا من السيارات المفخخة على مداخل المطار وأسواره في محاولة لاقتحامه، وذلك بعد اقتراب القوات النظامية أخيرًا من محيطه في محاولة منها لفك الحصار عنه، بحسب ما ذكر «مكتب أخبار سوريا».
في هذا الوقت، واصل الطيران الحربي الروسي ضرباته في ريف حلب الجنوبي، الذي «شهد معارك طاحنة اندلعت في محيط قرى تهاجمها القوات النظامية بهدف الوصول إلى بلدة العيس»، كما قال السلال، مشيرًا إلى أن النظام «يسعى للوصول إلى الريف الغربي لحلب، ليكون قد أحكم السيطرة على محيط الأوتوستراد الرئيسي الذي يربط دمشق بحلب».
وإذ أشار إلى أن النظام «حقق تقدمًا وأخذ قرى تصل إلى خطوط بلدة تاس»، قال إن التقدم «ليس استراتيجيًا، ولا يعد ذلك نصرًا، لأن هجماته دفعت نحو 150 ألف نسمة للهروب من الريف الجنوبي لحلب».
ولفت السلال إلى أن الطيران الروسي «دمر مقرات مدنية في حلب، بينما دمر سلاح الجو النظامي السوري مستشفيين ميدانيين في الحاضر والعيس، وأكمل حملاته على مقاتلي ومقرات الجيش السوري الحر».
وأفاد «المرصد السوري» بأن الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، تواصلت في محيط قرية الغيغان والمزارع المحيطة بها ومناطق أخرى في محيط قرية كفر عبيد في ريف حلب الجنوبي، وفي منطقة الحويز، وسط معلومات عن استعادة السيطرة على القرية، ما أدى لإعطاب دبابة لقوات النظام والمسلحين الموالين لها وخسائر بشرية في صفوف قوات النظام. كما نفذت طائرات الحربية الروسية عدة غارات على مناطق في بلدات أورم الكبرى وبيانون وعندان وحيان في ريفي حلب الغربي والشمالي.
وتزامنت تلك المعارك، مع اشتباكات وقصف جوي كثيف، استهدف المحافظات الأخرى، بعد 23 يومًا على بدء القوات الروسية بحملتها الجوية في سوريا.



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».