نشطاء المجتمع المدني بعدن ينفذون حملة شعبية ضد الإرهاب

معارك شرسة في منطقة مكيراس الحدودية.. والمقاومة تتصدى لهجمات الميليشيات

جانب من الوقفة الصامتة في نقطة تقاطع شارع الملك سلمان بن عبد العزيز (الجسر البحري سابقا) بمدينة المنصورة  وسط عدن («الشرق الأوسط»)
جانب من الوقفة الصامتة في نقطة تقاطع شارع الملك سلمان بن عبد العزيز (الجسر البحري سابقا) بمدينة المنصورة وسط عدن («الشرق الأوسط»)
TT

نشطاء المجتمع المدني بعدن ينفذون حملة شعبية ضد الإرهاب

جانب من الوقفة الصامتة في نقطة تقاطع شارع الملك سلمان بن عبد العزيز (الجسر البحري سابقا) بمدينة المنصورة  وسط عدن («الشرق الأوسط»)
جانب من الوقفة الصامتة في نقطة تقاطع شارع الملك سلمان بن عبد العزيز (الجسر البحري سابقا) بمدينة المنصورة وسط عدن («الشرق الأوسط»)

نظم المئات من نشطاء منظمات المجتمع المدني والسكان المحليين بعدن وقفة صامتة أمس الخميس، في شارع الملك سلمان بن عبد العزيز (الجسر البحري سابقًا) بمدينة المنصورة وسط عدن، حيث جدد المشاركون رفضهم للتطرف والإرهاب، مؤكدين وقوفهم إلى جانب قوات التحالف والسلطة المحلية بالمدينة في سبيل تثبيت الأمن والاستقرار بالمحافظة، حيث رفعت في الوقفة أعلام السعودية والإمارات، وصور قادة الدولتين، وجدد المشاركون فيها تأكيدهم على تضامن عدن مع قوات التحالف العربي وشهداء البلدين، السعودية والإمارات.
وقالت الناشطة المدنية انتصار العلوي، أحد مؤسسي الحملة الشعبية «كلنا أمن عدن»، لـ«الشرق الأوسط»، إن الوقفة الصامتة تأتي في أطار الحملة الشعبية التي تشارك فيها 28 مؤسسة مدنية، ومبادرات شبابية بعدن، وتهدف إلى التوعية بالجانب الأمني ومناهضة التطرف والإرهاب، والوقوف ضد مثيري الفوضى بالمدينة، ومناصرة قضايا المجتمع المحلي والظواهر الدخيلة على عدن مثل البلطجة والبسط على الممتلكات العامة والخاصة وانتشار السلاح، والهدف الأبرز هو مساعدة التحالف والسلطات الأمنية والمحلية في تثبيت أمن واستقرار كل عدن.
من جهة ثانية، نفى مصدر أمني مسؤول وقوع انفجار صباح أمس الخميس في مطار عدن، بحسب ما تناولته وسائل إعلام محلية ودولية. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إنه لا صحة لحدوث أي انفجار في عدن الخميس، وإن ما تناقلته وسائل الإعلام غير صحيح، داعيا إلى تحري المصداقية والمهنية في نقل الأخبار والعودة للتأكد من الجهات ذات الاختصاص، موضحا أن الشائعات الإعلامية حول أخبار مزيفة عن تفجير وسقوط عدن بيد التنظيمات الإرهابية تقف خلفها مطابخ ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح من أجل إبراز عدن كمدينة غير آمنة، قائلا إن عدن تنعم بالأمن والاستقرار، والإجراءات الأمنية تمشي وفق الخطة المرسومة لها من قبل التحالف وإدارة أمن عدن والقوات الإماراتية بعدن.
وعلى صعيد آخر، تشهد جبهات مكيراس الحدودية بمحافظة أبين الجنوبية معارك مستمرة بين المقاومة الجنوبية وميليشيات الحوثيين وصالح، وسط استمرار تعزيز الحوثيين لمواقعهم ومحاولة اختراقهم مكيراس للتقدم صوب محافظة أبين شمال شرقي العاصمة عدن.
وقال القيادي بالمقاومة الجنوبية بمكيراس نبيل المرافعي، لـ«الشرق الأوسط»، إن المقاومة صامدة وتتصدى بقوة للميليشيات، مشيدا بدور طيران التحالف في دك معاقل ومواقع الميليشيات، غير أنه أكد على ضرورة وجود دعم نوعي ولوجيستي للجبهة لدحر الميليشيات وملاحقتها، مناشدا المنطقة العسكرية الرابعة وقوات التحالف بسرعة دعم جبهة مكيراس التي تعاني من نقص تمويني في العتاد والذخائر، على حد قوله.
وفي كرش، لا تزال المقاومة الجنوبية تتبادل القصف المدفعي مع ميليشيات الحوثيين المرابطة في تلال ومرتفعات الشريجة الحدودية بين الشمال والجنوب سابقا. ويحاول الحوثيون حشد قواتهم للتقدم إلى مناطق حدودية جنوبية، إلا أن المقاومة تتصدى لهم بالمدفعية. وشهدت الجبهة معارك وقصفا مدفعيا أول من أمس، مما أدى إلى تراجع الحوثيين.
وفي الحدود بين مديريتي المسيمير وماوية، يحتشد الحوثيون متمركزين على المرتفعات هناك في محاولة لاختراق الجبهة، وتدور اشتباكات بين الفينة والأخرى، كما يقوم طيران التحالف بطلعات جوية كلما حاولت الميليشيات تحريك قواتها للتقدم، وتكبدت ميليشيات الحوثيين هناك خسائر فادحة جراء قصف جوي الأسبوع الماضي أدى لتدمير عدد من آلياتها وقتل العشرات منها وقصف منازل لقياديين موالين لها في منطقة ذابة التابعة لماوية بتعز.
إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة في شركة «مصافي عدن»، لـ«الشرق الأوسط»، إن باخرة تحمل مشتقات نفطية رست بميناء الزيت بمدينة البريقة غرب العاصمة عدن، وكانت سفينة «HONJ ZE HY» قد وصلت إلى ميناء الزيت غرب عدن قبل ثلاثة أسابيع، إلا أن تفريغها تأخر لأسباب غير معلومة.
وأوضحت المصادر ذاتها أن السفينة «HONJ ZE HY» بدأ العمل على تفريغ 35 ألف طن من شحنتها من وقود السيارات إلى خزانات المصفاة، ومن شأن ذلك أن يسهم في ضمان استقرار تزويد السوق بوقود السيارات خلال الفترة المقبلة في عدن والمحافظات المجاورة خاصة بعد توقف وحدات الإنتاج في مصافي عدن لعدم توافر أي كميات من النفط الخام.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.