بأدواته البسيطة، أخرج ذلك الشاب السعودي اليافع الذي أطلق على نفسه اسم «كلاخ» طاقة إبداعه من خلال جدران مدن السعودية متنقلا حاملا معه حقيبته الصغيرة والتي تحمل فقط علب «البخاخات السائلة».
منذ صغر سنه وتحديدا قبل ثلاثة أعوام لم يتردد في تقديم إبداعاته الفنية وقرر أن يمارس هوايته الجميلة في مدينته «الطائف» وعلى الرغم من المجتمع المحافظ الملتف حوله، إلا أنه قرر أن ينتصر لفن «الغرافيتي» وقرر ذلك الشاب الموهوب أن يفرز روائعه من خلال جدران تلك المدينة، ممسكًا علبته الصغيرة ويرسم حكايته وما يحمله فكره في ذلك الجدار اليتيم.
قال كلاخ لـ«الشرق الأوسط»: «في السنوات الأولى من رسوماتي فكري لا يتخطى محبة نجوم الرياضة والفن وقبلها كان رسومات لشخصيات كرتونية مثل (سبونج بوب)، حيث كان النصيب الأكبر لتلك الشخصيات الكرتونية نقلت ذلك في الطائف ولكن بشكل آخر، حيث بدأت في رسم شخصيات مختلفة مثل اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو واللاعب الأرجنتيني ميسي، وأيضًا نيمار وزين الدين زيدان بالإضافة إلى الفنان السعودي خالد عبد الرحمن فأنا من جمهور هذا الفنان الكبير»، ويضيف قائلا: «كان سكان المدينة وخصوصًا ذلك الحي البسيط والهادئ يستيقظون على رسومات لم يعتادوا رؤيتها بهذه الطريقة فالفن الإبداعي كان ولا يزال مع الأسف يمارس بخجل فمجتمعنا لا يزال يتحفظ على مسمى (فنان)». واستدرك قائلا: «وصلت رسوماتي إلى 13 رسمة وكانت كل رسمة لا تأخذ معي سوى دقائق معدودة وأحيانا لا تتعدى النصف الساعة، فلم يخطر في بالي أنني سأتعرض للمساءلة القانونية فجاءت معاقبتي بإبرامي تعهدًا بعدم تشويه الجدران بالإضافة إلى مسح جميع رسوماتي».
ويمضي كلاخ البالغ من 21 عاما في حديثه قائلا: «كان يدور في مخيلتي عدة أمور جاءني الإحباط بعد مسحي لرسوماتي ولكن حاولت ألا يسيطر ذلك الإحباط علي تساءلت بيني وبين نفسي أنا فنان غرافيتي أطمح في تقديم لوحات جدارية دون ضجة أو مضايقة أحد هل ما أفعله خطأ؟.. توقفت فترة وانتقلت إلى جدة وجاء صوت أخي الأكبر داعمًا وناصحًا وأعطاني ثقة كبيرة وأعاد لي ذلك الإحساس الجميل وبعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله عليه تأثرت كثيرا وهزتني تلك المشاعر وخصوصًا حزن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على فقدان أخيه فذهبت إلى كورنيش جدة ورسمت على الجدار صورة الملك سلمان حفظه الله ورعاه وسميتها (دمعة وطن)، ورغم أنني واجهت صعوبات في رسمها حيث قبل البدء في الرسم تم منعي من ذلك ولم يجيء في بالهم أنني سأرسم صورة للملك سلمان بهذا الشكل، أخذت علبتي دون شعورهم وبدأت في الرسم وكتبت عليها (دمعة وطن) وغادرت المكان».
ذلك الشاب الفنان الصغير العاشق لوطنه أصبح قارئا جيدا يحاول بين الحين والآخر تغذية فكره ثقافيا، طموحاته كبيرة، مشاعره كبيرة وإحساسه عميق ينقل حبه على جدران بلاده هزه وجدانه لحظة انطلاق «عاصفة الحزم» فأخذ حقيبته وراح يتجول في شوارع عروس البحر الأحمر لنقل محبته لوطنه. وبين كل مرحلة وطنيه تجد «كلاخ» حاضرا. قال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «طموحي كبير أن أرفع اسم وطني عاليا وأن أساهم في تقديم أي شيء لهذا البلد الغالي أنا أحاول أن أقدم الجمال والإبداع والسعادة للناس سلاحي هي رسوماتي سأطورها وأنشرها وأتمنى أن يضع لي مكان في إحدى شوارع السعودية وأقدم فيها مناظر جمالية وفنية وبإذن الله - والحديث لكلاخ - طموحي أن أكون واحدًا من أفضل عشرة رسامين في العالم».
«كلاخ» فنان سعودي.. ينقل عشقه الإبداعي من جدار لآخر
الشاب الصغير يطمح إلى أن يكون من أفضل 10 رسامين في العالم
«كلاخ» فنان سعودي.. ينقل عشقه الإبداعي من جدار لآخر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة