الأمن الجزائري يعتقل صحافيين ونشطاء حقوقيين في مظاهرة تعارض ترشح بوتفليقة لولاية رابعة

أحد أبرز المرشحين للرئاسة يعلن انسحابه من المنافسة

مواجهات بين محتجين ضد ترشح الرئيس الجزائري لولاية رابعة وقوات الأمن في الجزائر أمس (رويترز)
مواجهات بين محتجين ضد ترشح الرئيس الجزائري لولاية رابعة وقوات الأمن في الجزائر أمس (رويترز)
TT

الأمن الجزائري يعتقل صحافيين ونشطاء حقوقيين في مظاهرة تعارض ترشح بوتفليقة لولاية رابعة

مواجهات بين محتجين ضد ترشح الرئيس الجزائري لولاية رابعة وقوات الأمن في الجزائر أمس (رويترز)
مواجهات بين محتجين ضد ترشح الرئيس الجزائري لولاية رابعة وقوات الأمن في الجزائر أمس (رويترز)

نددت «الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان»، بـ«العنف الذي مارسته الشرطة» عندما فرقت أمس بالعاصمة عشرات المتظاهرين تجمعوا للتعبير عن رفضهم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لانتخابات الرئاسة التي ستجري في 17 من الشهر المقبل.
وقال رئيس «الرابطة» نور الدين يسعد في بيان: «إن العشرات من الأشخاص تعرضوا للعنف على أيدي أفراد حفظ الأمن العام، وتم اعتقالهم لا لشيء إلا أنهم حاولوا تنظيم مظاهرة سلمية للتعبير عن رفضهم لولاية رابعة»، في إشارة إلى إعلان ترشح بوتفليقة لفترة رئاسية رابعة، الأسبوع الماضي، على لسان رئيس الوزراء عبد المالك سلال.
وأوضح البيان أن عدة صحافيين ونشطاء حقوقيين اعتقلوا في المظاهرة، وأدان بشدة «منع مواطنين ومواطنات من ممارسة حقهم في التعبير والتظاهر السلمي». واعتبرت المنظمة الحقوقية «هذه الممارسات التي تعكس التردي المستمر لأوضاع الحريات والحقوق في الجزائر، رغم رفع حالة الطوارئ». وأعلن بوتفليقة في 2011 إلغاء حالة الطوارئ التي تم فرضها في 1992 على خلفية اندلاع أعمال إرهابية، عقب تدخل الجيش لوقف زحف الإسلاميين إلى السلطة. ورغم إلغائها ظلت المسيرات والمظاهرات ممنوعة في البلاد. وطالبت «الرابطة» الحكومة بـ«الوفاء بتعهداتها المحلية والدولية في مجال احترام حقوق الإنسان». وقالت إنها «تشهد الرأي العام المحلي والدولي على انحرافات السلطات الجزائرية، في مرحلة تتسم بتوتر سياسي واقتصادي واجتماعي».
وأفرجت الشرطة بعد ظهر أمس على الصحافيين والناشطين السياسيين، وأشخاص ينتمون لفئات اجتماعية كثيرة يرون أن ترشح بوتفليقة لولاية رابعة «يكرس الفساد»، وطالبوه بـ«التخلي عن الكرسي». ويعاني الرئيس منذ قرابة العام من تبعات الإصابة بجلطة في الدماغ، أفقدته التحكم في بعض وظائفه الحسية.
وقد طوقت قوات مكافحة الشغب «الجامعة المركزية»، منذ الصباح الباكر على إثر تداول «نداء ضد الولاية الرابعة»، تداولته شبكات التواصل الاجتماعي، منذ يومين. ودعا أصحابه إلى تنظيم مظاهرة عند مدخل الجامعة. ولم تتبن أية جهة سياسية ولا أي تنظيم مهني أو اجتماعي المبادرة.
وكتب الصحافي عبد النور بوخمخم، الذي كان من بين المعتقلين، في صفحته بـ«فيسبوك»: «لا للولاية الرابعة.. لا لمشروع القضاء على الدولة.. مكانك (بوتفليقة) معزز مكرم مع ممرضتك وعائلتك.. ليس فوق رؤوس 40 مليون جزائري رغما عنهم».
وفي سياق متصل بالانتخابات، أعلن سفيان جيلالي رئيس الحزب المعارض «جيل جديد» أمس، في مؤتمر صحافي بالعاصمة، انسحابه من الاستحقاق بحجة أنه محسوم سلفا لصالح الرئيس، الذي اتهمه بـ«تدبير انقلاب على المسار الانتخابي». وقال سفيان إنه لا يدعو الجزائريين إلى مقاطعة مكاتب التصويت «لأنه لا توجد انتخابات أصلا».
وانتشر أنصار بوتفليقة في الشركات والإدارات والجامعات، وحتى في الشوارع لجمع التوقيعات (60 ألف توقيع على الأقل) التي يفرضها قانون الانتخابات. ولا يوجد أدنى شك لدى غالبية الجزائريين، بأن الرئيس سيكتسح نتائج الانتخابات وأن بقية المرشحين مجرد «ديكور» في العملية، ومن أبرز هؤلاء رئيس الحكومة السابق علي بن فليس والأمينة العامة لـ«حزب العمال» اليساري لويزة حنون، التي قال عنها بوتفليقة عام 2008 «أعطوني 20 امرأة مثل حنون فأشكل حكومة كلها نساء».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».