إسرائيل تقتل فلسطينيًا طعن مجندة.. ومسن يقضي مختنقًا بالغاز

«اليونيسكو» تدين أعمالها في القدس بعد سحب الفلسطينيين بندًا يعد حائط البراق ضمن الأقصى

أقارب الشاب أحمد السرحي الذي قتلته القوات الإسرائيلية قبل يومين ينتحبون خلال تشييع جنازته في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة (رويترز)
أقارب الشاب أحمد السرحي الذي قتلته القوات الإسرائيلية قبل يومين ينتحبون خلال تشييع جنازته في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة (رويترز)
TT

إسرائيل تقتل فلسطينيًا طعن مجندة.. ومسن يقضي مختنقًا بالغاز

أقارب الشاب أحمد السرحي الذي قتلته القوات الإسرائيلية قبل يومين ينتحبون خلال تشييع جنازته في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة (رويترز)
أقارب الشاب أحمد السرحي الذي قتلته القوات الإسرائيلية قبل يومين ينتحبون خلال تشييع جنازته في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة (رويترز)

قتلت إسرائيل بالرصاص فلسطينيًا قرب رام الله أقدم على طعن مجندة إسرائيلية وصفت جروحها بالخطيرة، في حين قضى رجل مختنقًا بقنابل الغاز المسيل للدموع في الخليل، بعد ساعات من إعدام القوات الإسرائيلية فتيين من المدينة نفسها، بدعوى محاولتهما تنفيذ عملية طعن ليلة الثلاثاء/ الأربعاء.
وقالت الشرطة الإسرائيلية، إن مجندة في قيادة الجبهة الداخلية، قتلت فلسطينيًا أقدم على طعن مجندة أخرى وأصابها بجراح خطيرة قرب مستوطنة «آدم» شرق رام الله، كما اعتقلت آخر يعتقد أنه شريك للمنفذ.
واتضح لاحقًا أن منفذ الهجوم هو معتز قاسم (22 عامًا) من العيزرية في القدس. وبعد ساعات، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن «استشهاد» المسن هاشم العزة، جراء استنشاقه للغاز السام في منطقة «شارع الشهداء»، وسط مدينة الخليل. وأشارت الوزارة في بيان صحافي، إلى أن الرجل تعرض للاختناق بالغاز السام، ثم أعلن عن وفاته في مستشفى الخليل الحكومي.
وأضافت أنه «(باستشهاد) المواطن هاشم يونس يرتفع عدد (الشهداء) إلى 53 (شهيدًا) في الضفة الغربية وقطاع غزة».
وكانت قوات إسرائيلية قتلت في وقت متأخر من أول من أمس، بدم بارد، فتيين في الخليل، هما بشار نضال الجعبري (15 عامًا)، وحسام إسماعيل الجعبري (17 عامًا). ونشرت مواقع إسرائيلية صورة لهما مضرجين بدمائهما، وقالت الشرطة الإسرائيلية إنهما حاولا تنفيذ عملية طعن في المكان الذي قضيا فيه، إلى جانب عمارة الرجبي قرب مستوطنة كريات أربع. وذكرت القناة العبرية الثانية، أن جنديًا أصيب بجروح سطحية في الحادث. لكن الفلسطينيين شككوا في الرواية الإسرائيلية، واتهموا الجيش بإعدام الفتيين من دون أن يشكلا أي خطر يذكر. وفجرت عملية إعدام الفتيين مواجهات ليلية في الخليل، أعقبها محاولة فتاة تنفيذ عملية في مستوطنة يتسهار في نابلس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوده لاحظوا الفتاة استبرق نور، من قرية مادما القريبة تحمل سكينًا، بينما كانت تقترب من حدود المستوطنة، وتم إطلاق النار عليها بعدما رفضت أوامرهم بالتوقف، فأصابوها بيدها قبل اعتقالها.
واستمرت المواجهات أمس، في معظم مناطق الضفة الغربية، وشهدت بيت لحم ورام الله والخليل أعنفها، وخلفت إصابات بالرصاص واختناقًا. وهاجم الفلسطينيون الجنود الإسرائيليين عند الحواجز بالحجارة والزجاجات الحارقة، ورد الجنود بإطلاق النار الحي والمطاط والقنابل الغازية. وبحسب إحصاءات وزارة الصحة، فإن عدد القتلى من الفلسطينيين بلغ حتى أمس «(53 شهيدًا) و1900 إصابة».
وضمن محاولات إخماد الهبة الفلسطينية الحالية، واصلت إسرائيل حملة الاعتقالات في الضفة الغربية والداخل كذلك. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها بدأت حملة اعتقالات واسعة في صفوف الشباب والصبايا اليهود والعرب، الذين قالت إنهم يبثون سموم التحريض العنصري العنيف والحض على القتل. وإنها اعتقلت في الموجة الأولى 80 شخصًا. وأكدت الشرطة أنها أقامت دائرة خاصة في صفوف قواتها، لملاحقة أولئك الذين يديرون حملات التحريض الفتاكة، وأنها ستواصل الحملة حتى تقليص الظاهرة إلى الحد الأدنى. ولم توضح الشرطة كم هي نسبة اليهود أو العرب من المعتقلين، الأمر الذي جعل النائب طلب أبو عرار عن القائمة المشتركة، يقول: «آمل ألا تكون هذه الحملة موجهة فعليًا ضد العرب ويعتقلون بعض اليهود للزينة». إلى ذلك، صادقت منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) على مشروع القرار الذي طرحته الدول العربية بشأن الوضع في القدس، وذلك بعد أن تم حذف المادة التي كانت تنص على اعتبار حائط البراق (المبكى) جزءًا من المسجد الأقصى. وقد أيدت مشروع القرار 26 دولة، في حين عارضته 6 دول.
ويندد القرار بالحفريات الأثرية التي تقوم بها إسرائيل في محيط المسجد الأقصى ومناطق أخرى في القدس، كما أنه يدعوها إلى إزالة الحرم الإبراهيمي في الخليل وقبة راحيل شمال بيت لحم من قائمة الآثار التراثية الإسرائيلية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.