أسماء عالمية ومبدعون مستقلون يرسمون وجه الفخامة الجديدة

«أسبوع دبي للساعات» يختتم اليوم فعالياته على دقات عصرية تجمع الابتكار بالاختراع

ستيفن فورسيه يشرح التكنولوجيا التي تتضمنها ساعات «غروبل آند فورسيه»
ستيفن فورسيه يشرح التكنولوجيا التي تتضمنها ساعات «غروبل آند فورسيه»
TT

أسماء عالمية ومبدعون مستقلون يرسمون وجه الفخامة الجديدة

ستيفن فورسيه يشرح التكنولوجيا التي تتضمنها ساعات «غروبل آند فورسيه»
ستيفن فورسيه يشرح التكنولوجيا التي تتضمنها ساعات «غروبل آند فورسيه»

ما لا يختلف عليه اثنان أن المنتجات المترفة تبحث عن المال، سواء تعلق الأمر بالطبقات الأرستقراطية والأثرياء، أو الطبقات المتوسطة المتنامية المتعطشة للحياة اللذيذة. وبما أنه ليس هناك أكثر من الساعات المعقدة ترفا وجذبا للأثرياء وهواة الاقتناء، فقد أصبحت لها هي الأخرى أسابيع، على غرار أسابيع الموضة، كما لها عواصم مهمة تحط فيها الرحال لاستعراض آخر الطرازات والإصدارات، نذكر منها جنيف وبازل وهونغ كونغ، وطبعا دبي. فهذه الأخيرة أصبحت الأمل بالنسبة لكثير من صناع الساعات بعد تباطؤ الاقتصاد الصيني في الآونة الأخيرة. ففي 2014، صدرت سويسرا ساعات بقيمة قياسية بلغت 24.3 مليار دولار، كان نصيب سوق الإمارات منها 4.6 في المائة، أي زيادة بنسبة 8.9 في المائة مقارنة بعام 2013. دور كبير في هذا النجاح يعود إلى مؤسسة «أحمد صديقي وأولاده»، التي تتمتع بنحو 65 منفذ بيع بمختلف أرجاء الإمارات، وكانت لها رؤية سابقة لأوانها من حيث احتضان أسماء مبتكرين مستقلين إلى جانب الأسماء العالمية المعروفة، ما يجعلها أهم مؤسسة بيع تجزئة في الشرق الأوسط في هذا المجال.
أهمية هذه الأسابيع، أو المعارض، تكمن أولا في تحريك السوق، وثانيا في خلق بيئة مناسبة، تتيح لعشاق الساعات تجريب ومعاينة آخر الطرازات عن قرب، بالإضافة إلى طرح أسئلة مباشرة على خبرائها ومهندسيها. وهذا تحديدا ما وفره «أسبوع دبي للساعات» الذي افتتح أبوابه في الـ19 من الشهر الحالي، وانتهى اليوم مخلفا أصداء طيبة ومتفائلة بمستقبل هذا القطاع في المنطقة. فقد استضاف نحو 30 متحدثًا ألقوا كلمات بينهم أوريل باكس، رئيس شركة «باكس آند روس» الاستشارية بمجال الساعات، التي وقعت عقد شراكة مؤخرًا مع قسم الساعات الجديد لدى دار مزادات «فيليبس»، فضلا عن تنظيمه جلسة نقاشية حصرية مع كارل فريدريخ شوفيلي، بصفته مؤسس دار «Chopard Manufacture» في فلورييه بسويسرا. وقد تحدث خلال الجلسة الحوارية المفتوحة عن مسيرة تصميم وإنتاج نخبة من أرقى الساعات السويسرية.
هذا عدا عن مشاركة شركات مهمة بإصداراتها الأخيرة، مثل «إيه لانغيه آند صونه» و«أوديمار بيغيه» و«بريتلينج» و«بولغاري» و«شوبارد» و«بولغاري» و«دو غريسغونو» و«إف بي جورن» و«هوبلو» و«إتش واي تي» و«آي دبليو سي» و«لوي مونيه» و«مون بلان» و«بانيراي» و«لوي مونيه» و«ريتشارد ميل» و«تاغ هوير» و«تيفاني أند كو» و«فاشرون كونستانتين».
ويأتي هذا المعرض متممًا لمعرضين آخرين ينعقدان في إطار «أسبوع دبي للساعات» بمركز دبي المالي العالمي، أولهما المعرض المتنقل لجائزة جنيف الكبرى للساعات الفخمة (GPHG) الذي يتضمن الاختيارات الأولية الرسمية المتنافسة على جائزة «جنيف الكبرى» للساعات الفخمة 2015، وثانيهما معرض «ريبيلز أوف هورولوجي» الذي يسلط الضوء على الإبداعات الفذة لدُور الساعات المستقلة.
ما يُحسب للمعرض الذي تنظمه مؤسسة «أحمد صديقي وأولاده»، أنه رغم سنواته الغضة، خطى خطوات كبيرة إلى الأمام، ما يجعل الكل متحمسا لحضوره والمشاركة فيه هذا العام، بمن فيهم هواة الاقتناء، حسب قول مليكة يازدجري، رئيسة شؤون الاتصالات لدى «أحمد صديقي وأولاده» التي أكدت أن «عددًا من هواة جمع الساعات أيضا يحضرونه ومعهم ساعاتهم في جيوبهم» لتقييمها أو استعراضها بفخر.
كما عُرضت 72 قطعة تتنافس على الجوائز الـ16 السنوية لـ«غراند بري»، والتي من المقرر توزيعها في جنيف في 29 أكتوبر (تشرين الأول) . غير أن اللافت في المعرض قسم خصص لصناع مستقلين، لكنهم مبدعون بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بعنوان «ذا ريبيلز أوف هورولوجي» The Rebels of Horology يتم الاحتفاء فيه بأحدث الإبداعات من كل من «بوفيه»، و«كابيستان»، و«دي بيثون»، و«غروبل فورسيه»، و«هاوتلينس»، و«لوران فيرييه»، و«إم بي آند إف»، و«موريتز غروسمان»، و«إتش موزير آند سي»، و«ريتشارد ميل»، و«أورويرك إس إيه».
وشرحت هند صديقي، المدير التنفيذي للتسويق لدى مجموعة «أحمد صديقي وأولاده» المنظمة لـ«أسبوع دبي للساعات» قائلة إن «التركيز هنا يكون على سمات الحرفية الفنية والإبداع الذي يتسم به قطاع صناعة الساعات حين (تمزج بين الفن والتكنولوجيا لإبداع إصدارات محدودة من الساعات المصنوعة يدويًا تستهوي عشاق اقتناء الساعات الفريدة والفاخرة)». لكن حتى يفهم الزوار هذه التقنيات العالية التي ترقى أحيانا إلى مستوى الاختراعات، فإن معرض «ريبيلز أوف هورولوجي» منبر للتعريف بكيفية صناعة كل إصدار محدود من البداية حتى النهاية. أي من وضع التصور الأولي مرورًا باستخدام الأدوات البسيطة كالمبرد والمفكات لابتكار وتصميم شكل هذه الآلات الزمنية المعقدة، وصولاً إلى اللمسات والإضافات اليدوية الأخيرة. من أهم المشاركين هنا ستيفن فورسي، أحد مؤسسي «غروبل فورسي»، وفيليكس بومغارتنر، أحد مؤسسي «أورويك»، اللذان يعتبران من بين أسماء قليلة تحاول أن تسلك خطا مختلفا ومتمردا إلى حد ما على صناعة تهيمن عليها مجموعات ضخمة.
فأي شخص يمكن أن يمتلك ساعة «روليكس»، لكن أن يمتلك ذوقًا رفيعًا ورؤية تجعله يقدر الأسماء المستقلة ويفهمها فهذا ما لا يمتلكه سوى قلة من العارفين الواثقين من أنفسهم، لما تنطوي عليه العملية من مخاطر، بالنظر إلى أن أغلب الزبائن يميلون نحو الأسماء التجارية المعروفة. وربما هذا ما يجعل الخطوة التي أخذتها مؤسسة «صديقي» بضم هؤلاء المصنعين المستقلين، شجاعة وفي غاية الأهمية.
في هذا الصدد، اعترفت يازدجري أن سوق الشراء تغيرت نوعا ما في الشرق الأوسط، حيث قالت «قبل الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم في 2008، كانت طريقة الشراء في المنطقة مختلفة عما هي عليه الآن، كنا نستقبل عملاء يطلبون رؤية أغلى ساعة أو ساعة مثقلة بالألماس، لكن على مدار الأعوام السبعة أو الثمانية الماضية، لاحظنا تغيرا ملموسا ما يثلج الصدر لأن جهودنا في تثقيف الزبائن أعطى ثماره».
لهذا السبب تنظم المؤسسة كثيرا من الأنشطة على مدار السنة هدفها «تسليط الضوء على الحرفية لأن الناس تحتاج إلى فهم هذا الجانب حتى تقدر صناعة الساعات بشكل حقيقي». ويوافق رأي ماكسيميليان بوسير، مؤسس ومدير «إم بي آند إف»، وهي علامة تجارية مستقلة بمجال الساعات، مع كلام يازدجي حيث يقول : «الأربع سنوات أو الخمس الأخيرة شهدت تغييرًا هائلاً، لقد التقيت كثيرا من جامعي الساعات المعروفين في دبي، ولمست كيف يميلون إلى اقتناء مجموعات مثيرة للاهتمام».
وتجدر الإشارة هنا إلى أن التغير في الذائقة العربية ترافق مع تغير في خريطة السوق العالمية. فعلى امتداد الأعوام الـ10 الماضية، ظل الاهتمام منصبا على السوق الصينية، وكانت كل الآمال معقودة عليها، إلا أنها شهدت تباطؤا في السنوات الأخيرة بسبب قانون منع تقديم الهدايا وغيرها، الأمر الذي جعل صناع الساعات الفاخرة يوجهون أنظارهم نحو منطقة الشرق الأوسط. في البداية اعتقدوا أن القطع شديدة الزخرفة هي طريقهم إلى هذه السوق، لكن سرعان ما انتبهوا إلى أنهم يحتاجون إلى أكثر من ذلك لكسب قلوبهم والوصول إلى جيوبهم.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.