تعطلت جلسة تمهيدية قبل محاكمة خمسة من معتقلي غوانتانامو والمشتبه بهم في هجمات 11 سبتمبر (أيلول) قبل أمس (الاثنين) بعد أقل من عشر دقائق على بدئها عندما طلب موقوف يمني الدفاع عن نفسه في القضية التي تصل العقوبة فيها إلى الإعدام، إذ قال وليد بن عطاش المتهم بإدارة معسكر لتنظيم القاعدة في أفغانستان لمحاميه إنه «لم يعد يثق بهم»، كما استفسر عن حقه في استخدام الإنترنت لأغراض البحث في المسائل القانونية، وإمكانية التحدث مباشرة مع زملائه المتهمين تحت عباءة الحصانة القانونية.
وقال بن عطاش من خلال مترجم قبل أن يأمره القاضي الكولونيل جيمس بول بالسكوت بسبب مخاوف أمنية: «لدينا مشكلات كثيرة في المعسكر لها الأولوية على أي شيء نناقشه هنا في المحكمة».
بدورها، قالت شيريل بورمان محامية عطاش بعد أن تحدثت إليه على انفراد إن عطاش «يشعر أنه لم يسترح من التعذيب وأن كل شيء هنا مدبر من قبل حكومة الولايات المتحدة». كما شككت بورمان من انتهاكات للامتيازات الممنوحة للمحامي وموكله في السجن في كوبا. واستشهدت بوضع أجهزة تنصت في غرف الاجتماعات وبواقعة استولى خلالها حراس السجن على مستندات قانونية من زنزانة عطاش.
ولا يزال القاضي بانتظار مزيد من المعلومات سيوفرها ممثلو الادعاء التابعون للحكومة الأميركية قبل أن يبت في طلب المتهم قبل استئناف الإجراءات في معتقل بالقاعدة البحرية الأميركية في غوانتانامو بكوبا، التي يتم مراقبتها من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة قرب واشنطن.
وبحسب وسائل إعلام أميركية، فمن المقرر أن تستغرق الجلسات التمهيدية لمحاكمة بن عطاش وشركائه المشتبه بهم أسبوعين. وكانت قد تعثرت منذ العام الماضي، بعد أن اكتشف محامو الدفاع أن مكتب التحقيقات الاتحادي «إف بي آي» يراقبهم. وكان محامو الدفاع قد وضعوا في صدارة أجندتهم القانونية قضية الخصوصية بين المحامي وموكله. وأمر بول بإجراء تغييرات في نظام الصوت بحيث لا تلتقط «الميكروفونات» المثبتة بقاعة المحكمة محادثات المحامين مع موكليهم، إلا أن محامي الدفاع نوهوا بأنهم يعتقدون أن اجتماعاتهم مع موكليهم خارج قاعة المحكمة تجري مراقبتها بهدف جمع معلومات واستخدامها من قبل الادعاء ضد موكليهم.
وتلك ليست هي الحادثة الوحيدة التي يشعر فيها الموقوفون بأن محاكماتهم ليست عادلة، ففي فبراير (شباط) واجه بن عطاش تهديدا بالطرد من قاعة المحكمة بعدما احتج على تفتيش زنزانته واختفاء رسائل تبادلها مع محاميه بينما كان يحضر الجلسة. ووفقا لما جاء في مدونة كتبها أحد العاملين بمعهد بروكينغز الأميركي للأبحاث آنذاك، حاول بن عطاش الكلام أثناء الجلسة باللغة العربية، مطالبا القاضي بالاستماع إليه ليخبره بأمر مهم. لكن صياح بن عطاش كان غير عادي، إذ إن المتهمين لا يسمح لهم بالكلام إلا على منصة الشهود.
وخلال محاكمات المتهمين الخمسة عام 2008، كان يحق لهم أن يمثلوا أنفسهم من دون اللجوء إلى محامي دفاع، إلا أن الكونغرس الأميركي قام بتعديل القوانين القضائية في المحاكمات. ووفقا لذلك بدأت سلسلة محاكمات جديدة للمتهمين عام 2012.
يذكر أن بن عطاش سجين يمني رهن الاعتقال دون محاكمة في غوانتانامو، وتقول السلطات العسكرية الأميركية إنه أقر بالتدبير لتفجير المدمرة الأميركية «يو إس إس كول» في اليمن عام 2000، وهو الهجوم الذي أدى إلى مقتل 17 بحارا أميركيا حسب حصيلة البنتاغون.
يمني من معتقلي غوانتانامو يطلب الدفاع عن نفسه بنفسه خلال محاكمته
وليد بن عطاش متهم بإدارة معسكر لتنظيم القاعدة في أفغانستان
يمني من معتقلي غوانتانامو يطلب الدفاع عن نفسه بنفسه خلال محاكمته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة