أمازيغ المغرب يرفضون نتائج إحصاء رسمي أظهرهم أقلية في البلاد

كشفت أن نسبة المتحدثين بالأمازيغية لا يتجاوز 27 %

أمازيغ المغرب يرفضون نتائج إحصاء رسمي أظهرهم أقلية في البلاد
TT

أمازيغ المغرب يرفضون نتائج إحصاء رسمي أظهرهم أقلية في البلاد

أمازيغ المغرب يرفضون نتائج إحصاء رسمي أظهرهم أقلية في البلاد

أعلن أمازيغ المغرب رفضهم للنتائج التي أفرزها الإحصاء العام للسكان، التي كشفت أن نسبة المتحدثين بلغتهم الأصلية في البلاد لا تتجاوز 27 في المائة، مقابل 89 في المائة يتحدثون العربية، مشيرين إلى أنه يراد من خلال تلك النتائج إظهارهم على أنهم أقلية في البلاد.
وكان المندوب العام للتخطيط (بمثابة وزير تخطيط) أحمد الحليمي علمي قد كشف أن نسبة الذين يتحدثون الأمازيغية تصل إلى 27 في المائة فقط. وهي نسبة موزعة بين اللهجات الثلاث، إذ إن 15 في المائة يتحدثون تشلحيت، و7.6 في المائة تمازيغت، و4.1 في المائة تاريفيت. كما كشف الحليمي أن الأمازيغية أقل تداولا في المدن، إذ تصل إلى 20 في المائة، مقابل 36.6 في المائة في القرى.
ويعتزم التجمع العالمي الأمازيغي عقد مؤتمر صحافي غدا بالرباط، للإعلان عن موقفه الرافض للأرقام التي أعلنت عنها مندوبية التخطيط التي أنجزت الإحصاء العام للسكان والسكنى العام الماضي، وهي الأرقام التي اعتبرها التجمع «فاقدة للمصداقية» بسبب «الارتجالية والاختلالات المتعمدة من قبل الحليمي لجعل الأمازيغ أقلية».
وانتقد التجمع تراجع نسبة الناطقين بالأمازيغية من 28 في المائة في الإحصاء الذي أجري عام 2004 إلى 27 في المائة في الإحصاء الأخير الذي كرس، من وجهة نظره، «وضعية الأقلية الهامشية للأمازيغ».
وكان عدد من الجمعيات الأمازيغية دعت إلى مقاطعة عملية الإحصاء التي جرت في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، وذلك احتجاجا على تضمن استمارة الإحصاء سؤالا يتعلق بمدى معرفة الأمازيغ القراءة والكتابة بحرف تيفيناغ، وذلك بحكم أن نسبة قليلة من الأمازيغ يتقنون القراءة والكتابة بهذا الحرف.
وجرى إقرار تيفيناغ حرفا لتدريس اللغة الأمازيغية في المدارس، وذلك في سياق مسلسل إدراج هذه اللغة في التعليم، إلا أنه لم تبلغ نسبة تعميم تدريس اللغة الأمازيغية إلا 14 في المائة.
وكشفت نتائج الإحصاء التي أغضبت الأمازيغ أيضا، أنه فيما يخص اللغات المقروءة والمكتوبة، فإن 99.4 في المائة من المغاربة المتعلمين والمتجاوزين سن 10 أعوام، ممن يعرفون قراءة وكتابة لغة واحدة على الأقل، باستطاعتهم قراءة وكتابة اللغة العربية، في حين تأتي اللغة الفرنسية في المرتبة الثانية بـ66 في المائة، متبوعة باللغة الإنجليزية في المرتبة الثالثة بـ18.3.
وأصبحت الأمازيغية لغة رسمية في المغرب إلى جانب اللغة العربية، في دستور 2011. وأقر الدستور إصدار قانون تنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، بيد أن هذا القانون لم يخرج بعد إلى حيز الوجود رغم مرور أربع سنوات من عمر الحكومة التي يرأسها حزب «العدالة والتنمية».
ومن المقرر أن تعد الحكومة القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية خلال العام الحالي قبل انتهاء ولايتها، طبقا لما ينص عليه الدستور.
وعاتب العاهل المغربي الملك محمد السادس حكومة عبد الإله ابن كيران خلال افتتاحه البرلمان قبل أسبوعين على تأخرها في إخراج ما تبقى من القوانين التنظيمية، ودعا الملك محمد السادس الحكومة والمؤسسات التشريعية إلى ضرورة الالتزام بالفصل 86 من الدستور، وإصدار تلك القوانين، ومن بينها القانون التنظيمي للغة الأمازيغية، إلى جانب القانون التنظيمي الخاص بالإضراب، ومجلس الوصاية على العرش. وحث على ضرورة تغليب روح التوافق الإيجابي بين الأفرقاء السياسيين، معتبرا العربية والأمازيغية عنصر وحدة وطنية. كما دعا الحكومة إلى إخراج المؤسسات التي نص عليها الدستور ومنها المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية.
في السياق ذاته، دعت «الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية» إلى جعل يوم 13 أكتوبر (تشرين الأول) من كل سنة، الذي يصادف يوم الكشف عن نتائج الإحصاء «يوم النكبة المغربية»، وذلك بالنظر إلى ما أقرت به الدولة من كون سياساتها المتبعة، هي التي أفضت إلى تراجع الناطقين بالأمازيغية، وحملت «الفيدرالية» الدولة مسؤولية «ما يحدث لهوية المغرب الأصلية عبر سنها سياسة تعريب ماسحة للهوية الأمازيغية بدعوى محاربة الفرنكوفونية». وذهبت إلى حد مطالبة الدولة «بالاعتذار الرسمي عن الانتهاكات الجسيمة التي طالت ملف الأمازيغية والأمازيغ، ووضع مخطط استعجالي لإنقاذها».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.