قادة فلسطينيي الـ48 يرفضون أسلوب عملية بئر السبع ويؤكدون سلمية نضالهم

جهود كبيرة لكي لا يدفع عرب النقب ثمن العملية التي نفذها أحد شبانهم

قادة فلسطينيي الـ48 يرفضون أسلوب عملية بئر السبع ويؤكدون سلمية نضالهم
TT

قادة فلسطينيي الـ48 يرفضون أسلوب عملية بئر السبع ويؤكدون سلمية نضالهم

قادة فلسطينيي الـ48 يرفضون أسلوب عملية بئر السبع ويؤكدون سلمية نضالهم

منذ أن كشفت الشرطة الإسرائيلية أن الشاب الذي نفذ عملية بئر السبع، وطعن جنديا وخطف سلاحه وقتله، وأصاب جنودا ومواطنين آخرين، وقادة عرب النقب وقادة فلسطينيي 48 (المواطنين العرب في إسرائيل)، يبذلون المساعي للتنكر لهذه العملية، ورفضها، مبدئيا، كأسلوب كفاح، ولمنع الانتقام منهم وتدفيعهم ثمنها.
وكانت العملية قد وقعت في مساء الأحد، عندما وصل إلى محطة الباصات المركزية في مدينة بئر السبع، جنوب إسرائيل، الشاب مهند العقبي (21 عاما)، وهو من أبناء قبيلة العقبي المقيمين في قضاء بلدة حورا، وكان يحمل مسدسا وسكينا. والتقى الجندي الإسرائيلي عومري ليفي، وطعنه بالسكين، ثم أطلق عليه النار وأرداه قتيلا. وخطف بندقية إم 16 التي كان يحملها، وراح يطلق الرصاص منها على الجنود والمارة، فأصاب أربعة جنود وسبعة مدنيين بجراح، ثلاثة منهم جراحهم بليغة.
وتسبب الحادث في بلبلة وفوضى عارمة. فقد راح الجنود والمواطنون يهربون في كل اتجاه، إلى أن جاءت فرقة قتالية من حرس الحدود، المدربين على مثل هذه المعارك، وأطلق أفرادها الرصاص على الشاب العقبي وأردوه قتيلا. وكان الجنود والمواطنون قد اشتبهوا قبل ذلك، بأن هناك شريكا للعقبي ذا بشرة سمراء، فلحقوا به وأطلقوا عليه الرصاص. وعندما سقط على الأرض مستسلما، راحوا يضربونه بقبضاتهم ويركلونه بأرجلهم ويحطمون رأسه بالآلات الحادة، ثم تبين أنه مهاجر من أفريقيا يعمل في المكان، وأنه لا علاقة له بالقضية، ومن شدة ذهوله لم يصرخ ليوضح ذلك.
ثم كانت الصدمة، عندما تبين أن الشاب مواطن عربي في إسرائيل من سكان النقب. وداهمت المخابرات بيته وبيت أحد أقاربه المشتبه بأنه ساعده في العملية، وهرب. وفي الحال، اجتمع رؤساء البلديات وقادة الجمهور العربي في النقب واستنكروا العملية. وقال عضو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، طلب أبو عرار، وهو من قادة الحركة الإسلامية ونائب عن القائمة المشتركة، إن «عرب النقب والجماهير العربية بشكل عام في إسرائيل، يديرون نضالا صارما ضد الاحتلال وممارساته القمعية، وضد سياسة التمييز والاضطهاد التي تتبعها حكومة إسرائيل ضد مواطنيها العرب، ولكننا لا نتبع أسلوب العنف. نضالاتنا سلمية وحسب، ولا نقبل بتشويهها بعمليات مسلحة».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.