مسؤول فلسطيني لـ {الشرق الأوسط}: لا نعول على كيري ونرفض هيمنة واشنطن على مسار السلام

وصفه بالمنحاز وقال إنه سيسمع من عباس أن أي تحرك يجب أن يستند إلى إنهاء الاحتلال

مسؤول فلسطيني لـ {الشرق الأوسط}: لا نعول على كيري ونرفض هيمنة واشنطن على مسار السلام
TT

مسؤول فلسطيني لـ {الشرق الأوسط}: لا نعول على كيري ونرفض هيمنة واشنطن على مسار السلام

مسؤول فلسطيني لـ {الشرق الأوسط}: لا نعول على كيري ونرفض هيمنة واشنطن على مسار السلام

قال مسؤول فلسطيني لـ«الشرق الأوسط» أمس، بأن السلطة الفلسطينية لا تعول على دور وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي يفترض أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس نهاية الأسبوع الحالي في العاصمة الأردنية عمان، بعد أن يكون قد التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ألمانيا الأربعاء، واصفا كيري بالمنحاز إلى إسرائيل ويكيل بمكيالين.
واتهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، الوزير كيري بأنه يتحرك لهدف واحد هو إخماد الهبة الشعبية الحالية، والتغطية على جرائم الاحتلال التي يشاهدها العالم أجمع وترقى إلى مستوى جرائم حرب. وقال: إن كيري سيسمع من عباس، أن أي تحرك، الآن، يجب أن يستند إلى إنهاء الاحتلال ضمن سقف زمني واضح وبضمانات دولية أوضح، ولا شيء غير ذلك.
وشدد على أنه لا عودة أبدا للسيناريوهات القديمة.
وتابع أبو يوسف: «الإدارة الأميركية فشلت في رعاية مسار المفاوضات، ونحن نعتقد أنه لا يجب أن تبقى هذه الإدارة مهيمنة على رعاية العملية السياسة، وهذا يفتح الباب أمامنا، الآن، من أجل تدويل القضية الفلسطينية، سعيا لتدخل دولي فعال من أجل حماية الشعب الفلسطيني ووضع حد وسقف زمني لإنهاء الاحتلال الجاثم على صدورنا».
واستبعد أبو يوسف أن ينتهي لقاء الرئيس عباس والوزير كيري باتفاق أو إلى أي نتيجة. وقال: «كيري يريد من لقائه نتنياهو أولا، بحث استراتيجيات إخماد الهبة الحالية وإنقاذ إسرائيل من مساءلتها أمام العالم عن جرائم العصابات التي تقوم بها. لذلك نحن لا نعول على الموقف الأميركي، بل نعول على صمود شعبنا واستمرار الالتفاف حول الهبة الجماهيرية (..) سياسة الإدارة الأميركية أصبحت مكشوفة وتكيل بمكيالين بشكل سافر، وتعادي قضايا الشعب الفلسطيني». وأضاف: «سيسمع كيري أنه لا يمكن التعايش مع الاحتلال وإرهابه وسياساته، وسيعرف أن ما بعد خطاب الرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة ليس كما قبله».
وردا على سؤال حول آليات التحرك الفلسطيني، قال أبو يوسف، وهو عضو اللجنة السياسية المصغرة في القيادة التي ترسم السياسات الفلسطينية: «آلياتنا الآن هي الذهاب إلى مجلس الأمن، لوضع مشاريع قرارات حول الدولة والقدس الاستيطان والإعدامات، وأيضا إلى مجلس حقوق الإنسان للاضطلاع بدوره ووقف الإعدامات الميدانية ضد شعبنا، إضافة إلى الذهاب إلى المحكمة الجنائية من أجل إحالة دعاوى جادة فيما يتعلق بجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال». وتابع: «هذه هي آلياتنا الآن وليس انتظار كيري، أو الرباعية الدولية التي لم تحقق أي شيء للقضية الفلسطينية، بحكم هيمنة الإدارة الأميركية عليها». وأردف: «اسمعوا ما يقول كيري حتى قبل أن يصل لاستخلاص ماذا يريد».
وكان كيري الذي أعلن أنه سيلتقي نتنياهو وعباس الأسبوع الحالي، من أجل تطويق «الأحداث»، رفض، بالأمس، فقط، الاقتراح الفرنسي القاضي بنشر مراقبين دوليين في المسجد الأقصى. وقال في تصريح أدلى به في العاصمة الإسبانية مدريد: «تدرك إسرائيل وتعي أهمية الحفاظ على الوضع القائم في الأقصى، ومن المهم للجميع أن يدركوا أهميته وماهيته، وهناك حاجة لتوضيح الإجراءات والقواعد الخاصة بذلك» وأضاف الوزير الأميركي: «ليس فقط الولايات المتحدة هي من يعارض الاقتراح الفرنسي بل إسرائيل والأردن أيضا». كما قال كيري بأن لإسرائيل «كل الحق في حماية مواطنيها من أعمال العنف العشوائية». وطالب بوقف أعمال العنف داعيًا الفلسطينيين والإسرائيليين إلى «ضبط النفس». وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك في مدريد مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو: «نريد عودة الهدوء ونريد أن يتوقف العنف». وأوضح أنه ليس لديه «توقعات محددة من الاجتماعات المقبلة مع الفلسطينيين والإسرائيليين هذا الأسبوع».
ومع الغضب الفلسطيني من الإدارة الأميركية والرباعية الدولية، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله الاتحاد الأوروبي إلى تبني مسار سياسي جديد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وعمليات الاستيطان، وإعادة إحياء العملية السلمية وفق معايير جديدة، تضمن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس.
وشدد الحمد الله خلال لقائه مبعوث الاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، فرناندو جنتيليني، في مكتبه برام الله، على أن أي مبادرة لإحياء العملية السلمية مع إسرائيل، وعودة المفاوضات بين الجانبين، يجب أن تكون وفق جدول زمني محدد وبضمانات دولية، يتم خلاله الاتفاق على قضايا الحل النهائي، مشيرا إلى ضرورة قيام المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل تنفيذ التزاماتها تجاه العملية السلمية. وطالب الحمد الله الاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات جدية وفاعلة لوقف جرائم الاحتلال والمستوطنين، وتحريض الحكومة الإسرائيلية على القيادة الفلسطينية. كما طالب المجتمع الدولي بتطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحق الفلسطينيين في الحرية والعودة، مشيرا إلى أهمية دعم الدول الأوروبية لكافة جهود القيادة وعلى رأسها الرئيس عباس، في استصدار قرار دولي يحدد سقفا زمنيا لإنهاء الاحتلال، ويضمن إنهاء الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.