الهلال والأهلي.. سباق ناري نحو نهائي آسيا

حسابات فرص التأهل المتعددة تشعل المواجهة الكبرى.. والأنظار على إدواردو وليما

ليما («الشرق الأوسط»)  -  جانب من لقاء الذهاب بين الفريقين في الرياض («تصوير: سعد العنزي»)
ليما («الشرق الأوسط») - جانب من لقاء الذهاب بين الفريقين في الرياض («تصوير: سعد العنزي»)
TT

الهلال والأهلي.. سباق ناري نحو نهائي آسيا

ليما («الشرق الأوسط»)  -  جانب من لقاء الذهاب بين الفريقين في الرياض («تصوير: سعد العنزي»)
ليما («الشرق الأوسط») - جانب من لقاء الذهاب بين الفريقين في الرياض («تصوير: سعد العنزي»)

يقف فريقا الهلال السعودي ونظيره أهلي دبي الإماراتي أمام خطوة وحيدة تفصلهما عن بلوغ المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا، وذلك عندما يلتقيان مجددا، مساء اليوم الثلاثاء، في إياب دور نصف النهائي على ملعب راشد بالنادي الأهلي في مدينة دبي الإماراتية، بعد أن تقابل الطرفان في الرياض سبتمبر (أيلول) الماضي في مواجهة انتهت بالتعادل الإيجابي للطرفين بهدف لمثله.
ويتطلع الهلال إلى تكرار بلوغه للمباراة النهائية للبطولة القارية للعام الثاني على التوالي بعدما نجح في النسخة الماضية بالتأهل وملاقاة سيدني ويسترن الأسترالي الذي ظفر باللقب على حسابه، إلا أن المهمة الزرقاء هذا المساء لا تبدو سهلة خاصة في ظل امتلاك الفريق الإماراتي للأفضلية وفقا لنتيجة الذهاب.
ويملك الهلال السعودي في هذه المواجهة أكثر من فرصة شريطة أن يزور شباك النادي الإماراتي بهدفين في أقل الأحوال، فخياراته للتأهل تبدو في تحقيقه للفوز بأي نتيجة كانت، إضافة للتعادل الإيجابي بأكثر من هدف، بينما سيكون التعادل السلبي كافيا لفريق الأهلي لانتزاع بطاقة العبور نحو المباراة النهائية إضافة إلى تحقيقه للفوز الذي سيكفل له بلوغ النهائي القاري، بينما سيقود التعادل الإيجابي بهدف لمثله المباراة للأشواط الإضافية لحسم اللقاء ومعرفة هوية الفريق المتأهل. وتلقى الهلال ضربة موجعة بتأكد غياب حارسه الأساسي خالد شراحيلي الذي اتخذ اليوناني دونيس مدرب الفريق عقوبة انضباطية جريئة بحقه إثر تغيبه عن التدريب الأخير للفريق دون عذر مقنع وحضوره في الجزء الأخير من المران، ليرفض المدرب مرافقة اللاعب للبعثة المغادرة لمدينة دبي الإماراتية، مفضلا أن يكون الانضباط هو السمة الأبرز في الفريق.
وسيكون هذا القرار محمولا على جانبين وذلك في حال فوز الفريق وبلوغه المباراة النهائية سينجح اليوناني دونيس وتزداد أسهمه وشعبيته في الأوساط الجماهيرية، أما في حال خسارة الفريق وتوديعه البطولة القارية، فإن سهام الانتقادات ستوجه للمدرب الذي أبعد اللاعب في مرحلة حرجة من المنافسات الآسيوية.
وينضم الحارس خالد شراحيلي إلى قائمة العناصر المؤثرة التي ستغيب عن هذه المواجهة ويحضر في مقدمتها المدافع البرازيلي ديغاو الذي يقضي عقوبة انضباطية تمثلت في إيقافه لمباراتين على خلفية أحداث مباراة لخويا في دور ربع النهائي وذلك بعدما قام المدافع بضرب لاعب الفريق القطري دون كرة ليصدر الاتحاد القاري بحقه عقوبة الإيقاف مضى منها مباراة وتبقت أخرى.
بينما ينضم لقائمة الغائبين عن هذه المواجهة لاعب خط محور الارتكاز سلمان الفرج الذي يغيب بداعي الإيقاف إثر حصوله على بطاقة صفراء في المواجهة الأخيرة أمام أهلي دبي الإماراتي، وأحرج معها الفرج مدرب فريقه اليوناني دونيس، بعدما تحصل على البطاقة في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة.
ويتوقع أن يجري المدرب عددا من التغييرات نتيجة الغيابات في صفوف الفريق، حيث ستكون حراسة المرمى بين فهد الثنيان أو عبد الله السديري الغائب عن المنافسات منذ فترة طويلة، بينما يتوقع أن يحضر في خط الدفاع كل من ياسر الشهراني وأحمد شراحيلي ومحمد جحفلي والكوري كواك تاي هي ومحمد البريك.
أما في وسط الميدان فسيكون سعود كريري أحد أبرز اللاعبين العائدين للقائمة الأساسية للفريق الأزرق حيث تبدو المهمة كبيرة على عاتقه في التصدي لهجمات الفريق الإماراتي ومنع أي محاولات هجومية تهدد مرمى فريقه، بينما سيحضر على الجانب الهجومي البرازيلي كارلوس إدواردو كأبرز الأسماء التي يعول عليها الفريق الهلالي في حسم المباراة من خلال صناعة الأهداف أو تسجيلها. وانتعش الفريق بتماثل لاعب خط وسطه سالم الدوسري للشفاء بعدما ظل لفترة طويلة حبيسا لغرفة العلاج منذ نهاية المواجهة السابقة في نهاية سبتمبر المنصرم، حيث تم استبعاده عن قائمة المنتخب السعودي الأول الذي كان يقيم معسكرا إعداديا في مدينة جدة مطلع الشهر الحالي وذلك لظروف الإصابة، وسيكون الدوسري أحد أبرز الأسماء التي يعول عليها اليوناني دونيس.
وكما جرت العادة سيوجد المهاجم البرازيلي أيلتون ألميدا وحيدا في خط المقدمة، رغم تردد بعض الأنباء الإعلامية عن رغبة المدرب في الزج بناصر الشمراني كمهاجم ثان يساعده ألميدا في الهجمات والبحث عن إنهاء المواجهة لصالح الفريق الأزرق، إلا أن مدرب الفريق أكد مؤخرا في تصريحاته لموقع النادي الرسمي أنه لن يغير طريقته بوجود خمسة مدافعين ومهاجم وحيد، مشيرا إلى أنها مناسبة للفريق وناجحة.
في المقابل يتوقع أن يلجأ مدرب الفريق الإماراتي للنهج الدفاعي كونه يدخل المباراة بأفضلية الهدف الذي سجله في أرض الهلال مما يعني أن التعادل السلبي سيمنحه بطاقة العبور نحو المباراة النهائية، ويجيد الروماني كوزمين أولاريو مدرب الفريق النهج الدفاعي بصورة محكمة حتى بات سمة واضحة لأي فريق يقوده المدرب الروماني منذ أن كان يشرف على فريق الهلال.
وسجل ليما 11 هدفا في المباريات التسع الرسمية التي خاضها حتى الآن في كل المسابقات، منها 3 أهداف في دوري أبطال آسيا و4 في الدوري ومثلهما في كأس الرابطة.
ويعود سبب تألق ليما إلى وجود صانع ألعاب مميز يمده بالكرات هو مواطنه إيفرتون ريبيرو الذي كان ضمن تشكيلة البرازيل المشاركة في بطولة «كوبا أميركا» الأخيرة في تشيلي، إضافة إلى مساندة المهاجم الدولي أحمد خليل والجناح إسماعيل الحمادي.
ويملك الأهلي لاعبين مميزين في كل الخطوط بوجود أحمد محمود (ديدا) في حراسة المرمى والكوري الجنوبي كيونغ وون وعبد العزيز هيكل وسالمين خميس وعبد العزيز صنقور ووليد عباس في الدفاع والثنائي الدولي ماجد حسن وحبيب الفردان في الوسط.
وتضم تشكيلة الأهلي أيضا المغربي أسامة السعيدي لاعب ليفربول الإنجليزي السابق، لكن كوزمين لا يعتمد عليه أساسيا ويفضل عليه دائما مهاجمين يطبقون فلسفته في الارتداد الدفاعي.
وينضم إلى جوار ليما أحد أبرز اللاعبين الحاليين في الكرة الإماراتية وهو أحمد خليل الذي ظهر بصورة فنية مميزة في مواجهة الذهاب، إضافة إلى تألقه في مباراة منتخب بلاده الأخيرة التي خاضها أمام المنتخب السعودي ونجح في تسجيل هدف متقن في شباك حارس الأخضر السعودي خالد شراحيلي، حيث سيمثل الثنائي ليما وأحمد خليل تهديدا صريحا على شباك فريق الهلال.
ويحتاج أهلي دبي اليوم إلى الفوز بأي نتيجة أو التعادل صفر - صفر لتحقيق طموحه بأن يكون ثاني فريق إماراتي يتأهل إلى النهائي بعد العين عامي 2003 (فاز باللقب على حساب تيرو ساسانا التايلاندي) و2005 (خسر أمام الاتحاد السعودي).
وقدم الأهلي بقيادة الروماني كوزمين أولاريو الذي سبق له تدريب الهلال عامي 2008 و2009.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».