هادي يجتمع مع مستشاريه لحسم الدعوة الأممية لعقد جولة جديدة مع الانقلابيين

الحكومة اليمنية: الدعوة تتضمن ثلاثة مرتكزات.. ولا وجود لما يسمى بالنقاط السبع

جانب من اجتماع الرئيس اليمني، والمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وبحضور خالد بحاح (سبأ)
جانب من اجتماع الرئيس اليمني، والمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وبحضور خالد بحاح (سبأ)
TT

هادي يجتمع مع مستشاريه لحسم الدعوة الأممية لعقد جولة جديدة مع الانقلابيين

جانب من اجتماع الرئيس اليمني، والمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وبحضور خالد بحاح (سبأ)
جانب من اجتماع الرئيس اليمني، والمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وبحضور خالد بحاح (سبأ)

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر يمنية، أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، سيدعو مستشاريه والحكومة وقيادات الأحزاب السياسية إلى اجتماع يعقد اليوم، وذلك لتحديد موقف موحد من الشرعية اليمنية، والقوى السياسية، من دعوة الأمم المتحدة، إلى عقد جولة جديدة من المشاورات مع الحوثيين وصالح، لتنفيذ قرار مجلس الأمن «2216».
وأوضحت المصادر في اتصال هاتفي أن الرئيس هادي، سيعرض الرسالة الذي تلقاها من بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، وقام بتسليمها، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي، لأخذ رؤية الحكومة اليمنية، والقوى السياسية، من الدخول في الجولة الجديدة من المباحثات، على أن يجري ذلك بالتزامهم بتطبيق القرار الأممي «2216»، خصوصا أن الحكومة الشرعية أمهلت الأمم المتحدة 48 ساعة للرد عليهم.
واستقبل الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي لدى اليمن، بحضور خالد محفوظ بحاح، نائب الرئيس رئيس الوزراء، وتطرق الاجتماع إلى رسالة الأمين العام للأمم المتحدة، وتضمنت عقد جولة جديدة من المشاورات مع الحوثيين وصالح لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216.
وأعرب بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالته التي وجهها للرئيس اليمني، تقديره لهادي لتصميمه على التوصل إلى تسوية سلمية للصراع في اليمن، وعزمه على مواصلة العمل لتحقيق هذه الغاية مع المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أن الميليشيا الحوثية وحلفاءهم، قبلت بتنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2216، قبل البدء بمحادثات سلام، مشيرًا إلى أن المبعوث الأممي ولد الشيخ حث الحوثيين وحلفاءهم تقديم بيان واضح عن قبولهم لقرارات مجلس الأمن «2216».
ولفت مون إلى أن المشاورات التي يعتزم المبعوث الأممي عقدها تستند بقوة على قرارات مجلس الأمن «2216»، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، مبينًا أن مبعوثه إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، قد أكد أن الحوثيين وحلفاءهم نقلوا قبولهم الواضح بالقرار «2216» خلال نقاشاتهم الأخيرة معه.
وطالب بان كي مون، الحكومة الشرعية، بالمشاركة في جولة جديدة من المشاورات لوضع نهاية سريعة للقتال وعودة البلاد إلى انتقال سلمي ومنظم يمكن التوصل لها من خلال هذه الجولة الجديدة من المشاورات.
إلى ذلك، أكد راجح بادي الناطق الرسمي باسم الحكومة لوكالة الأنباء اليمنية، أنه لا وجود حاليًا لما يُسمى بالنقاط السبع أو غيرها، وأن الدعوة الأممية ستتركز على ثلاثة مرتكزات فقط، هي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216 والقرارات الدولية ذات الصلة، مشيرًا إلى أن الحكومة اليمنية سترد رسميًا على الدعوة الأممية خلال 48 ساعة.
وذكر بادي أن الحكومة الشرعية تمد يدها للسلام وإحلال الأمن والاستقرار في ربوع اليمن، وقال: «نحن حريصون على إنجاح الجهود الأممية ومبعوثها الخاص لليمن الذي يبذل جهودًا دؤوبة من أجل تنفيذ القرار الأممي «2216» واستئناف العملية السياسية في اليمن».
وكان نائب الرئيس اليمني، التقى مع المبعوث الأممي لليمن، في اجتماع آخر، وأشار ولد الشيخ إلى أسفه وإدانته للتفجيرات الأخيرة التي استهدفت مقر وجود الحكومة في عدن، كما أكد حرصه على استئناف العملية السياسية في القريب العاجل، وأن يتم التوصل إلى مخرج آمن عن طريق تنفيذ قرار مجلس الأمن «2216»، دون قيد أو شرط تلتزم به كل الأطراف.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.