انتقد رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال تأويلات أعطيت لعزل مدير المخابرات الجنرال توفيق الشهر الماضي، وشدد على صعوبة الظرف الاقتصادي المتميز بانخفاض مداخيل البلاد، ما دفع الحكومة إلى اعتماد سياسة تقشف، تثير حاليا مخاوف قطاعات واسعة من الجزائريين.
وقال سلال أمس في خطاب بمناسبة انطلاق أشغال «اجتماع الثلاثية» بين الحكومة والنقابة المركزية، ومنظمات أرباب العمل الخواص في مدينة بسكرة (400 كلم جنوب العاصمة)، إن «أولئك الذين يكتفون بالنقد، ويدفعون إلى العزوف والاستقالة الجماعية، عليهم أن يدركوا أنهم لا يخدمون بلادهم بالتصرف على هذا النحو، وأن مسؤوليتهم الحقيقية تكمن في الانخراط في الشأن العام حتى نتمكن جميعا من المساهمة في التجديد الوطني.. إنني لا يمكنني أن أتصور أن هناك جزائريين غير مبالين بمستقبل أبنائهم». ولم يذكر من يقصد بالتحديد، لكن يفهم من كلامه أن المستهدف هو المعارضة بسبب طريقة تعاطيها مع التغييرات العميقة التي أجراها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في جهاز المخابرات خلال المدة الأخيرة، والتي عدتها «صورة من صراع حاد بين أجنحة النظام».
وقال سلال عن خصومه إن الحكومة «تدرك أن التغييرات (في المخابرات) ستقابلها مقاومات ومحاولات معارضتها بدافع العادات والمصالح». لكن لم يوضح سلال ما يقصد بـ«المصالح».
يشار إلى أن الرئيس عزل مدير المخابرات في 13 من الشهر الماضي، وخلف ذلك زلزالا سياسيا في البلاد، إذ قالت الصحافة المحلية إن بوتفليقة «نحى توفيق بسبب وقوفه ضد ترشحه لولاية رابعة» في انتخابات الرئاسة التي جرت في ربيع العام الماضي، وقد ودفع هذا الجدل الحاد بالرئاسة إلى إصدار بيان الخميس الماضي، جاء فيه أن التغييرات التي طالت المخابرات «تندرج في إطار إصلاحات دستورية».
وأفاد سلال بنبرة تهديد «لن تفقد الجزائر توازنها مطلقا مع الرئيس بوتفليقة، فحكومته هنا من أجل خدمة الشعب والذود عن ديمومة الدولة مهما كان الثمن»، مضيفا أن «الجزائريين عندما توحدوا استطاعوا أن يكتسحوا المستعمر، وأن يتصدوا للهمجية والظلامية. وها نحن نحيي هذه الأيام الذكرى العاشرة للسلم والمصالحة، وبالتالي فلن يمنعنا ظرف اقتصادي، حتى وإن كان صعبا، من بناء جزائر القرن 21، بواسطة اقتصاد ناشئ»
وتناول «اجتماع الثلاثية» خطة الخروج من التبعية إلى النفط والغاز وإنعاش الاقتصاد، وذلك بإعطاء نفس قوي للزراعة والصناعة. وحول هذا الموضوع قال سلال «إن الفرص المتاحة للشباب في شتى الميادين فريدة، وهي حقيقة ملموسة، خاصة في ميادين التعليم والتشغيل والسكن والمقاولة»، موضحا أنه «إذا كان رئيس الدولة شخصيا يثق فيهم، ويعلق عليهم آمالا كبيرة، فإنه يتعين عليهم أن يكونوا في مستوى عظمة بلادهم من حيث الابتكار والإبداع، وسنكون إلى جانبهم باستمرار. وفي كل الأحوال لا يمكننا الفرار من قدرنا وهو بناء اقتصاد قوي».
وتحمل المعارضة الحكومة مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية، بذريعة أن الراحة المالية التي توفرت لديها في السنوات العشر الماضية: «وظفتها في مشاريع اقتصادية غير مجدية، وقد طالتها أيادي المفسدين». فيما يبدي المراقبون تشاؤما بخصوص الصحة المالية للبلاد، بسبب عجز خطط حكومية سابقة في وضع حد للتبعية المفرطة لمبيعات المحروقات، التي تراجعت إلى النصف في ظرف عام.
الجزائر: سلال يهاجم المشككين في أهداف التغييرات التي طالت جهاز المخابرات
قال إن الذين يكتفون بالنقد لا يخدمون بلادهم.. ولا يساهمون في التجديد الوطني
الجزائر: سلال يهاجم المشككين في أهداف التغييرات التي طالت جهاز المخابرات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة