عدن تحتفل بالذكرى الـ52 لثورة 14 أكتوبر وتحريرها من الحوثيين

عشرات الآلاف احتشدوا في ساحة الحرية وأعلنوا تضامنهم مع قوات التحالف وجددوا رفضهم للإرهاب

يمنيون يحتفلون بذكرى انتصار ثورة 14 اكتوبر في عدن ويرفعون صورة خادم الحرمين الشريفين تعبيرا عن شكرهم للسعودية التي ساهمت في تحرير مدينتهم (غيتي)
يمنيون يحتفلون بذكرى انتصار ثورة 14 اكتوبر في عدن ويرفعون صورة خادم الحرمين الشريفين تعبيرا عن شكرهم للسعودية التي ساهمت في تحرير مدينتهم (غيتي)
TT

عدن تحتفل بالذكرى الـ52 لثورة 14 أكتوبر وتحريرها من الحوثيين

يمنيون يحتفلون بذكرى انتصار ثورة 14 اكتوبر في عدن ويرفعون صورة خادم الحرمين الشريفين تعبيرا عن شكرهم للسعودية التي ساهمت في تحرير مدينتهم (غيتي)
يمنيون يحتفلون بذكرى انتصار ثورة 14 اكتوبر في عدن ويرفعون صورة خادم الحرمين الشريفين تعبيرا عن شكرهم للسعودية التي ساهمت في تحرير مدينتهم (غيتي)

احتشد عشرات الآلاف أمس، في ساحة الحرية (العروض سابقا) بحي خور مكسر وسط عدن، احتفالا بالذكرى الـ52 لثورة 14 أكتوبر التي قامت ضد الاستعمار البريطاني من ردفان في العام 1963. وفي الاحتفالية، التي كانت على فترتين، صباحية ومسائية، شهدت الساحة مهرجانا خطابيا وعرضا عسكريا، بدأه مئات من ضباط شرطة المرور بعرض عسكري طاف في أرجاء الساحة وتبعه عرض عسكري رمزي للمقاومة الجنوبية شاركت فيه عدد من الكتائب وبمشاركة مئات من أفراد المقاومة الجنوبية.
وردد المتظاهرون شعارات تؤكد وقوفهم جنبا إلى جنب مع دول التحالف العربي وفي المقدمة قادة وشعبا السعودية والإمارات العربية المتحدة في محاربة الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، وجددوا رفضهم المطلق للتطرف والإرهاب في الجنوب.
ورفع المتظاهرون في ساحة المهرجان لوحة كبيرة عليها صور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وأمير دولة الإمارات وعلما البلدين وتوسطهم شعار المقاومة الجنوبية، ويأتي ذلك تعبيرًا من أبناء الجنوب عن شكرهم وامتنانهم للموقف العروبي لدول التحالف العربي وعلى رأسهم السعودية.
وشارك في إحياء الفعالية عشرات الآلاف من الجنوبيين قدموا من مدن المهرة وحضرموت وشبوة وأبين ولحج والضالع وردفان ويافع وسقطرى وعموم ربوع الجنوب وتضمنت الفعالية 3 رسائل بحسب أحاديث متفرقة لنشطاء جنوبيين مع «الشرق الأوسط»، وضمن تلك الرسائل رفضهم للإرهاب وتضامنهم المطلق واللامحدود مع قوات التحالف وشهداء السعودية والإمارات.
وفي الفترة المسائية أقيم المهرجان الرئيسي لفعالية الذكرى الـ52 لثورة 14 أكتوبر والذي شهد أيضا عرضا عسكريا رمزيا لمئات من أفراد المقاومة الجنوبية وألقيت كلمة عن أسر شهداء ثورة 14 أكتوبر كما تضمن البرنامج عددا من الكلمات والفقرات الاحتفالية.
وفي غضون ذلك أوضح الناشط باسل الحريري نائب رئيس اللجنة الإعلامية للفعالية بأن عروضا عسكرية استعراضية للمقاومة الجنوبية وفعالية حاشدة للاحتفال بالذكرى الثانية والخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيدة شهدتها ساحة العروض بحي خور مكسر وسط عدن جدد من خلالها شعب الجنوب تمسكه في تحرير بلاده وحقه في الحرية والاستقلال واستعادة دولته كاملة السيادة على حدود مايو (أيار) 1990م وجدد فيها مناهضته للتطرف والإرهاب كما جدد إعلان تضامنه اللامحدود مع قوات التحالف العربي وفي المقدمة قادة وشعبا السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ويتنفس الجنوبيون الصعداء في ذكراهم الثامنة من مسيرة نضالهم التحرري في الحراك الجنوبي السلمي الذي تحول اليوم إلى مقاومة جنوبية مسلحة تمكنت بمساندة قوات التحالف العربي من تحرير مدن الجنوب محافظة تلو الأخرى من القوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح وميليشيا الحوثيين التي غزت عدن والجنوب أواخر مارس (آذار) الماضي لهذا العام لكن 2015 لم يكن كما 1994م.
من جهتها، قالت الناشطة في الحراك السلمي الجنوبي سعاد علوي لـ«الشرق الأوسط» بأن ثورة 14 أكتوبر «هي احتفالية تتويج لنصرهم الجديد على ميليشيات الحوثي وعلي عبد الله صالح خلال هذه الحرب والتي قدم فيها الشعب الجنوبي من خلال مقاومته البطلة آلاف الشهداء والجرحى وما لحق بمدنه وقراه من تدمير»، وإن «ذلك النصر الذي تحقق في الجبهات الجنوبية بمساعدة من دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات وكان لتحرير العاصمة عدن، بحسب سعاد علوي، أثر كبير على نفوس كل الجنوبيين من المهرة إلى باب المندب مرورًا بكل الجزر الجنوبية منها سقطرى وميون لذا حق لهم الاحتفال.
وتضمن البيان الصادر عن الفعالية جملة من الرسائل، إحداها إلى دول التحالف، حيث أكدت الرسالة أن «ما حدث من انتصارات للمقاومة الجنوبية لم يكن له أن يتحقق دون دعمكم ورعايتكم الملموسة كما أنه في الوقت نفسه لم يكن لكم أن تحققوا ذلك النصر دون إرادة وبسالة المقاومة الجنوبية فقد حدث في هذه الحرب تحالف الضرورة ضد العدو المشترك»، وعبر البيان عن شكر وتقدير شعب الجنوب لدول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات العربية المتحدة لمواقفهما الإيجابية إلى جانب شعب الجنوب ومقاومته الباسلة في تحرير محافظات الجنوب من ميليشيات الحوثي وعلي عبد الله صالح (عفاش).



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.