دبلوماسي أميركي يقر بمصداقية مجلس حقوق الإنسان المغربي

رئيسه يدعو الحكومة والبرلمان إلى الانتظام في إحالة القوانين إليه لدراستها

دبلوماسي أميركي يقر بمصداقية مجلس حقوق الإنسان المغربي
TT

دبلوماسي أميركي يقر بمصداقية مجلس حقوق الإنسان المغربي

دبلوماسي أميركي يقر بمصداقية مجلس حقوق الإنسان المغربي

قال ماثيو لوسنهوب القائم بالأعمال بالسفارة الأميركية في الرباط إن المغرب «قام بخطوات إيجابية كبيرة عام 2013، في مجال تعزيز حقوق الإنسان»، مشيرا إلى التزام الحكومة المغربية بإصلاح سياستها حول الهجرة، والدور المتنامي للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بوصفه مدافعا ذا مصداقية واستباقية لحماية حقوق الإنسان وجبر الضرر.
وأوضح لوسنهوب، في بيان أصدرته أول من أمس السفارة الأميركية في الرباط بمناسبة إصدار الخارجية الأميركية لتقريرها السنوي حول ممارسات حقوق الإنسان في العالم، أن بلاده تتطلع إلى «الجهود المستمرة للحكومة المغربية في مجالات أخرى، بما في ذلك ضمان الحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات».
وأشار الدبلوماسي الأميركي إلى أن «المغرب حقق إنجازا آخر في مجال حقوق الإنسان، ويتعلق بإلغاء المادة 475 من قانون العقوبات، بيد أنه لم يجر إدراجه في هذا التقرير، ولكن سيجري التطرق إليه في تقرير العام المقبل»، مشيرا إلى أن الأمر له علاقة فقط بالتوقيت والمواعيد السنوية لتقديم هذا التقرير، ولا ينتقص بأي شكل من الأشكال من الأهمية التي نوليها لالتزام المغرب بحماية النساء والعمل من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين.
وكان البرلمان المغربي قد صادق في 23 يناير (كانون الثاني) الماضي على إلغاء المادة 475 من القانون الجنائي التي كانت تتيح لمن غرر بفتاة قاصر الزواج بها للإفلات من العقاب، وذلك تحت ضغط كبير من الجمعيات الحقوقية المحلية والدولية.
ونوه لوسنهوب بتعاون المؤسسات الحكومية في إنجاز التقرير، وقال «نحن نقدر تعاون ودعم الحكومة المغربية الوثيق خلال صياغة تقرير حقوق الإنسان لعام 2013. فمجموعة واسعة من الوزارات والدوائر الحكومية أجابت عن الأسئلة، وقدمت إحصاءات ساعدت على تحسين مستوى التفاصيل المعروضة في التقرير لهذا العام».
وذكر المسؤول الأميركي بأن الولايات المتحدة والمغرب يجمعهما حوار طويل حول حقوق الإنســـــان. وهو ما أشار إليه الملك محمد السادس والرئيس أوباما في بيانهما عقب اللقاء الذي جمعهما في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأضـــــــاف أن البلدين ملتزمان بتعميق الحوار المســـــــتمر بينهما في مجال حقـــــــــوق الإنسان، الذي كان آليــــــة منتجــــــــــة وقيمـــــــة لتبادل الآراء والمعلومات.
وفي موضوع ذي صلة، دعا إدريس اليزمي، رئيس المجلس المغربي لحقوق الإنسان، الحكومة والبرلمان إلى إحالة مشاريع ومقترحات القوانين المعدة من قبلهما بشكل منتظم على مؤسسته، من أجل دراستها وتقديم ما يلزم من مقترحات بشأنها.
وأوضح اليزمي الذي كان يتحدث أمس في افتتاح الدورة السادسة العادية للمجلس، أن المجلس سيواصل من موقعه كمؤسسة وطنية مستقلة وبمقاربة تشاركية ومندمجة رفع التحديات المطروحة بشأن رفع جودة وملاءمة المنظومة القانونية للبلاد مع مقتضيات الدستور وأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان، كما أن المجلس يتطلع إلى تمتين التفاعل الإيجابي مع المؤسستين التشريعية والتنفيذية، بشأن مشاريع القوانين المعروضة للنقاش، أو التي ستعرض خلال الدورة التشريعية المقبلة وذات الصلة بالحقوق والحريات الأساسية للمواطنين، ومن بينها مشروع مدونة الصحافة، والحق في الحصول على المعلومة، والطب الشرعي، والأمراض العقلية، والعمال المنزليين.
ونوه اليزمي بإحالة الحكومة والبرلمان بعض مشاريع النصوص القانونية التي سبقت دراستها وتقديم المشورة بصددها، ويتعلق الأمر بمسودتي مشروعي القانونين التنظيميين بشأن المجلس الأعلى للسلطة القضائية والنظام الأساسي للقضاة.
وقال اليزمي إن المجلس سيواصل مجهوده الفكري والعلمي للمساهمة في تفعيل الدستور لأن الكثير من مقتضياته ما زالت بحاجة إلى تعميق التفكير وإذكاء الوعي بصددها، وعلى رأسها المقتضيات المتعلقة بالديمقراطية التشاركية والحق في تقديم العرائض والمبادرة التشريعية والأدوار المنوطة بالمجتمع المدني ومؤسسات الحكامة الجيدة.
وسينكب المجلس خلال هذه الدورة على دراسة المذكرات التي أعدها بالإضافة إلى تقديم آرائه الاستشارية بشأن عدد من القوانين الهامة، ويتعلق الأمر بمشروع مذكرة حول القانون الخاص بمناهضة العنف ضد النساء، ومشاريع مذكرات بشأن حرية الجمعيات، ومسطرة العفو، والعقوبات البديلة. كما ستتدارس الدورة مشروعي مذكرتين تكميليتين بشأن القانون التنظيمي بمثابة النظام الأساسي للقضاة، ومشروع القانون التنظيمي للمجلس الأعلى للسلطة القضائية بالإضافة لخلاصات دراسة بشأن حرية التجمع والتظاهر السلمي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».