إعادة التحقيق في تقرير غارسيا حول عملية التصويت لمونديالي روسيا وقطر

الأموال التي حصل عليها بلاتيني غير مسجلة في الفيفا.. ولجنة الإصلاحات تجتمع الجمعة

بلاتر لحظة إعلان فوز قطر بتنظيم مونديال 2022 (رويترز)
بلاتر لحظة إعلان فوز قطر بتنظيم مونديال 2022 (رويترز)
TT

إعادة التحقيق في تقرير غارسيا حول عملية التصويت لمونديالي روسيا وقطر

بلاتر لحظة إعلان فوز قطر بتنظيم مونديال 2022 (رويترز)
بلاتر لحظة إعلان فوز قطر بتنظيم مونديال 2022 (رويترز)

تعقد لجنة الإصلاحات التي شكلها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اجتماعها الثاني من 16 إلى 18 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في مدينة برن السويسرية، أي قبيل الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية للفيفا في الـ20 منه، في الوقت الذي تسربت فيه معلومات عن فتح السلطات القضائية السويسرية تحقيقات جديدة تتعلق بالتقارير التي أعدها المدعي العام الأميركي السابق مايكل غارسيا حول عملية التصويت لحصول روسيا وقطر على مونديالي 2018 و2022.
وكانت لجنة الإصلاحات برئاسة السويسري فرنسوا كارار عقدت اجتماعها الأول مطلع الشهر الماضي، وناقشت كثيرا من الإصلاحات من دون أن تقدم أي مقترحات على أن تقدمها بعد اجتماعها الثالث في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل قبل أن يتم اعتمادها من اللجنة التنفيذية للفيفا قبل نهاية العام الحالي.
ومن المتوقع أن تناقش اللجنة إضافة إلى الإصلاحات التي يجري إعدادها مسألة تأجيل موعد انتخابات رئاسة الفيفا المقررة في 26 فبراير (شباط) 2016، وذلك بعد قرار لجنة القيم في الاتحاد الدولي بإيقاف رئيسه السويسري جوزيف بلاتر والفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي المرشح الأقوى لخلافته لمدة 90 يوما بسبب قضايا فساد.
وتجتمع اللجنة التنفيذية للفيفا في 20 من الشهر الحالي برئاسة الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لاتخاذ قرار التأجيل في حال الاتفاق عليه.
وتولى حياتو رئاسة الاتحاد الدولي بالوكالة كونه أقدم نواب رئيس الفيفا، وهو كان تحدث عن تأجيل الانتخابات بقوله: «كل شيء مرتبط بلجنة الإصلاحات التي ستجتمع قريبا. إذا كانت الفترة الزمنية قصيرة (من أجل تحقيق الإصلاحات اللازمة قبل الانتخابات)، فيجب أن تتقدم باقتراحات. إذا ارتأت أن المهلة الزمنية قصيرة، فهي تملك صلاحية القول. لم نحصل على الوقت الكافي لتحقيق الإصلاحات، وعلى الأرجح هناك حاجة إلى التمديد».
وكان الاتحاد الدولي شكل في يوليو (تموز) لجنة لإجراء الإصلاحات تتألف من 15 عضوا بمن فيهم رئيسها بمعدل اثنين عن كل اتحاد قاري (آسيا وأفريقيا وأوروبا وأوقيانيا وأميركا الجنوبية والكونكاكاف)، إضافة إلى عضوين يمثلان الرعاة التجاريين.
من جهتها أشارت لجنة القيم إلى أن مبلغ المليوني دولار التي حصل عليها بلاتيني من بلاتر في 2011 نظير عمل استشاري قام به الأول لصالح الفيفا لم يكن مدونا بحسابات الاتحاد الدولي ولا توجد به أي وثائق.
وكان مارك تنبوكن المتحدث باسم لجنة القيم قد أوضح أن إيقاف بلاتيني جاء متوافقا مع التحقيقات التي جرت معه واستمرت نحو 5 ساعات وأنه لم يكن «ضروريا» الاستماع إلى رئيس الاتحاد الأوروبي مجددا.
وأوضح تنبوكن في بيان أن حجة محامي ميشال بلاتيني التي بحسبها أن «موكلهم لم يحظ بإمكانية الدفاع عن نفسه أمام غرفة الحكم التابعة للجنة الأخلاق قبل إيقافه 90 يوما، ليست صحيحة».
إلى ذلك سيعاد فتح ملف تقارير المدعي العام الأميركي السابق مايكل غارسيا حول عملية التصويت لحصول روسيا وقطر على مونديالي 2018 و2022.
ويذكر أن القاضي الألماني هانز يواكيم إيكرت رئيس غرفة الحكم في لجنة القيم بالفيفا كان يرى في نوفمبر الماضي أن تقرير غارسيا يحمل معلومات حول «سلوك مشبوه» خلال عملية التصويت، لكنه لا يصل إلى حد سحب الاستضافة. لكن غارسيا تقدم باستئناف طالبا نشر تقريره كاملا ومتهما القائمين على الفيفا بمحاولة تضليل الرأي العام، لكن الفيفا رفض مقترحه متعللا بأن نشر التقرير لن يفيد، بل سيزيد من تعقيد الموقف، وهو ما أدي إلى تقدم غارسيا باستقالته.
لكن منذ ذلك الوقت وزلزال الفساد يضرب الفيفا، حيث تم وقف سبعة مسؤولين في كرة القدم العالمية في زيوريخ بطلب من القضاء الأميركي خلال مايو (أيار) الماضي ومنهم عضوا اللجنة التنفيذية في الفيفا جيفري ويب من جزر الكايمان واوجينيو فيغويريدو من الأوروغواي. كما وجهت تهما إلى 14 شخصا (منهم 9 مسؤولين حاليين وسابقين في الفيفا) بتهم فساد وغسل أموال تصل إلى 150 مليون دولار منذ عام 1990.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».