الخرطوم تؤكد التحاق نحو 70 شابًا بينهم فتيات بتنظيم داعش

السودان يتخذ إجراءات مشددة للحد من السفر إلى تركيا

الخرطوم تؤكد التحاق نحو 70 شابًا بينهم فتيات بتنظيم داعش
TT

الخرطوم تؤكد التحاق نحو 70 شابًا بينهم فتيات بتنظيم داعش

الخرطوم تؤكد التحاق نحو 70 شابًا بينهم فتيات بتنظيم داعش

أعلنت الحكومة السودانية عن التحاق نحو 70 شابا سودانيا بالتنظيمات الإرهابية في ليبيا وسوريا (داعش، والنصرة)، معظمهم طلاب وخريجو كليات طبية سودانية، وقطعت بأن وجهتهم الرئيسية هي الالتحاق بتنظيم داعش، وأن اثنين منهم فقط عادا للبلاد.
وقال وزير الداخلية السوداني الفريق شرطة عصمت عبد الرحمن، في منتدى مجلس الوزراء الدوري الاثنين، إن الأجهزة الأمنية رصدت المغادرين، وإن بعضهم توجهوا إلى سوريا، فيما توجه البعض الآخر إلى ليبيا، بعد أن كانت التقارير الأمنية السابقة تشير إلى أن وجهة الملتحقين بالتنظيمات كانت دولة مالي بغرب أفريقيا.
وأوضح الوزير، في أول تصريح رسمي من نوعه. وأضاف أن استهداف الشباب وإلحاقهم بـ«داعش» أصبح يشكل مصدر قلق للسلطات والأسر السودانية، الأمر الذي استدعى اتخاذ إجراءات مشددة للحد من السفر إلى تركيا وتوقيف عدد من رجال الدين الذين يشتبه في وجود علاقة تجمعهم بالتنظيم المتطرف (داعش).
وكشف عبد الرحمن عن ظهور حالات تطرف ديني بولاية الخرطوم، لا سيما وسط طلاب الكليات الطبية، واكتشاف حالات تجنيد بولاية غرب دارفور. وقال إن وزارته اتخذت إجراءات مشددة للحد من تمدد التنظيم داخل البلاد.
والتحقت 4 فتيات بينهن توأمتان بـ«داعش» في أغسطس (آب) الماضي، وهن يمثلن المجموعة الثالثة والأخيرة التي التحقت بالتنظيم المتطرف، وسبقهن الفوج الثاني المكون من 18 طالبا جامعيا سافروا إلى تركيا للانضمام إلى التنظيم، من بينهم ابنة دبلوماسي رفيع في الخارجية السودانية.
وفي مارس (آذار)، غادر أول الأفواج، ويتكون من 9 طلاب يحملون جوازات سفر بريطانية وينتمون إلى أسر سودانية مرموقة ويدرسون بجامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا الخاصة المملوكة لوزير الصحة السوداني مأمون حميدة بالخرطوم، متجها إلى سوريا عبر تركيا للعمل في مستشفيات في المناطق الخاضعة لتنظيم داعش.
وألقت سلطات الأمن السودانية في الآونة الأخيرة القبض على عدد من رجال الدين يديرون معاهد دينية بسبب تزايد تفويج الطلاب والشباب إلى التنظيم الإرهابي في كل من سوريا والعراق.
وحسب الوزير السوداني فإن السلطات الأمنية شرعت في التنسيق مع الحكومة التركية بشأن تسلل سودانيين عبر حدودها إلى المناطق التي يسيطر عليها «داعش»، تتعلق بمنع منح تأشيرة الدخول إلى تركيا، إلاّ وفق إجراءات مشددة لم يفصح عنها، فضلا عن خطط للعمل وسط الطلاب للحد من أنشطة المتطرفين بينهم، مشيرا إلى نجاح جهود إثناء عدد من الذين كانوا يرغبون في الانضمام لـ«داعش».
وتعتقل السلطات السودانية زعيم ما يسمى بـ«التيار السلفي الجهادي في بلاد النيلين» مساعد السديرة، الذي أعلن بيعته لزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، والذي حول منزله بضاحية الدروشاب شمال الخرطوم لمعهد ديني، يرجح أن معظم الملتحقين بـ«داعش» مروا عبر بوابته، فيما تعتقل أيضا إمام وخطيب مجمع المعراج الإسلامي بضاحية الطائف شرق الخرطوم، محمد علي الجزولي، الذي يجاهر بموالاته للتنظيم المتطرف، إضافة إلى أمير جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة المنشقة عن حركة الإخوان المسلمين السودانية عمر عبد الخالق. وتحمل السلطات السودانية ثلاثتهم مسؤولية نشر التطرف في البلاد.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.