قال عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، إن إنهاء الاقتتال في اليمن بيد الحوثيين وصالح، «لأنهم هم من بدأوا، وعلينا كقوات تحالف أن نواصل، خصوصا أننا نؤمن بأن العملية السياسية هي الخيار الأفضل»، إلا أن الانقلابيين «هم من اختاروا هذا الطريق»، مؤكدا أن إيران متورطة في التسليح والتدريب والتوجيه ودعم الحوثيين بالخبراء.
وأوضح الجبير خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، في الرياض أمس، أن الحرب في اليمن انطلقت استجابة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة، لدحر الحوثيين بعد أن حاولوا اغتيال الرئيس هادي، وبالتالي، فإن «هدف العمليات العسكرية هو حماية الحكومة الشرعية، والتخلص من التهديدات الحوثية بالصواريخ الباليستية، وكذلك استهداف الحدود السعودية».
وقال الجبير إن قوات التحالف نجحت في عكس دائرة الحرب في اليمن، و«نأمل أن تبدأ العملية السياسية وفقًا لقرار مجلس الأمن 2216»، مؤكدًا أن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني، أقلقت السعودية من الجانب الإنساني، حيث عمل مركز الملك سلمان للإغاثة على تقديم المساعدات العاجلة عبر منظمات إنسانية، وتيسير عمليات دخول المواد الإغاثية وتوزيعها على المستفيدين».
وذكر وزير الخارجية السعودي أن إنهاء الاقتتال بيد صالح والحوثيين؛ فهم من بدأوا هذه العمليات، و«علينا أن نواصل، لأننا نؤمن بأن العمليات السياسية هي الخيار الأفضل، إلا أن قوات صالح والحوثيين هم من اختاروا هذا الطريق».
واتفق لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي، مع نظيره السعودي حول اليمن، وقال: «نأمل أن يتم التوصل إلى حل سياسي، ونحن في حاجة إلى قبول جميع الأطراف بمناقشة الطروحات، وندعم كل الجهود، كما أنه في الوقت ذاته هناك احتياجات إنسانية؛ حيث اجتمعنا مع الصليب الأحمر الدولي، وناقشنا معه الوضع، وهو صعب للغاية، والنتيجة السياسية هي المحصلة النهائية، بدعم السعودية، وهو سبب وجودنا هنا في الرياض».
وحول حديث صالح عن عدم وجود إيرانيين في اليمن، قال الجبير: «ليست هي المرة الأولى التي يكذب فيها المخلوع صالح، دائما يدلي بمواقف بعيدة عن الواقع؛ من ينفي وجود إيران في اليمن، كمن ينفي شروق الشمس من مشرقها. نحن نعلم حجم التورط الإيراني بالسلاح والتدريب والتوجيه والخبراء.. وغيرها، وهي تدعم الحوثيين».
وذكر وزير الخارجية السعودي أن موقف بلاده من بشار، لم يتغير منذ بداية الأزمة، وأن بشار الأسد هو سبب هذه المجازر في سوريا، وأنه سبب تشريد المدنيين والتدمير الذي يحصل في سوريا، وأنه «لا مستقبل له في هذا البلد، وموقف الرياض ثابت لن يتغير»، مشيرًا إلى أن السعودية تعمل على إقناع روسيا بأهمية أن يكون هناك أي حل سياسي للأزمة السورية، وأن يتضمن رحيل الأسد.
وأضاف: «نحن ندعم القضية السورية، ونحث العالم على دعم السوريين، ولن نتخلى عنهم، وسيأتي اليوم الذي نرى فيه سوريا مستقرة دون بشار الأسد».
وأكد وزير الخارجية السعودي أن هناك تشاورات بين الولايات المتحدة والسعودية، و«كذلك مع دول صديقة في ما يتعلق بإيجاد حل للأزمة السورية، وهناك خياران؛ أحدهما سياسي، والآخر عسكري، ولا يكون بشار الأسد في كليهما، فالحل السياسي يكون مبنيًا على تأسيس مجلس انتقالي يدير أعمال سوريا، ويحافظ على مؤسساتها المدنية والعسكرية، ويضع دستورا جديدا، ويؤهل البلد للانتخابات، دون أن يشمل بشار الأسد. والحل العسكري، الآن تقوده المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد».
وعلق وزير الخارجية السعودي على هذا التطابق بالقول: «هي من المرات النادرة التي يحدث فيها تطابق في وجهات نظر دولتين في العالم بجميع القضايا تقريبا، ولكن ذلك واقع الآن في الحالة السعودية - الفرنسية».
وقال لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي، إن بلاده تقوم بغارات جوية في سوريا أخيرًا، و«تقوم فرنسا بغارات في العراق، وباريس هي جزء من العمليات التي تقوم هناك، ونعمل على مواصلة ضرب تنظيم داعش بالعراق. أما ما يتعلق بسوريا، فقد بدأنا بتوجيه ضربات ضد (داعش) وفق المادة 51 في ميثاق الأمم المتحدة. نعتقد بموجب ذلك أننا مؤهلون لأن نقوم بعمليات للدفاع عن النفس».
وأضاف: «تعلمون أن بعض عناصر (داعش) يقومون بتهديد مادي لفرنسا، وغيرها من الدول الأوروبية، فقررنا إرسال الطائرات الفرنسية، وبالتالي كلما دعت الحاجة، فسنقوم بتوجيه ضربات، ولكن أيضا سنحمي المدنيين، وسنقوم بضربات ضد (داعش)، والآن العمليات أصبحت أكبر».
وأوضح فابيوس أن بلاده ناقشت مع السعودية الأزمة السورية، و«هناك جانب عسكري لدحر تنظيم داعش، كما أنا هناك جانبا سياسيا في هذه المسألة، لأننا نعتبر أن علينا التوصل لحل سياسي، وهذا الحل بحاجة لأن تكون هناك مرحلة انتقالية ونوعية. كما هو واضح، فإننا نعمل جميعا نحو هذه المحصلة مع شركائنا المختلفين، وبالتالي هي ضرورة ملحة».
وقال وزير الخارجية الفرنسي إن «هناك ثلاثة شروط يمكن أن تكون مفيدة للدور الروسي في سوريا، وتتضمن عمليات لضرب (داعش)، وليس المعارضة السورية، واستخدام نفوذهم لدى بشار لإيقاف البراميل المتفجرة، وهذه جريمة؛ حيث من الضروري أن يتوقف هذا العمل البربري، والإعداد لمرحلة انتقالية ومنظومة جديدة. نريد أن تبقى المؤسسات قوية، ولا نريد أن تكون هناك فوضى»، مشيرًا إلى أنه لا يستطيع أن يتخيل أن يكون شخص مسؤول عن المشكلة في سوريا، جزءا من الحل فيها.
وأكد وزير الخارجية السعودي أنه دائما متفائل بإيجاد الحلول في المنطقة، وأن «الشخص لا بد أن يعتمد على ربه، ثم يعتمد على نفسه، ويحقق الأهداف التي يسعى إليها، حيث إن التحديات التي واجهتها المنطقة كثيرة وكبيرة؛ منها الأزمة اللبنانية، وسوريا، واليمن، والعراق، وليبيا، والأعمال السلبية التي تقوم بها إيران عبر تدخلها في شؤون المنطقة وفي موضوع التسليح، وهناك تحديات لا بد للشخص أن يتعامل معها بحكمة وعقلانية ومنطق، ويعتمد على نفسه وأهل المنطقة في الصف الأول، ثم على الأصدقاء في العالم».
وأضاف: «علينا أن ننظر إلى الإيجابيات.. هناك عقيدة وشباب، وهم مصدر للطاقة والإنتاج في المستقبل.. وأخلاقيات عالية، ومصادر طبيعية، وطاقة، ومعادن، ورجال أعمال، وشركات بارزة في المنطقة، ففيها كل الإيجابيات التي يمكن أن يخلق منها مجتمع ناجح وغني.. أنا متفائل جدا بمستقبل المنطقة، ودول الخليج تحديدا، ومتفائل بإيجاد حلول للتحديات التي تواجه المنطقة التي تمر الآن بمرحلة تحديات أكبر مما كانت عليه في الماضي، وسنستطيع المرور من هذه المرحلة بشكل ناجح».
الجبير: إنهاء الاقتتال في اليمن بيد الانقلابيين.. وسيأتي يوم نرى فيه سوريا من دون بشار
وزير الخارجية الفرنسي: على روسيا استخدام نفوذها لدى الأسد لإيقاف البراميل المتفجرة
الجبير: إنهاء الاقتتال في اليمن بيد الانقلابيين.. وسيأتي يوم نرى فيه سوريا من دون بشار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة