«قوات سوريا الديمقراطية» تحالف عسكري جديد لاستعادة الرقة من «داعش»

«سنتكوم»: طائرات التحالف ألقت 50 طنًا من الذخائر لمجموعات عربية سورية

طفل من سكان بلدة «الغارية الغربية» قرب درعا يسير فوق ركام بيته الذي استهدف بطيران النظام السوري أمس (رويترز)
طفل من سكان بلدة «الغارية الغربية» قرب درعا يسير فوق ركام بيته الذي استهدف بطيران النظام السوري أمس (رويترز)
TT

«قوات سوريا الديمقراطية» تحالف عسكري جديد لاستعادة الرقة من «داعش»

طفل من سكان بلدة «الغارية الغربية» قرب درعا يسير فوق ركام بيته الذي استهدف بطيران النظام السوري أمس (رويترز)
طفل من سكان بلدة «الغارية الغربية» قرب درعا يسير فوق ركام بيته الذي استهدف بطيران النظام السوري أمس (رويترز)

في خطوة تنذر بمرحلة جديدة من المعارك في بعض المناطق السورية، أعلنت «وحدات حماية الشعب الكردية» ومجموعة من الفصائل المسلحة التي حارب بعضها معها ضمن تشكيل «غرفة عمليات بركان الفرات» في السابق، توحيد جهودها العسكرية في المرحلة المقبلة، في إطار قوة مشتركة باسم «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم فصائل كردية وعربية وسريانية، كتمهيد للسيطرة على مدينة الرقة وقرى أخرى في محافظات حلب والحسكة.
وبعد أكثر من أسبوع على بدء موسكو ضرباتها العسكرية ضدّ فصائل سورية معارضة تحت عنوان محاربة «داعش»، يبدو واضحا أن هذا التجمّع بإدارته الكردية سيشكّل «الذراع البرية» للطيران الروسي، في وقت لا يزال التنسيق والدعم العسكري مستمرًا للأكراد من قبل التحالف الدولي ضدّ تنظيم داعش، وبالتالي سيتحوّل الأكراد إلى صلة الوصل غير المباشرة بين الروس وأميركا على الأرض، ليقاتلوا بسلاح الثانية وبغطاء جوي من الأولى. وهو ما لم ينفه المسؤول الكردي إدريس نعسان، إذ أكد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الدعم العسكري الأميركي للأكراد لا يزال مستمرا، كما أنه سيشهد زخما أكبر في المرحلة المقبلة بعد إعلان الولايات المتحدة توقفها عن دعم المعارضة المعتدلة، في وقت نفى فيه مصدر سياسي في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» وصول أي أسلحة أميركية ضمن البرنامج البديل الذي أعلن عنه البنتاغون الأسبوع الماضي.
وأشار نعسان إلى أن عدد مقاتلي التحالف الجديد سيكون نحو 20 ألفا من الأكراد وما يقارب خمسة آلاف من الفصائل العربية، لافتا إلى أن العدد مرجّح للارتفاع.
وقال متحدث باسم المعارضة في سوريا، أمس، إن الولايات المتحدة أبلغت المعارضة العربية المسلحة أن أسلحة جديدة في طريقها إليهم لمساعدتهم في شن هجوم مشترك مع حلفائهم الأكراد على مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم داعش.
وقال أبو معاذ المتحدث باسم «جبهة ثوار الرقة»، وهو تجمع يضم بالأساس مقاتلين من عشائر عربية أغلبهم من منطقة الرقة: «اجتمعنا مع الأميركيين وتمت الموافقة على هذا، وأبلغونا بأن الأسلحة الجديدة - ومنها أسلحة نوعية - في الطريق».
وأعلن متحدث باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم)، أمس، أن الولايات المتحدة ألقت جوا الأحد ذخائر في شمال سوريا لمقاتلين من المعارضة يتصدون لتنظيم داعش. وقال الكولونيل باتريك رايدر في بيان إن هذه العملية الجوية «الناجحة» باسم التحالف «وفرت ذخائر لمجموعات عربية سورية خضع المسؤولون عنها لعمليات تدقيق ملائمة من جانب الولايات المتحدة».
وقامت بالعملية طائرات شحن من طراز سي - 17 تابعة للقوات الجوية الأميركية، وفق البيان. وأوضح مسؤول في البنتاغون لوكالة الصحافة الفرنسية أن الطائرات ألقت ما مجموعه «خمسون طنا من الذخائر»، مؤكدا معلومات ذكرتها شبكة «سي إن إن».
وتعكس هذه العملية التوجه الجديد لإدارة باراك أوباما بهدف التصدي للمتطرفين في سوريا بعد فشل برنامجها لتدريب المعارضين السوريين المعتدلين. وأعلنت هذه المقاربة الجديدة الجمعة في واشنطن، وهي تركز على تزويد مجموعات منتقاة بالأسلحة وتأمين دعم جوي لها.
ولم يحدد بيان «سنتكوم» هوية المجموعات المعارضة التي تلقت الذخائر والعتاد، لكنه أشار إلى فاعلية المعارك التي تخوضها القوات الكردية السورية والمجموعات العربية لتحرير المناطق الحدودية مع تركيا في شمال شرقي البلاد. وأورد أن العملية الجوية «تسعى إلى تعزيز نجاحات هذه القوات لطرد تنظيم داعش من الأراضي السورية».
وأعلنت المقاربة الأميركية الجديدة بعد عشرة أيام من بدء التدخل العسكري الروسي في النزاع السوري. وكشف نعسان في الوقت عينه أن العمليات البرية ضدّ التنظيم بالتنسيق مع الضربات الروسية ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة في الرقة وجرابلس. وقال: «المباحثات مع الروس كما مع أميركا والتحالف بشأن محاربة الإرهاب لم تتوقف، وموسكو قالت إن وحدات الحماية أثبتت جدارتها وفعاليتها في محاربة الإرهاب، وهو ما كان واضحا في اللقاء الذي جمع رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلّم بمبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، في باريس نهاية الأسبوع الماضي، ونحن بانتظار بدء ترجمة هذا الكلام عمليا على الأرض من قبل الروس».
وفي الإطار نفسه، قال مسؤول في الجيش الأميركي لوكالة «رويترز» إن التحالف العربي السوري سيتحرك في اتجاه الرقة معقل التنظيم، لكنه سيبقى على الضفة الشرقية من نهر الفرات.
من جهته، قال ناصر حاج منصور، وهو مسؤول في هيئة الدفاع بالإدارة الكردية للمناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب، إن القوى المشاركة في التحالف الجديد ديمقراطية وعلمانية بشكل عام وتؤمن بالتنوع إلى حد بعيد، لذا فإنه يأمل أن تحظى بدعم التحالف بقيادة واشنطن. وأضاف لوكالة «رويترز» أن «الهدف الحالي هو مواجهة تنظيم داعش لأنه العدو رقم واحد، لكن التحالف يهدف أيضًا إلى بناء سوريا ديمقراطية في المستقبل».
ويوم أمس، تداولت عدة مواقع كردية خبر انتهاء المشاورات بين أطراف كردية في شمال سوريا ومسؤولين أميركيين، وتوصلهم إلى اتفاق نهائي بإرسال أول شحنة مساعدات عسكرية لوحدات حماية الشعب. ونقل موقع «لفين» خبرًا عن لاهور شيخ جنكي ابن شقيق جلال طالباني، وإصداره بيانا أكد فيه أنه بعد مشاورات واتصالات مكثفة مع الجهات المعنية الأميركية قرر خلال أقل من 24 ساعة قادمة إيصال أول قافلة من المساعدات العسكرية وهي أكثر من 120 طنا من الأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية إلى قوات حماية الشعب.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية ومجموعة من الفصائل المسلحة العربية أعلنت يوم أمس توحيد جهودها العسكرية في المرحلة المقبلة في إطار قوة مشتركة باسم «قوات سوريا الديمقراطية». وقالت هذه التشكيلات في بيان مشترك إن تشكيل «قوات سوريا الديمقراطية» يضم «التحالف العربي السوري وجيش الثوار وغرفة عمليات بركان الفرات وقوات الصناديد وتجمع ألوية الجزيرة»، بالإضافة إلى «المجلس العسكري السرياني» المسيحي و«وحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.