أكد رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي «الموقف الثابت للجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم لبنان الشقيق بوحدته وسيادته وأمنه واستقلاله، ودعمنا الدائم للمقاومة سواء في لبنان أو في سوريا والتي تنتمي إلى محور المقاومة»، معربا عن استنكاره «الشديد والكامل للعدوان الإسرائيلي الآثم الذي استهدف لبنان أخيرا»، في إشارة إلى الغارتين الإسرائيليتين اللتين استهدفتا شرق لبنان مطلع الأسبوع الحالي.
وأعلن بروجردي من بيروت، حيث التقى رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام ورئيس البرلمان نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل، تأييده «لكل الجهود المبذولة من قبل السلطات القضائية والأمنية اللبنانية في مجال متابعة ملف الإرهاب الذي يستهدف هذا البلد الشقيق وشعبه»، مؤكدا أنه «من خلال القدرات المتاحة لدينا في هذا المجال لن نبخل بأي مؤازرة أو دعم يطلبه الجانب اللبناني في مجال تصديه للإرهاب والإرهابيين».
وعبر بروجردي، الذي وصل إلى لبنان أول من أمس آتيا من دمشق، على رأس وفد من المجلس والتقى الرئيس اللبناني ميشال سليمان، عن أمله في أن «يتمكن لبنان عبر إنجاز تشكيل حكومته الجديدة وأيضا في مجال النجاح الذي نتوقعه له في الأشهر القليلة المقبلة في الاستحقاق الرئاسي أيضا، من مقاربة ومعالجة كل المشكلات التي يعانيها في هذه الفترة».
من جهة أخرى، أكد بروجردي «موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية حكومة وشعبا وبرلمانا، الذي يدين ويستنكر بشدة العدوان الإسرائيلي الآثم الذي استهدف لبنان مؤخرا». وجدد بعد لقائه رئيس البرلمان اللبناني «الدعم الإيراني الدائم والثابت للمقاومة وللممانعة سواء في لبنان أو في سوريا»، معربا عن «سروره وسعادته بأن الدولة السورية قد تمكنت في الآونة الأخيرة من تحقيق العديد من النجاحات والإنجازات العسكرية الباهرة في مجال تصديها للمجموعات الإرهابية التكفيرية المتطرفة التي تستهدف الشعب السوري في مستقبله ومصيره».
وقال البرلماني الإيراني إنه لمس خلال محادثاته مع المرجعيات السياسية اللبنانية أن «هناك تطابقا في وجهات النظر وهو أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو الحل السياسي». وتابع «نعتقد أنه إذا كان هناك أحد في هذا العالم لديه أدنى درجة من الشك في أن هناك تحالفا موضوعيا بين الكيان الصهيوني وبين القوى الإرهابية المتطرفة التي تعبث في الداخل السوري، فإن الزيارة التفقدية التي قام بها رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو وتفقده جرحى ومصابي المجموعات الإرهابية المسلحة الذين يعالجون في المستشفيات الإسرائيلية، وأيضا الاعتداء الإسرائيلي الآثم على لبنان مؤخرا، إن دلا على شيء فإنما يدلان ويؤكدان وحدة الأهداف ما بين الصهاينة والإرهابيين».
واطلع بروجردي رئيس الحكومة اللبنانية على مجريات آخر التطورات المتعلقة بالملف النووي الإيراني خصوصا المفاوضات الناجحة والبناءة التي أجرتها إيران أخيرا في مؤتمر جنيف مع مجموعة «5+1».
وعلى صعيد اخر، طلب القضاء العسكري اللبناني عقوبة الإعدام للشيخ السلفي المتواري عن الأنظار أحمد الأسير و65 من عناصره، بينهم الفنان المعتزل فضل شاكر، متهما إياهم بقتل عناصر من الجيش اللبناني، خلال المواجهات التي حصلت بين الطرفين في بلدة عبرا القريبة من مدينة صيدا في جنوب لبنان، خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي.
وأصدر قاضي التحقيق العسكري الأول في لبنان رياض أبو غيدا قراره الاتهامي أمس في ملف حوادث بلدة عبرا، والموقوف فيه 78 شخصا، وطلب عقوبة الإعدام للأسير و56 شخصا آخرين وعقوبة السجن المتفاوتة لآخرين، وأحالهم على المحاكمة أمام المحكمة العسكرية الدائمة.
وشمل القرار الاتهامي في ملف حوادث عبرا الملاحق فيه 74 شخصا بينهم الأسير إخلاء سبيل سبعة موقوفين ومنع المحاكمة عن عدد آخر، كما اتهم أبو غيدا 54 شخصا بينهم الأسير وفضل شاكر بقتل ضباط وأفراد من الجيش والتعرض لمؤسسة الدولة المتمثلة بالجيش واقتناء مواد متفجرة وأسلحة خفيفة وثقيلة استعملت ضد الجيش.
وكانت مواجهات اندلعت بين الجيش اللبناني ومجموعة الأسير الذي كان يتخذ من مسجد بلال بن رباح مقرا له، على خلفية مقتل عسكريين على حاجز للجيش اللبناني. وهاجم الجيش مقر الأسير في عملية عسكرية واسعة أسفرت عن سيطرة الجيش على المقر وفرار الأسير وأعضاء من جهته إلى جهة مجهولة لم تتمكن الأجهزة المعنية من تحديدها بعد. وأدت العملية إلى مقتل 20 عنصرا وضابطا وإصابة نحو 90 جريحا في صفوف الجيش اللبناني.
ويعد الأسير من أشد المناهضين لحزب الله، وقاد قبل ثلاثة أشهر من مهاجمة مقره حملة لإقفال شقق سكنية، زعم أن عناصر لحزب الله يقطنونها قرب مقره في عبرا. ووصف الشقق بأنها «العبوة المؤقتة الموجودة أمامنا». ولم يتوقف الأسير عن مهاجمة حزب الله بعد فراره، من خلال تسجيلات صوتية، ينشرها بين الحين والآخر.