باريس تنشط مبادرتها لحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.. وفابيوس ضد بناء مستوطنات جديدة

تل أبيب تطلب من واشنطن مساعدتها للجمها

باريس تنشط مبادرتها لحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.. وفابيوس ضد بناء مستوطنات جديدة
TT

باريس تنشط مبادرتها لحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.. وفابيوس ضد بناء مستوطنات جديدة

باريس تنشط مبادرتها لحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.. وفابيوس ضد بناء مستوطنات جديدة

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن أن الحكومة الفرنسية تنوي طرح مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي في موضوع المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية والضفة الغربية، وأن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، توجه بعدة رسائل خلال الأسبوعين الأخيرين إلى الإدارة الأميركية وغيرها من القيادات الغربية يطلب مساعدته على لجم هذه المبادرة.
وقال دبلوماسي فرنسي في تل أبيب لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه المبادرة تكتسب أهمية كبيرة اليوم وأكثر من أي وقت مضى في أعقاب تدهور الأوضاع بين إسرائيل والفلسطينيين وسفك الدماء الذي نشاهده كل يوم لدى الطرفين، وإنها تشكل دعما قويًا لقوى السلام في الطرفين.
وحسب صحيفة «هآرتس» العبرية، فإن مسؤولين كبارًا في القدس ودبلوماسيين غربيين كثيرين، يفيدون بأن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، باشر العمل على إعادة المبادرة الفرنسية ويشيرون إلى أنه كان قد نطق بعبارة قصيرة خلال اجتماع لوزراء خارجية الرباعي الدولي في نيويورك قبل عشرة أيام. وحسب المصادر الإسرائيلية فإن نتنياهو، أعرب عن شديد القلق من هذا التطور، وأنه قد سارع بإبلاغ وزرائه المتطرفين وقادة مجلس المستوطنات بذلك، وأنه استخدم عبارة الوزير الفرنسي من أجل إقناع الوزراء الذين طالبوه بإعلان عدة مشاريع استيطانية ردًا على العمليات الفلسطينية، فقال لهم إنه سيكون ضربًا من الجنون الإعلان عن بناء في المستوطنات في هذه المرحلة وربحًا صافيًا لأعداء إسرائيل وخسارة شاملة وأضرارًا فادحة للسياسة الإسرائيلية في العالم.
وكان وزراء خارجية الرباعي الدولي قد عقدوا في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، اجتماعًا على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لمناقشة الخطوات البناءة للثقة التي يجب على إسرائيل والفلسطينيين تنفيذها من أجل منع التدهور الأمني، وحضر اللقاء وزراء الأردن ومصر والسعودية. وحسب ما قاله دبلوماسيون غربيون ومسؤولون إسرائيليون كبار، فقد كانت لدى فابيوس خطة أخرى، حيث طلب المشاركة بنفسه في اللقاء ومارس الضغط على الأميركيين ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي لهذا الغرض. وفي أعقاب الضغط تقررت دعوة ممثلي فرنسا وبريطانيا والصين إلى الاجتماع كونهم دولاً دائمة العضوية في مجلس الأمن. وعندها طالبت دول أخرى كألمانيا والنرويج واليابان وإيطاليا وإسبانيا وغيرها بالمشاركة، ليتحول الاجتماع بالتالي إلى مؤتمر شارك فيه 30 وزير خارجية، بينما لم يشارك فيه أي ممثل إسرائيلي وفلسطيني على الرغم من كونه كرس للنظر في الصراع بينهما.
وقد أعد البيان الختامي للاجتماع في وقت سابق، وكان يفترض أن يشمل تصريحات قصيرة للمشاركين، إلا أن فابيوس فاجأ الحضور حين طرح خطة سياسية فرنسية تشمل خطوات لكسر الجمود السياسي، حسب رأيه. ووفقًا لدبلوماسيين غربيين ومسؤولين إسرائيليين، فقد قال فابيوس إنه يرغب بعقد مؤتمر في باريس يدعو إليه الدول المعنية بحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، ولكن من دون مشاركة الطرفين. وعلى الفور قال عبارة تسبب منذ عشرة أيام حالة عصبية كبيرة في القدس. فقد قال: «هناك الكثير من الجهات التي تدفعنا لإجراء تصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار يتعلق بالمستوطنات، ونحن نفحص الأمر». ووصل تقرير حول ما قاله فابيوس إلى الدبلوماسيين الإسرائيليين ومن ثم إلى رئيس الحكومة نتنياهو الذي وجود في حينه في نيويورك. وفوجئ نتنياهو بالخطوة الفرنسية، وسارع رجاله إلى التحدث مع رجال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ومع جهات أخرى شاركت في اجتماع الرباعي الدولي. وفي اليوم التالي ناقش نتنياهو الموضوع مع كيري، وأعرب عن قلقه الكبير. وأوضح كيري أنه لا يعرف عن مبادرة فابيوس ولا يملك معلومات حولها. وقال مسؤول إسرائيلي إنه تبين بعد الفحص بأن الخطوة الفرنسية كما يبدو لا تزال في مراحلها الأولى.
من جهة ثانية، كشف في تل أبيب عن أن الإدارة الأميركية تجري محاولات هادئة لوقف التصعيد في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وأن وزير الخارجية جون كيري، أجرى محادثتين هاتفيتين مع نتنياهو أولاً ثم مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ودعاهما إلى العمل من أجل تهدئة الأوضاع وإعادة الهدوء. وحسب مصادر إسرائيلية أعرب كيري عن قلق بلاده من موجة العنف الحالي واقترح المساعدة في جهود التهدئة. وأكد أنه من المهم جدًا شجب أعمال العنف ومحاربة التحريض وتنفيذ خطوات لتخفيف التوتر. وأضاف أنه يجب الحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي، ومنع تصريحات وأعمال محرضة، من شأنها زيادة التوتر فقط.
الجدير ذكره أن الجهود الدولية ستستأنف يوم الأربعاء المقبل، حيث يفترض وصول وفد من الدبلوماسيين الكبار من دول الرباعي الدولي – أميركا وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وسيجتمع أعضاء الوفد في القدس مع مستشار الأمن القومي يوسي كوهين، ومستشار نتنياهو المحامي يتسحاق مولخو، ومسؤولين في الخارجية. ومن ثم يجرون لقاءات في رام الله مع مسؤولين فلسطينيين. وقال دبلوماسيون غربيون، إن الوفد يرغب بمناقشة الطرفين في الطرق التي يمكنها تهدئة الأوضاع وصياغة صفقة من الخطوات البناءة للثقة بين إسرائيل والفلسطينيين.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».