55 غارة جوية روسية.. والمعارضة تعيق تقدم النظام في الشمال

ثوار سوريا يحققون تقدمًا على جبهة القنيطرة ويستعيدون مواقع خسروها أمام «داعش» بريف حلب

أفراد من الدفاع المدني يزيلون ركاماً خلفته غارة لطائرات روسية على طريق في منطقة كفرنبل بمدينة إدلب (رويترز)
أفراد من الدفاع المدني يزيلون ركاماً خلفته غارة لطائرات روسية على طريق في منطقة كفرنبل بمدينة إدلب (رويترز)
TT

55 غارة جوية روسية.. والمعارضة تعيق تقدم النظام في الشمال

أفراد من الدفاع المدني يزيلون ركاماً خلفته غارة لطائرات روسية على طريق في منطقة كفرنبل بمدينة إدلب (رويترز)
أفراد من الدفاع المدني يزيلون ركاماً خلفته غارة لطائرات روسية على طريق في منطقة كفرنبل بمدينة إدلب (رويترز)

حققت قوات المعارضة السورية أمس، تقدمًا في جنوب البلاد، إثر هجمات عنيفة أطلقتها للسيطرة على تلال استراتيجية في شمال محافظة القنيطرة، بأقصى جنوب غربي سوريا، بموازاة هجوم مضاد شنته في الشمال ضد تنظيم داعش لاستعادة بلدات خسرتها خلال اليومين الماضيين. وبالتزامن، تواصلت الاشتباكات في شمال غربي سوريا إثر حملات عسكرية عنيفة شنتها قوات النظام مدعومة بمقاتلين حلفاء لها في الشمال، تحت غطاء ناري روسي. كذلك تقدّمت قوات النظام أمس في ريف محافظة حماه الشمالي في إطار العملية البرية الواسعة التي أطلقها منذ أيام ضد فصائل المعارضة، تزامنًا مع إعلان موسكو استهداف 55 هدفًا لمقاتلين متشددين خلال 24 ساعة.
الجيش الروسي أعلن أمس السبت إصابة 55 هدفا لتنظيم داعش خلال غارات شنتها طائراته الحربية خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في سوريا، كما جاء في بيان لوزارة الدفاع. وأوضحت الوزارة أن «الطيران الحربي الروسي نفذ 64 طلعة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة أصاب خلالها 55 هدفا لتنظيم داعش في سوريا». وجاء في البيان أن هذه الضربات نفذت في محافظات دمشق وحلب وحماه والرقة وإدلب ودمّرت 29 معسكرا لتدريب من وصفهم بـ«الإرهابيين» و23 موقعا دفاعيا ومركزي قيادة ومخزنا للذخيرة. وادعى البيان أنه «في المرحلة الأولى لعمليتنا، دمر طيراننا المراكز اللوجيستية الرئيسية والأكبر حجما لمجموعة داعش الإرهابية في سوريا». وأشار إلى أن القصف «أدى إلى خفض كبير في القدرات القتالية للمجموعات المسلحة وخفض في قدرتهم على التحرك وقدرتهم على شن هجمات».
في هذه الأثناء، في ريف حلب الشمالي الشرقي، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن انفجارا هز مدينة الباب التي يسيطر عليها «داعش» وهو «ناجم عن استهداف مصنع متفجرات ومستودع ذخيرة» للتنظيم عند أطراف المدينة. وقال رئيس «المرصد» رامي عبد الرحمن إن سبب الانفجار ليس واضحا حتى الآن، مشيرًا إلى تحليق طائرات حربية في أجواء المنطقة وقتها.
أيضًا، تحت الغطاء الجوي الروسي، واصلت قوات النظام عملياتها في معركة لاستعادة السيطرة على مواقع تشغلها قوات المعارضة في الشمال، وأفيد عن سيطرتها على قرية عطشان في ريف حماه الشمالي إثر معارك عنيفة مع فصائل إسلامية بينها «جبهة النصرة»، وفق «المرصد». غير أن مصدرًا معارضًا في الشمال السوري قال لـ«الشرق الأوسط»، معلقًا أن التقدم الذي تحرزه القوات النظامية «يعد بطيئًا جدًا إذا ما قورن بحجم الدعم والإسناد الناري الجوي والبري الذي يواكب عملياته»، وتابع أن «قدرة قوات المعارضة على التصدّي للهجمات، تعيق تقدمه»، مشيرًا إلى أن «الاستهداف المتواصل لآلياته بصواريخ التاو المضادة للدروع، أعاق الاعتماد على الآليات العسكرية في حركته، مما اضطره لتمشيط المنطقة بالقوات الراجلة، وهو ما وضعها بمواجهة قناصاتنا».
وفي حين نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات من قواتنا تحكم سيطرتها على بلدة عطشان»، ذكر ناشطون أن الاشتباكات «وقعت في الأطراف الشمالية والشمالية الغربية للقرية، وخصوصا حول تل سكيك الواقعة بين عطشان وخان شيخون» في محافظة إدلب (شمال غرب). وفصّل «مكتب أخبار سوريا»، أن القوات النظامية شنت هجومها على قرية عطشان من مواقعها في قرية معان، مشيرًا إلى أن فصائل المعارضة المتمركزة في قرية سكيك الواقعة شمال عطشان وجّهت نداءً عبر المراصد، لاستقدام تعزيزات عسكرية وأسلحة ثقيلة، من أجل استعادة السيطرة على عطشان. هذا، ومن شأن سيطرة قوات النظام على تل سكيك أن تفتح الطريق أمامه إلى بلدة خان شيخون الكبيرة ذات الأهمية الاستراتيجية التي تسيطر عليها فصائل إسلامية منذ مايو (أيار) 2014 كونها تقع على الطريق الدولي بين دمشق وحلب.
وفي أماكن أخرى من سوريا، أفاد ناشطون أمس بمقتل أفراد عائلة كاملة مؤلفة من ستة أشخاص، جراء قصف القوات النظامية بقذائف المدفعية أطراف بلدة التمانعة، الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف إدلب الجنوبي. وفي المقابل، استهدفت فصائل المعارضة بعدد من الصواريخ تجمعات القوات النظامية في بلدة كرناز وقرية المغير الخاضعتين لسيطرة الأخيرة في ريف حماه الشمالي. وقال الناشط الإعلامي المعارض وائل محمد من حماه، إن مقاتلي المعارضة استهدفوا بأكثر من 10 صواريخ من نوع «كاتيوشا» تجمعات القوات النظامية في المنطقتين، مما أسفر عن سقوط عدد غير معروف من القتلى والجرحى في صفوفها.
وبينما تواصل قوات المعارضة قتالها لصد هجمات قوات النظام، نجحت «حركة أحرار الشام» ليلا في استعادة بلدة تل سوسين من أيدي مقاتلي «داعش» في ريف حلب الشمالي، بينما اندلعت اشتباكات للسيطرة على تل قراح المجاورة. ويذكر أن البلدتين تقعان على طريق استراتيجي يؤدي إلى تركيا، إحدى الداعمين الرئيسيين للمعارضة وكان تنظيم داعش قد استغل القصف الجوي الروسي لمواقع فصائل المعارضة، فزحف وحقق تقدما في ريف محافظة حلب الشمالي، ولم يعد يبعد سوى عشرة كيلومترات عن الأطراف الشمالية لمدينة حلب نفسها، وثلاثة كيلومترات عن مواقع القوات الحكومية في منطقة الشيخ نجار الصناعية بضواحي المدينة، التي هي قاعدة الشمال السوري. وبحسب «المرصد» فإن التنظيم المتطرف «يستغل التشتت في صفوف الفصائل المقاتلة التي تستهدفها الغارات الروسية في محافظات عدة» ليهاجم مواقعها.
وعلى جبهة أخرى، في ريف حلب الشرقي، تحدث «المرصد» عن اشتباكات ليل الجمعة السبت بين التنظيم المتطرف وقوات النظام التي تحاول التقدم في المنطقة وفك الحصار عن مطار كويرس العسكري، غداة الإعلان عن مقتل الجنرال الإيراني حسين همداني على الجبهة نفسها.
في غضون ذلك، في الجنوب السوري، أحرزت قوات المعارضة المسلحة، أمس، تقدمًا ملحوظًا، حيث سيطرت على تل القبع المعروف بتل «UN»، الذي كانت تتمركز فيه القوات النظامية، شمال مدينة خان أرنبة الخاضعة لسيطرة النظام بريف القنيطرة الشمالي. وقال ناشطون إن السيطرة، جاءت بعد مواجهات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام استمرت منذ الفجر، بعدما مهّدت فصائل المعارضة لدخول مجموعات الاقتحام إلى التل، بقصف مكثّف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، أسفر عن تدمير عدد من نقاط تمركز جيش النظام والآليات العسكرية في التل.
وتأتي هذه العملية ضمن مساعي فصائل المعارضة، وأبرزها «جبهة ثوار سوريا» و«ألوية قاسيون» التابعتان للجيش السوري الحر، لتضييق الخناق على مدينتي خان أرنبة والبعث الخاضعتين لسيطرة النظام بشمال القنيطرة، وهما تعدان من أبرز وأكبر مناطق تمركز الجيش النظامي في القنيطرة، فضلاً عن احتوائهما المباني الإدارية والخدمية الخاصة بمحافظة القنيطرة.
إلى ذلك، شن الطيران الحربي النظامي، سبع غارات على مواقع المعارضة المسلحة في سلسلة جبال أبو العتا في الغوطة الشرقية بريف دمشق. ونقل مكتب «أخبار سوريا» عن مصدر عسكري، قوله إن إحدى الغارات استهدفت منطقة «مكسرة صبحية» أحد مقرات المعارضة في الجبل، مشيرًا إلى أن القصف الجوي «هو جزء من عمليات عسكرية تقوم بها القوات النظامية لاستنزاف قوات المعارضة التي تحاول اقتحام ضاحية حرستا ومخيم الوافدين في ريف دمشق الشمالي الشرقي، في محاولة منها لإيقاف تقدم المعارضة نحو المتحلق الشمالي».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.