أجل مجلس النواب الليبي، أمس، اتخاذ أي موقف سلبي أو إيجابي بشكل رسمي، من حكومة الوفاق الوطني الجديدة التي أعلن عنها مؤخرًا مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا برناردينو ليون، إلى يوم غد (الاثنين).
وسيعقد المجلس، غدًا، جلسة رسمية بمقره المؤقت في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، لإعلان موقفه الرسمي والنهائي من الحكومة المقترحة، حيث قال رئيس المجلس المستشار عقيلة صالح إن القرار سيكون تحت قبة المجلس، الذي يعتبر أعلى سلطة تشريعية ودستورية في البلاد.
ونقل المستشار الإعلامي لعقيلة عنه القول في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية، إن ما تردد على لسان رئيس مجلس النواب عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا أساس له من الصحة، مؤكدًا في المقابل أن القرار الرسمي سيصدر تحت قبة البرلمان بعد الاستماع لصوت الشعب الليبي في مختلف الميادين الليبية، واتفاق النواب.
وانتقد أعضاء في مجلس النواب ما وصفوه بمكافأة مدينة مصراتة الموالية للإخوان المسلمين بمنحها ثلاث حقائب هامة في الحكومة المقترحة، بينما رأى عميد بلدية مسعود آدم أن الأسماء التي تم طرحها تعبر عن انحياز بعثة الأمم المتحدة لجهات بعينها متمثلة في جماعة الإخوان التي خرج الشعب الليبي رافضًا لحكمها في وقت سابق.
وعد أن المبعوث الأممي قام بإحياء برلمان طرابلس مجددًا ليعود للسلطة تحت حماية ميليشياته الإرهابية المسلحة، على حد قوله.
من جهته، قال حزب العدالة والبناء الذارع السياسية لتنظيم الإخوان المسلمين إنه يرحب بمقدمات ميلاد الحكومة، ويعلن استعداده لدعمها حال نيلها الثقة، مشيرًا إلى أنه لم يرشح أيًا من أعضائه للانضمام إليها.
وأعرب حزب الإخوان عن تطلعه لقيام المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته، بالمشاركة فيما وصفه بإحداث المزيد من التوازن على تشكيلة الحكومة.
كما سجل الحزب تحفظه على «مخالفات» المبعوث الأممي ليون، أثناء إعلان حكومة الوفاق الوطني، حيث اعتبر أن تقديمه مقترحًا بأسماء وزراء لتتولى حقائب في حكومة الوفاق الوطني، يمثل تعديًا على صلاحيات رئيس الحكومة، فضلاً عن قيامه بتسمية رئيس للمجلس الأعلى للدولة الذي يُعد من صلاحيات مجلس الدولة ذاته.
ودعا الحزب كل الأطراف العودة إلى طاولة الحوار في أقرب فرصة، لتلافي الثغرات واستدراك التحفظات، لا سيما المتعلقة بالتوازن في تشكيل الحكومة.
في المقابل، اعترض عضو المؤتمر الوطني عبد الرحمن السويحلي على إعلان ليون ترشيحه لشغل منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة، وقال السويحلي في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس: «ليس ليون من يقرر من يكون رئيس المجلس الأعلى للدولة، وأرفض ترشيحي للمنصب وقد تفاجأنا بالأسماء التي طرحها ليون ولم نسمع عنها إلا خلال المؤتمر الصحافي».
كما أبدى أعضاء في البرلمان غير المعترف به دوليًا ويتخذ من العاصمة طرابلس مقرًا له، استغرابهم من إعلان ليون قائمة مقترحة لحكومة التوافق، ولفتوا إلى أن برلمان طرابلس بصدد عقد اجتماع طارئ مع فريقه للحوار لمناقشة تصريحات ليون.
وأعلنت الأمم المتحدة نهاية الأسبوع الماضي، عن ترشيح فائز السراج لرئاسة الحكومة الجديدة مع ثلاثة نواب، كما اقترحت تعيين عبد الرحمن السويحلي لتولي رئاسة المجلس الأعلى للدولة وفتحي باشاغا رئيسًا لمجلس الأمن القومي.
وتعيش ليبيا منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، فوضى أمنية وسياسية، في ظل الصراع على السلطة بين مجلس النواب المنتخب والحكومة المؤقتة، المعترف بهما دوليًا، واللذين يتمركزان شرق البلاد، والمؤتمر الوطني وحكومته اللذين يوجدان في العاصمة طرابلس.
مجلس النواب الليبي يؤجل إعلان موقفه من الحكومة الجديدة لجلسة الاثنين
حزب الإخوان يؤيدها بتحفظات
مجلس النواب الليبي يؤجل إعلان موقفه من الحكومة الجديدة لجلسة الاثنين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة