تقدم نائب رئيس الاتحاد الدولي ورئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني أمس باستئناف ضد قرار إيقافه مؤقتا لمدة 90 يوما من قبل لجنة القيم المستقلة للفيفا.
وأكد مقربون من بلاتيني الذي يلقى الدعم من الاتحاد الأوروبي واتحاد أميركا الجنوبية وبشكل خاص من اتحاد بلاده المحلي، أن محامي النجم الفرنسي السابق تقدموا باستئناف أمس إلى غرفة الاستئناف في الفيفا بعد قرار لجنة القيم الخميس الماضي بإيقاف موكلهم عن مزاولة أي نشاط يتعلق بكرة القدم لمدة 90 يوما.
واعتبر بلاتيني فور صدور قرار إيقافه أنه مبني على «مزاعم»، ووصفه بـ«المهزلة».
وبعد أن أعرب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن دعمه الكامل لبلاتيني في إجراءات طعنه على قرار إيقافه، اعتبر اتحاد أميركا الجنوبية أن قرار إيقاف الفرنسي «غير متلائم».
وطالب اتحاد أميركا الجنوبية في بيان له أمس بإعادة النظر في العقوبة التي طالت رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة. وهذا أول دعم من العيار الثقيل لصالح بلاتيني المرشح لخلافة رئيس الفيفا المستقيل السويسري جوزيف بلاتر في الانتخابات المقررة في 26 فبراير (شباط) 2016.
وأضاف البيان أن «اتحاد أميركا الجنوبية يثق تماما بقدرة بلاتيني المطلقة على قيادة الفيفا»، مؤكدا أن قرينة البراءة حق أساسي، وبلاتيني غير متهم بتهمة معينة، وإيقافه بشكل مؤقت يعرض العملية الانتخابية برمتها للخطر باعتباره أحد المرشحين.
وختم البيان: «اتحاد أميركا الجنوبية يطلب أن يعاد النظر في قرار الإيقاف المؤقت وأن يسمح لبلاتيني بأن يبقى مرشحا لرئاسة الفيفا».
من جهته أعلن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أنه سيتقدم بطعن منفرد ضد الإيقاف المؤقت المفروض على بلاتيني أمام محكمة التحكيم الرياضية إذا لم تسقط لجنة الاستئناف بالاتحاد الدولي العقوبة التي فرضت على المسؤول الفرنسي.
وأوضح متحدث باسم الاتحاد الفرنسي: «قررنا اللجوء إلى الطعن إذا لم يكن قرار لجنة الاستئناف في مصلحة بلاتيني».
ويتوقع الاتحاد الفرنسي اتخاذ لجنة الاستئناف بالفيفا قرارها خلال ثمانية أيام حيث هذه هي المهلة المعتادة. ورغم محاولات بلاتيني وبلاتر فإن قرارات لجنة القيم بالاتحاد الدولي باتت تحتم على القائمين على اللعبة اتخاذ الخطوة الأخيرة للإصلاح الفوري والشامل للفيفا وبرموز من خارجه.
فمن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ إلى راينهارد راوبول رئيس رابطة الدوري الألماني لكرة القدم وصحيفة «الغارديان» البريطانية، هناك إجماع كبير على أن الفيفا ليس قادرا على إصلاح نفسه وبات بحاجة إلى الإصلاح من الخارج.
ولا شك أن صعوبات كبيرة باتت تعترض طريق بلاتيني للترشح في انتخابات رئاسة الفيفا المقبلة، حتى في حالة قبول طلب الاستئناف ضد إيقافه. كذلك انتهت حملة انتخابية أخرى قبل أن تبدأ، وهي حملة الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جون النائب السابق لرئيس الفيفا والذي أوقفته لجنة القيم لمدة ستة أعوام.
وقال باخ في رد فعله على قرارات لجنة القيم «الفيفا يجب أن يدرك أن القضية الآن باتت أكثر من مجرد اختيار رئيس من قائمة مرشحين. إنها مشكلة هيكلية لن تحل ببساطة بمجرد انتخاب رئيس جديد».
وكانت لجنة القيم التابعة للفيفا أوقفت بلاتيني والسويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لمدة 90 يوما بعد أيام على قيام القضاء السويسري بالاستماع إلى الأول والتحقيق مع الثاني بقضية «دفع غير مشروع» لمبلغ مليوني فرنك سويسري تلقاها الفرنسي من الفيفا في عام 2011.
وأوضح بلاتيني لاحقا أن هذا المبلغ هو مقابل عمل قام به للفيفا بين عامي 1999 و2002، وأن تأخر حصوله عليه إلى 2011 كان بسبب المشكلات المادية التي واجهها الفيفا أواخر 2002 بعد إفلاس شركة «اي إس إل» الشريك التسويقي للاتحاد الدولي.
كما أوقفت لجنة الأخلاق الفرنسي جيروم فالكه الأمين العام السابق للفيفا 90 يوما، والكوري الجنوبي مونغ - جون تشونغ المرشح لرئاسة الفيفا أيضا لمدة ست سنوات.
وكان بلاتيني يعتبر من أبرز المرشحين لرئاسة الفيفا في الانتخابات المقررة في 26 فبراير المقبل، وهو يعول على الاستئناف الذي قدمه لرفع الإيقاف عنه لأن سمعته باتت على المحك، لا سيما وأن إيقاقه قد يمتد 45 يوما إضافيا.
لكن لجنة القيم اعتبرت أن ترشيح بلاتيني لم يبطل تلقائيا رغم إيقافه مؤقتا، حيث قال الناطق باسمها اندرياس بانتل إن «هذه المسألة ليست من مهمة لجنة الأخلاق بل من صلاحيات لجنة الانتخابات في فيفا المعنية بدراسة صلاحية الترشيح».
وفقد تشونغ المرشح لرئاسة الفيفا فرصة المنافسة أيضا، وأكد أنه سيتقدم بدوره باستئناف ضد قرار إيقافه. وكان بلاتر تقدم الجمعة باستئناف ضد إيقاف أيضا.
وسيتولى الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي ونائب رئيس فيفا مهمة الرئيس بالوكالة حتى موعد انتخاب رئيس جديد.
وقد بدأ الحديث عن إمكانية تأجيل موعد الانتخابات، حيث قال حياتو في هذا الصدد: «كل شيء مرتبط بلجنة الإصلاحات التي ستجتمع قريبا. إذا كانت الفترة الزمنية قصيرة (من أجل تحقيق الإصلاحات اللازمة قبل الانتخابات) فيجب أن تتقدم باقتراحات. إذا ارتأت أن المهلة الزمنية قصيرة، فهي تملك صلاحية القول - لم نحصل على الوقت الكافي لتحقيق الإصلاحات، وعلى الأرجح هناك حاجة للتمديد».
وكانت اللجنة التنفيذية الجديدة للفيفا قررت في اجتماعها الأول تشكيل لجنة لإصلاح هذه المنظمة الدولية برئاسة المحامي الفرنسي فرنسوا كارار. هذا وتعقد اللجنة التنفيذية للفيفا اجتماعا طارئا لها برئاسة حياتو في 20 من الشهر الحالي.
ويتواصل بالتالي مسلسل فضائح الفساد الذي يزلزل الفيفا منذ أواخر مايو (أيار) الماضي بعد أن ألقت السلطات السويسرية بناء على طلب القضاء الأميركي القبض على عدد من المسؤولين واتهمت آخرين من أعضاء حاليين وسابقين في الفيفا وشركاء في شركات للتسويق الرياضي بتهم الفساد وغسل الأموال.
واضطر بلاتر إلى إعلان استقالته بشكل مفاجئ في الثاني من يونيو (حزيران) الماضي، أي بعد أربعة أيام على إعادة انتخابه رئيسا لولاية خامسة على التوالي بسبب الفضائح المتتالية.
دعم أوروبي لاتيني لبلاتيني ضد قرار إيقافه
رغم المطالب القوية بالاستعانة برموز من الخارج لإصلاح الفيفا
دعم أوروبي لاتيني لبلاتيني ضد قرار إيقافه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة