قتلت إسرائيل فلسطينيا وأصابت فتاة جامعية بجراح خطيرة، بدعوى محاولتهما طعن جندي ومستوطن في القدس وكريات جات في إسرائيل، فيما استمرت المواجهات في الضفة الغربية على نطاق واسع، ودخل على خطها «المستعربون» الذين نجحوا في إصابة وخطف شبان في مواجهات في رام الله.
وجاء هذا التصعيد على الأرض بينما رفضت السلطة عقد اجتماع أمني مع إسرائيل وأبلغت المسؤولين الإسرائيليين أنهم لن يجروا أي تنسيق بشأن الأحداث الحالية. وسياسيا شكل الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفدا يرأسه القيادي في فتح عزام الأحمد، لزيارة قطاع غزة وإجراء مشاورات مع حماس من أجل تشكيل وحدة وطنية. وتصاعدت حدة المواجهات أمس في مناطق واسعة في الضفة الغربية، وفي إسرائيل نفسها.
وقتل الجيش الإسرائيلي فلسطينيا في «كريات جات» جنوب تل أبيب زاعما أنه طعن جنديا إسرائيليا وخطف سلاحه.
وقال ناطق باسم الشرطة الإسرائيلية إن الشاب طعن الجندي ثم خطف سلاحه وفر إلى عمارة سكنية، قبل أن تجري مطاردته وقتله في المكان، فيما نقل الجندي إلى مستشفى «برزلاي» في مدينة عسقلان لتلقي العلاج بعد وصف حالته بالبسيطة.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية كيف ترجل الشاب من حافلة في المكان وخطف سلاح أحد الجنود وطعنه وفر إلى بناية سكنية قريبة وهو يطلق النار باتجاه الشرطة التي ردت بإطلاق النار. واتضح لاحقا أن الشاب هو أمجد الجندي (20 عاما) من مدينة يطا جنوب الخليل.
واشتبك سكان يطا مع قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي حاصرت منزل عائلته بعد ساعات من تنفيذ العملية.
وفي القدس أطلق مستوطن إسرائيلي النار على الطالبة الجامعية شروق دويات وأصابها بجراح خطيرة، زاعما أنها حاولت طعنه، لكن شهود عيان وناشطين أكدوا أن المستوطن استفز الفتاة وحاول خلع حجابها قبل أن تهاجمه فيطلق النار عليها من قرب.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن الفتاة أقدمت على طعن مواطن إسرائيلي يبلغ من العمر خمسة وثلاثين عاما بسكين قرب باب الأسباط في القدس مما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة، ورد بإطلاق النار عليها فأصابها بجروح خطيرة.
وأغلقت قوات الاحتلال مداخل البلدة القديمة في القدس ودفعت بتعزيزات إضافية في المكان، قبل أن تقتحم منزل الفتاة دويات في صور باهر وتشتبك مع الأهالي هناك. كما اعتدت قوات الاحتلال على أفراد عائلة الفتاة في مستشفى هداسا حيث تعالج، ما أدى إلى إصابة أحد أفراد العائلة بجراح، وتم اعتقاله لاحقا.
ونددت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، بجريمة الاعتداء على الفتاة شروق دويات، من قبل مستوطن متطرف ادعى أنها حاولت القيام بطعنه حسب الرواية الإسرائيلية.
وحذرت دائرة شؤون القدس في بيان، من خطورة مواصلة فلتان عصابات المستوطنين المتطرفين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. ووصفت الدائرة ما تقوم به عصابات المستوطنين المتطرفين في المدينة المقدسة وفي المسجد الأقصى المبارك، وما قامت به من الاعتداء السافر على الفتاة دويات، بالأعمال الإجرامية والإرهابية التي تمارسها بضوء أخضر من حكومة الاحتلال الإسرائيلي وبدعم ومساندة صريحة.
وتساءلت الدائرة «هل سيبقى المجتمع الدولي صامتا إزاء هذا العدوان السافر بحق المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك، الذي إن ظل مستمرا سيقود المنطقة برمتها إلى مزيد من العنف والإرهاب والحرب الدينية التي تقودها حكومة الاحتلال الإسرائيلي».
وفي أماكن مختلفة في الضفة تواصلت المواجهات بين الفلسطينيين من جهة والجيش الإسرائيلي ومستوطنيه من جهة ثانية.
وسجلت أعنف المواجهات في رام الله قرب مستوطنة بيت ايل، ودفع الجيش الإسرائيلي هناك بوحدة «مستعربين» أصابت واختطفت ثلاثة شبان.
والمستعربون هم وحدة تابعة للجيش يرتدي أعضاؤها ملابس عربية ولثما ويندسون بين المتظاهرين للإيقاع بهم.
وأصاب هؤلاء أحد الشبان برصاصة في رأسه قبل أن يختطفوه مع مصابين آخرين، إلى مستشفى «شعاري تصيدق» في القدس. وفي بيت لحم، تفجرت مواجهات بين طلاب المدارس ومستوطنين في ساعة مبكرة عن المدخل الشرقي للمدينة، وأصيب 2 من الطلاب أحدهما بجراح خطيرة.
وحتى ساعات المساء كان الهلال الأحمر الفلسطيني سجل نحو 50 إصابة في المواجهات المختلفة. وجاء هذا التصعيد بعد أن رفضت السلطة الفلسطينية الاجتماع بمسؤولين إسرائيليين لبحث تهدئة الأوضاع.
وكان مصدر أمني مسؤول أكد أن السلطة ليست بصدد التنسيق الأمني مع إسرائيل بشأن الأحداث الحالية في الضفة.
من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إن جرائم المستوطنين هي العامل الأساسي في إشعال الأوضاع في الضفة، محملاً الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تصعيد المستوطنين وقوات الاحتلال.
وجدد الحمد الله مطالبة مؤسسات المجتمع الدولي لا سيما الأمم المتحدة، بتوفير الحماية الدولية العاجلة لأبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وسياسيا، شكل الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفدا من منظمة التحرير يرأسه عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح من أجل زيارة قطاع غزة، لبحث ملف المصالحة، وإنهاء الانقسام مع حركة حماس، عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة صائب عريقات، إن «تحقيق الوحدة أمر ملح للتصدي للمخططات الإسرائيلية (...)، لذلك قررت اللجنة التنفيذية في ختام اجتماعها أن ترسل وفدا من المنظمة يضم كافة الفصائل وأعضاء من اللجنة التنفيذية برئاسة عضو مركزية حركة (فتح) عزام الأحمد لغزة، لبحث المصالحة مرة أخرى مع حركة حماس». وأعرب عريقات عن أمله في أن «تتجاوب حركة حماس مع الجهود الرامية لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام». ولم يحدد عريقات موعد زيارة الوفد إلى غزة.
من جانبها قالت حركة «حماس»، إنها لم تبلغ رسميًا بزيارة وفد من «تنفيذية» منظمة التحرير الفلسطينية إلى غزة. وقال سامي أبو زهري المتحدث الرسمي باسم الحركة في بيان صحافي، إن حركته لم تبلغ رسميًا بهذا الأمر. وأضاف: «ما تحتاجه غزة ليس الزيارات، وإنما قرارات جادة لإنهاء معاناتها». وأكد أن حماس تعتبر الأولوية في هذه المرحلة يجب أن تكون لـ«دعم وإسناد الضفة والقدس وتمكين الفلسطينيين من مواجهة الجرائم الإسرائيلية».
عباس يرسل وفدًا إلى غزة من أجل حكومة وحدة مع حماس
مقتل فلسطيني وإصابة طالبة جامعية بجراح خطيرة.. و«المستعربون» يدخلون على الخط
عباس يرسل وفدًا إلى غزة من أجل حكومة وحدة مع حماس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة